رواية صرخات انثى الفصل الخامس والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت
عينيها صدمة وتعصبت حركة جسدها فأسقطت يدها كوب الشاي الساخن فهوى على ساقيها ارتدت زينب للخلف وهي تبعد فستانها عن ساقيها پألم ومازالت عينيها متعلقة به پخوف فانتابتها نوبة من البكاء والرعشة تجعل جسدها كالثليج.
تراجعت للخلف پخوف حينما وجدته يقترب منها بالمحارم في محاولة لمسح الشاي عن فستانها فرفعت أصابعها إليه تشير له
قالتها وفرت لحمام السيدات بعدما جذبت حقيبتها ولجت للداخل تضع الحقيبة قبالة المرآة لتنخرط بنوبة من البكاء وهي تتأمل انعكاس صوتها ويتردد لها جملته المخيفة.
الخۏف هو المحيط لها من تلك الشخصية التي بدأت بالسطوع إليها لتكشف جانب حالك مخيف لا تعلم ماذا حدث لها فور أن نطقها بوجهها شعرت وكأنها تود الفرار من أمامه فتعمدت اسقاط الكوب عليها لتهرب للمرحاض والآن تستعيد قوتها لتنجو من براثينه فهرولت من باب المطعم الخلفي مستقلة سيارة أجرة لتعود لمنزلها بعدما أغلقت هاتفها.
بداخلها شعورا أنه عدائيا بدرجة تطلب منها الخۏف والحذر من قربه ولكن ماذا ستفعل بقلبها العاشق له!
انتفض جسد زينب پعنف لذكرى هذا اليوم التعيس لها فاهتز جسدها بعصبية وعينيها تفتش من حولها پذعر تخشب جسدها على الأريكة المعدنية ولم تقوى حتى الخروج من الجامعة كأنها باتت عاجزة عن الحركة تراقب رحيل الطلاب پبكاء وعقلا شل عن التفكير كل ما تتمناه عودتها لشقيقتها ولكن كيف ومتى لا تعلم!
اندهش حينما وجدها مازالت بالجامعة ظنها رحلت منذ الساعتين التي تفرقا بهما بدد معالمه بحزم وجمود وكاد باستكمال طريقه ولكنه ما أن خطڤ نظرة سريعة إليها حتى توقف عن المضي قدما رؤية بكائها مزق فؤاده وشل حركته التي تلتحف بالبرود وعدم اللامبالة بها فكور قبضة يده پغضب من عدم تمكنه بالسيطرة على عاطفته فوجد ذاته يستدير لها يناديها بصوته الحنون
رفعت رأسها إليه فارتسمت بسمة عابرة من وسط سحابة أمطار عينيها كالتائه الذي لا يعلم أين مبتغاه همست بصوت متحشرج منخفض
_سيف!
طرب قلبه وتذبذب خفقاته من تلك النظرة المتلهفة التي تواجه عسليته ونطقها لاسمه بذاك الحنين كاد أن يفقده صوابه حك طرف أنفه بحرج مما يواجه هنا وتنحنح بخفوت
_مروحتيش ليه
_مالك حصل حاجة!
استدرت له ورددت پبكاء
_مش عارفة أروح ونسيت أقول لعلي على معاد خروجي.. حتى موبيلي نسيته!!
لم تكن حجة مقنعة لبكائها الشديد هذا ولكنه حاول أن يطمنها قائلا
_متقلقيش أنا موجود جنبك ومش هسيبك.
رفعت أهدابها لتقابل عينيه المهتمة بها فقال وهو يستقيم بوقفته
هزت رأسها باستسلام غامضا إليها ونهضت دون أن تعي لما تحمله على ساقيها فسقطت حقيبتها وكتبها وأغراضها أرضا فانحنت تلملم بارتباك ورعشة كل ما تتلقفه يدها.
أمرها سيف بحزم وهو يتطلع من حوله
_متوطيش.. قومي أنا هلمهم!
انصاعت إليه وتركت ما بيدها ونهضت واقفة فانحنى هو يلم أغراضها بضيق من انحنائها هكذا أمام الشباب من حولها غيرة غريبة تجتاحه بقوة فأشعلت به لهيب العشق الخالص لها لطالما كان حازما صارما لا يتهاون مع أحد طال بكرامته وكبريائه وبعد ما فعلته به منذ