الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الخامس والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

ساعات كان يقسم بأنها لا تعنيه بعد اليوم ولكن بمجرد رؤيتها هكذا لان قلبه كالأم التي تستشيط ڠضبا على أبنائها وفور أن يمس أحدهم سوءا تكون أول من تهرول إليه!
انتصب بوقفته بعدما جمع كتبها وحقيبتها واحتفظ بهم مع أغراضه لشعوره برعشة يدها وارتباكها الغريب كونه طبيبا يعلم بأن حالتها وبكائها هذا خلفه سببا عظيما وليس ما قالته هي له.
لحقت به زينب للخارج ووقفت خلفه كالابنة التي تلحق أبيها حينما ينجرف جانبا تلحق به دون تفكير أو تسديد رؤيتها إلى أين يذهب
أوقف سيف سيارة الأجرة وفتح لها الباب الخلفي بينما استقر هو جوار السائق وألقن إليه منزل عمران الذي سبق وزاره برفقة أخيه مرات عديدة.
وإن طال الطريق كان قصيرا وهو يتأمل انعكاسها بالمرآة الأمامية مازالت مجهدة يبدو عليها أثر البكاء فكانت تزيل دمعاتها من وقت للأخر حتى أنها لم تنتبه لتوقفت السيارة أمام المنزل إلى أن نبهها سيف بصوته الدافيء 
_وصلنا.
انتبهت له وهبطت تتجه للداخل ولكنها عادت تقف قبالته تجاهد لرفع عينيها إليه وحينما فشلت وضعتها أرضا ورددت بحرج 
_أنا آسفة على الكلام اللي قولتهولك أنا بس كنت مضغوطة شوية.
ورفعت عينيها إليه تستكشف مفعول كلماتها عليه وحينما وجدته جامدا استطردت 
_وشكرا لإنك وبالرغم من اللي عملته معاك ساعدتني ومتخلتش عني.
سحب الهواء لأنفه وكأنه ينعش ذاته وانحنى للخلف يجذب أغراضها وقدمها إليه قائلا بنبرة جامدة 
_أنا معملتش غير الواجب.. اتفضلي حاجتك.
التقطتها منه بحزن فعلى ما يبدو لم يتقبل اعتذارها عاد سيف لمقعده آمرا للسائق بالتحرك وبقيت هي تراقبه بندم لما تفوهت به إليه عليها الاعتراف بأنه يتسلل داخلها ببطء لدرجة جعلتها تشعر بالخۏف من أن يعود ذاك الداء القاټل لقلبها فإن عاد يخفق بالحب ربما سيعود بها لذاك المطاف المغلق! 

انتهى من محادثته المتبادلة مع رفيقه من مصر يعلمه بها بأنه سيسافر لمصر الاسبوع القادم ليختار فريق المركز الطبي بذاته أغلق علي حاسوبه وانتبه لزينب التي تقف على باب مكتب المنزل تتردد بالدلوف إليه فنهض عن مقعده ودنى إليها متسائلا 
_رجعتي أمته يا زينب
تجاهلت سؤاله واتجهت إليه باكية تردد بجمل غير منتظمة 
_أنا آسفة على طريقة كلامي معاك يا علي إنت صح أنا فعلا بحاول أداري اللي اتعرضت له.. أنا كان في حياتي حد يا علي.. حبيته واتعلقت بيه بس حبه ضرني وخلاني أعيش في اضطراب وخوف وكره لنفسي ولكل اللي حواليا.
وتابعت بارتجاف مرضي 
_بخاف أوي يا علي بحس إنه حواليا ومعايا في كل مكان بخاف لما حد بيقربلي.. علي أنا هربت من المغرب وسافرت القاهرة شهرين وقدر يوصلي هربت المرادي على هنا وأنا متأكدة إنه هيوصلي بردو كلها مسألة وقت.. مسألة وقت يا علي.
الصدمة لم يتلاقها علي فحسب بل كانت نصيبها الأكبر لذاك الذي عاد للمنزل بعدما انتبه لدفترها الملقي على مقعده فأمر السائق بالعودة وحينما دق باب المنزل أستقبلته فريدة وأخبرته بأن عمران بالخارج وعلي هو الذي بالداخل بغرفة مكتبه فأشارت له على مكانها وطالبته بالدخول فكان بطريقه للداخل ليمنحه دفترها وبداخله عزيمة ليعرف من علي أي شيء عن حالتها الغريبة تلك فشلت قدميه فور سماعه ما قالت فاستند على الباب الزجاجي يغلق عينيه بقوة ويستمع لها تخبره 
_هيقتلني يا علي... يمان هيقتلني لو وصلي المرادي.
عجز علي عن السيطرة عليها فردد برزانة 
_اهدي يا زينب... مفيش مخلوق يقدر يمس شعرة منك وانتي هنا وسطينا.. اهدي وخدي نفسك عشان حالتك متسوئش.
هزت رأسها نافية واستندت على ذراعه حينما تمايل جسدها لتحرر

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات