رواية صرخات انثى الفصل السادس والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
حملت الهاتف بين يدها وهرولت للخارج بعدما طرحت حجابها على رأسها بعشوائية هبطت زينب للأسفل تبحث عن مغيثها بمكتبه السفلي وحينما لم تجده خرجت تلهث بتوتر كاد أن يصيبها في مقټل وكأنها فقدت عقلها وكل زمام أمورها.
ولج عمران للداخل بعدما مرر مفتاحه بباب المنزل الداخلي فلفت انتباهه حالتها المذرية شملها بنظرة خاطفة ودنى إليها يسألها بقلق
أسرعت إليه تسأله بلهفة التمسها عمران
_علي.. عايزة علي.
بالرغم من عدم تنساق جملتها وحالتها الغامضة الا أنه أجابها بهدوء
_بيوصل واحد صاحبنا وزمانه راجع.
وسألها باهتمام بالغ
_في حاجة ولا أيه.. قلقتيني!
ارتعشت أصابعها الممسكة للهاتف حتى كاد بالسقوط عن يدها فرفعت يدها إليه وهي تردد بتوتر وارتباك
تحفزت معالمه وانصاع لكلماتها المهاترة فالتقط عنها الهاتف وهو يشير لها
_اهدي بس وفهميني مين يمان ده وهيقتلك ازاي الدنيا سايبه بروح أمه!!!
أضاءت شاشة هاتفها من أمامه ليتفاجئ من رسالته الاخيرة يتبعها رسالة أخرى وصلت للتو
فاكرة انك هتعرفي تهربي مني انتي لو في أخر الدنيا هجيبك وهعاقبك يا زينب!
_عقاب أيه يابن ال لو دكر اظهر وشوف هعمل فيك أيه وإبقى اتعب نفسك وإسأل عن عمران سالم الغرباوي كويس وتأكد إن أبويا ماټ قبل ما يربيني فلو باقي على روح سبايدرمان اللي جواك دي اظهرلي وأنا أوريك مين فينا اللي في وضع يسمحله بالټهديد يا و.
أبعد الهاتف وهو يراقب وصولها إليه فتأكد من سماعه لرسالته وانتظر أن يجيبه وحينما لم يجيب عاد عمران يسجل له تحت نظرات زينب المصعوقة من تحوله المفاجئ لشخص أخافها هي شخصيا وانطلق يستكمل
وقدم لها الهاتف مضيفا
_لو بعتلك حاجة تاني مع إني أشك ناديلي أنا مريح فوق.
التقطت منه الهاتف بفم مفتوح واكتفت بهزة رأسها بخفة وهي تتابعه يغادر للأعلى مطلقا صفيرا متراقصا بينما يده تلهو بمفاتيحه باستمتاع.
_زينب بتعملي أيه هنا بالوقت ده
انتفضت بوقفتها بفزع وأشارت له بعدم اتزان كلماتها
_يمان عرف مكاني وبعت هددني وعمران آ...
ابتلعت باقي كلماتها بحرج دفع علي يتساءل پخوف من اندفاع أخيه
_عمل أيه عمران!
قدمت له الهاتف ليتمكن من ايجاد الاجابة المناسبة لسؤاله المحرج قرأ علي مضمون رسائله واستمع لفويسات أخيه ببسمة جعلته يشعر بالانتشاء فقدم لها الهاتف قائلا
هزت رأسها باسمة وغادرت للأعلى بينما ردد علي ساخرا
_مربي بلطجي أنا!!!
تسلل عمران للداخل على أطراف أصابعه حاملا بين يده جاكيته وحذائه الفاخر فتحرر ضوء الغرفة بمكبس ريموت تحمله مايا بيدها قائلة بسخرية
_مفيش داعي تتسحب يا حبيبي أنا صاحية.
ألقى ما بيده مزعنا ثباته المخادع فتهدلت شفتيه مبتسمة رغما عن جمود معالمه واقترب يردد
_حبيب قلب جوزه مش جايله نوم من غيره يا ناس!!
زمت شفتيها ساخطة على محاولته الواضحة للضحك على عقلها
_متحاولش يا عمران أنا زعلانه منك.. النهاردة قولت إنك مش نازل الشركة فخمنت إنك حابب تقضي اليوم معايا ودلوقتي رجعالي وش الصبح!
حاوط وجهها بيده ورماديته ټحتضنها رغما عن تباعد جسدها عنه فاستند بجبهته على جبهتها يهمس لها
_حقك عليا يا بيبي أنا مقصر معاك عارف.. النهاردة كان كتب كتاب أيوب على البنت اللي حكتلك عنها وانشغلت معاه وكنت أتمنى أعوضك بكره بس هكون مع جمال بالمستشفى عشان عملية والدته بعدها على طول هكون ملكك لوحدك أي مكان هتشاوري عليه هأخدك ليه وإنتي بين أحضاني... ها مرضي يا حبيب قلب عمران
زار ثغرها ابتسامة عذباء وهزت رأسها إليه فضمھا بكل قوته مرددا بنبرة صادقة
_كله يهون الا زعلك يا حبيب قلبي!
تعلقت به وهي تميل على عنقه ډافنة ذاتها داخله فاستغل فرصة بقائها داخله ليهاتفها بنبرة الغرام فتفاجئ بها تبتعد عنه وهي تشير إليه بخجل
_لأ.. أنا من ساعة اللي حصل أخر مرة وأنا مړعوپة.. خليك بعيد أفضل.
زوى حاجبيه بدهشة وجذبها إليه مجددا يخبرها
_نعمان غار في داهية وبكره واحنا في الشركة هنوقعله العقود وبعدها هنبه عليه معتش يورينا وشه تاني.. وبعدين أنا مش عايزك تبعدي عن حضڼي بالشكل ده تاني يا مايا.. معقول تكوني خاېفة وانا معاك وانتي بين ايديا!!
رفعت ذراعيها لتحتضنه فوجدته يبتعد عن الفراش بضيق من تصرفاتها واتجه لخزانته يبدل ملابسه بصمت.
نهضت عن الفراش ولحقت به تناديه بدلال
_عمران.
سدد لها نظرة محتقنة من رماديته ونزع عنه قميصه يتجاهل وجودها مما عزز ڠضبها فجذبته بقوة إليها مرددة بغيظ
_بناديلك يا بارد!!
تغاضى عن كلماتها الأخيرة قاصدا الاڼتقام منها فغمز لها بمكر
_غريبة الكلمة دي متقالتليش من أي ست غيرك!
احتقن وجهها بغيرة ظاهرة مما أرضى غروره فانطلقت ضحكاته الرجولية تجلجل على احتقان معالمها لسوء فهمها لجملته وهذا ما راق له.
اندفعت إليه مايا بكل غيظها ټضرب صدره بقوة وتسدد له لكمات تحيط بصدره الصلب انفصلت عنه ضحكاته وتبلدت معالمه مما دفعها للاستغراب فسحبت يدها وراقبت ملامحه بدهشة.
رفع عمران يديه يحاوط جانب وجهها ومازالت الجدية تنحر ملامح وجهه المنحوت ليخبرها بثبات شعرت بأنه يجاهد به أمامها
_مايا أوعي تمد إيدك عليا تاني لا بهزار ولا جد أنا مش عايز أذيك!
رمشت بعينيها بتوتر وخوف فضمھا إليه وهو يخبرها بحنان
_حبيبتي الهزار لو بدأناه بالضړب والاھانة هيكون ده مفهوم حياتنا الطبيعي أنا زي ما بحترمك وعمري ما مديت إيدي عليك إنت كمان لازم تحترميني يا مايا.. أوعديني متعملهاش تاني.
هزت رأسها من بين أحضانه وهتفت بخجل من تصرفها الذي ضايقه لحدا لم تتوقعه
_أنا أسفة.
ډفنها داخله وهو يهمس لها
_وأنا كمان آسف لو كلامي ضايقك يا حبيب قلبي.. وأدي رأسك أهي.
وطبع قبلة عميقة على جبينها جعلتها تبتسم إليه بحب فانحنى يحملها إليه وهو يردد بخبث
_حبيب قلب جوزه قلبه قسى عليه وشكله كده لسه زعلان منه!
أشارت له نافية الا أنها عاد بها للداخل يجذبها للاندماج برفقته بدوامة عشقهما التي سحبتهما بخۏفها بترحاب.
ولج علي لغرفته فوجدها تجلس على الأريكة مندمجة بقراءة أحد الكتب بتركيز تام وما أن تخلل لها رائحة البرفيوم خاصته حتى أغلقت عينيها تسحب نفسا بعبقه الخاص هامسة بعشق
_علي!
فتحت عينيها فوجدته يستند على الكومود مربعا يديه أمام صدره يتطلع لها بحنين عاشق راق له شعورها به وتسلل رائحته التي بات يدمنها لأجل تعلقها وحبها الشديد لها فما أن نطقت إسمه حتى تبسم بجاذبيته الخاطفة ودنى يستند على المكتب مرددا بصوته الرخيم
_مش قولنا ممنوع السهر يا فاطيما هانم! ولا الكتاب ده عمل اللي مقدرتش أعمله وخلاكي منجذبة ليه كل الوقت ده!
وانتصب بوقفته يسترسل بحزن مصطنع
_أنا شكلي كده هغير من الثقافة والكتب