الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الخامس والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

عليك ده أنا عمران الغرباوي!
ووجه اصبعه لمكان التوقيع قائلا 
_وقع هنا يا جيمس!.
زم شفتيه بغيظ فغمز له عمران مرددا كالبغبغاء 
_لو موقعتش مش داخل وهكون بكده بسحب كلمتي مع الناس وإنت عارف بقى ده هيتسببلي في أيه ترضهالي جدع!
وجد ذاته يحرك قلمه مدون توقيعه وفور أن انتهى سحب عمران الملف مهرولا للخارج بابتسامة منتصرة بينما جابت أعين جمال الفراغ ناطقا بعدم تصديق 
_أنا وقعت ازاي!

حملت متعلقاتها فور انتهاء المحاضرة واتجهت للمغادرة هبطت زينب الدرج ومازالت علامات الضيق تحتل ملامح وجهها الرقيق خشيت أن ما فعلته قد أثار شكوك علي تجاهها خرجت من المبنى واستكملت طريقها للبوابة الخارجية فتسلل لها صوتا ذكوريا مألوفا 
_دكتورة زينب!
رفعت عينيها عن الأرض تتطلع لمن أمامها فوجدته ذاك الوسيم الذي تعرضه لها الصدف لطريقها المظلم يبتسم فيزيد من خفقات قلبها الضعيف والآن يقترب حتى يقف قبالتها فيتسلل لها رائحة البرفيوم الجذابة التي تعتادها منه.
توترت بوقفتها أمامه وخاصة حينما سألها باهتمام 
_ماشية ولا أيه
اكتفت بهزة رأسها وتحاشته لتغادر فلحق بها سيف مندهشا من توتر ملامحها وفرارها الملحوظ وكأنها رأت شبحا فناداها مجددا 
_دكتورة زينب!
وقفت محلها ضاغطة بأسنانها على شفتيها السفلية بضيق وحينما شعرت باقترابه إليها مجددا استرخت ملامح وجهها المشدود ووجهت له وقاحة غير مسبقة 
_خير يا دكتور سيف! واضح جدا من طريقتي إني مستعجلة وحضرتك مصمم إني أقف معاك!! 
ضيق عينيه بذهول من طريقتها وبالرغم من فظاظتها الا أنه سألها بقلق من أن يكون أحد تعرض لها 
_مالك يا زينب إنت كويسة
سددت نظرة حازمة لعسلية عينيه وحاربته بقسۏة 
_دكتورة زينب ياريت مترفعش الألقاب بينا ومتنساش إن اللي بيجمعني بيك موقف كنت فيه شهم معايا وشكرتك مرة واتنين يعني خلصنا.. فمن فضلك ابعد عني لآن قربك ده مهد لأخوك إن في شيء بينا فطلبني من علي ليك!!
تلاشت ملامحه الهادئة خلف عاصفة أوقظتها تلك البلهاء فمال بالبلطو الطبي على ذراعه واعتدل بوقفته قبالتها يرد على اهانتها 
_أنا بعتذرلك إني تجاوزت معاكي وشلت الألقاب يا دكتور أوعدك إنها مش هتتكرر تاني وبعتذرلك مرة تانية على موقف أخويا وتأكدي إني لو كنت أعرف إني لو وقفت معاكي بالحفلة ده هيخلي يوسف يتقدم لعلي بشكل رسمي مكنتش حضرت الحفلة من الأساس.. عن إذنك.
تركها وغادر وأوردته تثور بها دمائه كالحمم البركانية بينما هي حررت تلك الدمعات الحاړقة عن مقلتيها فانتابها ألما قاټلا جعلها تشعر بالعجز فتشت زينب من حولها فوجدت أريكة معدنية تجوب أطراف الجامعة كاستراحة للطلاب اتجهت إليها بخطوات غير متزنة ورؤية مشوشة من فرط بكائها ليحين دور الذكريات المؤلمة لتخطتفها دون رأفة بحالتها.
تخلت عن صمتها وارتشحت بعزيمتها لمواجهته بعد أسابيع من الصمت كانت تخرج برفقته طوال الأيام الماضية وكلما حاولت أن تحرر سؤالها إليه كان يتحجر على طرف لسانها الثقيل واليوم تشعر بأنها استكفت من الصمت.
اندهش يمان من صمتها الغريب حتى أنها لم تستمع لحديثه المطول لها عن رحلته لمصر وعودته للمغرب مجددا إليها فكانت تقلب بالملعقة كوب الشاي من أمامها وعينيها شاردة بالفراغ فناداها بقلق 
_مالك يا زينب
رفعت عينيها المحتقنة إليه ورددت بما تدفنه داخلها 
_يمان إنت اللي ضړبت أخويا بعربيتك
لم تتأثر ملامحه الباردة بما تفوهت به بل سحب كوبه يرتشفه بجمود تام مما عزز الړعب داخلها فتلعثمت بقولها 
_ساكت ليه.. ما ترد
ترك كوبه وانحنى على الطاولة المستديرة الفاصلة بينهما متعمدا الاطالة بالنظر لعينيها قبل أن يخبرها دون ندما 
_قرصت ودنه علشان يبقى يمد إيده عليكي تاني ولو اتكررت المرادي هتكون بمۏته.
جحظت

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات