الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الرابع والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

الذي ترك كتابه وراقبهما باهتمام يفوق اهتمام أخيه فقالت 
_أنا مش فاكرة أي حاجة.. فات فترة طويلة على ما كنت بالجامعة فمش عارفة هقدر ولا لأ.
ابتسم وهو يشير لها بالاقتراب بحماس 
_بسيطة هعمل معاكي أول حسبة ومع الشرح هتفتكري.. تحبي نجرب
عادت ببصرها لعلي الذي منحها ابتسامة تبث لها الآمان المفقود فعادت لعمران تكتفي بهزة رأسها نهض على الفور يحمل صينية الطعام جانبا ثم وضع حاسوبه عليها ودفعه لتكون بينها وبين فاطمة الجالسة على نهاية الأريكة فاختار جلوسه على مسافة بعيدة منها لتفهمه حالتها باجتياز.
ثلاثون دقيقة استغرقها لينتهي من أول ملف بمفهومه النظامي بينما كانت تتذكر كل ما تلقتنه من قبل رويدا رويدا ففتح لها ملفا جديدا ودفع الحاسوب لها يشجعها 
_نفذي الخطوات اللي عملتها لوحدك وبهدوء.. وأنا هشوف لما تخلصي.
هزت رأسها إليه وحملت الحاسوب لقدميها تفعل كما أخبرها به بينما اتجه عمران ليجلس جوار مايا يستكمل تناول طعامه فوجدها تميل عليه تهمس 
_بتحاول تعمل أيه
مال لها يهمس هو الأخر 
_هساعد علي في علاج فاطمة!
بدأ يتسرب لها مفهوم ما يود عمران فعله فتحمست للغاية لرغبتها الشديدة باستعادتها اتزانها النفسي.
لم يفوت علي تفصيلة صغيرة متعلقة بجلستها تلك ليس كزوج محبا بل كطبيب يشخص حالة مريضته التي توشك على اتخاذ أول خطوة بمواجهة العالم بعدما كان افتراضي لها يشعر بالامتنان لخطة اخيه باستدرجها للعمل آن نجح بتلك الخطوة حينها سيفتح لها العديد من الأفاق أولهم العودة لجامعتها وعيش حياتها الطبيعية.
جميع الانظار مسلطة عليها حتى انتهت مما تفعله ورفعت عينيها لعمران الذي يتناول طعامها بهدوء قائلة 
_خلصت.
جذب المناديل المعطرة ومسح يديه وفمه ثم اتجه إليها يجذب الحاسوب ويتابع ما فعلته ببسمة واسعة تدعي كل نقطة بها الانبهار رغم أن هناك بعض التعديلاات التي سيحتاجها من بعدها ولكنه وجدها نقطة محمسة للقادم فأجلى صوته الرخيم 
_براڤو يا فاطيما.. لأ بجد ممتازة.
وأشار لمايا بجدية تامة 
_من بكره فاطمة تنزل معاكي الشركة وأنا النهاردة هخلي حسام يحط مكتب زيادة في أوضة مكتبك عشان تكونوا مع بعض وتعرفيها أكتر عن شغلنا ده لو مكنش عندها أي مانع إنها تشتغل معانا.
ترقب ردها على عرضه الذي فجأها وخاصة حينما سألتها مايا 
_ها يا فاطمة أيه رأيك 
وتابعت بمكر تعاون زوجها وأخيه 
_أكيد مش هترفضي تكوني معايا ونروح ونيجي مع بعض.. أنا طول الوقت في الشركة وانتي هنا ومش بنلحق نتكلم ولا نقعد مع بعض!
لعقت شفتيها الجافة بلسانها وقالت 
_أصل.. أنا... آاآ..
وصمتت حينما لم تجد ما تقول حينها رفعت مقلتيها تجاه ملاكها الحارس ذاك الذي بعد كالبوصلة لانحراف اتجاهاتها فوجدته يشير لها قائلا 
_لو حاسة إن القرار ده هيريحك وافقي عليه بدون تردد يا فاطمة... متقلقيش وجود عمران ومايسان جنبك هيديكي الأمان اللي هتفتقديه في عدم وجودي معاكي هناك.
قام بمهامه على أكمل وجه كطبيب وكزوج يدعمها بقرارها ويخبرها بأن حالتها ستكون مستقرة فلا داعي للخوف لذا لم تجد الا أن تؤمي برأسها مبتسمة فصاحت مايا بحماس وهرولت إليها ټحتضنها بفرحة بينما سند عمران ظهره لمقعده وهو يغمز بمكر لعلي الذي قابل خبثه بابتسامته الهادئة الجذابة. 

ساعات قليلة مضت وتفرق جمعتهم اتجه عمران لشركته واتجه علي ليوصل زينب لجامعتها لحضور تلك المحاضرة المسائية فحاول أن يعلم ما برأسها حتى يعرض عليها عرض الزواج من سيف كما شدد عليه يوسف فقال 
_ها يا دكتورة طمنيني أمورك تمام بالجامعة
ابعدت عينيها عن هاتفها وأجابته ببسمة رقيقة 
_الحمد لله يا علي.. أول يوم كان صعب بس بعد كده الأمور تمام.
تابع القيادة بتركيز وقال بمكر 
_طب الحمد لله... أنا من لما شوفتك واقفة مع سيف امبارح وأنا اتطمنت إنك هتقدري تكوني صداقات تساعدك جوه الجامعة.
ارتبكت للغاية فرفعت يدها تعدل من حجابها 
_دكتور سيف شخص محترم جدا قابلته صدفة في الجامعة وفي عيادة دكتورة ليلى.
حرك رأسه بخفة ومازالت رماديته مركزة على الطريق فلحق به فترة صمت قبل أن يسألها بلباقة 
_زينب هو أنا ممكن أسألك سؤال شخصي شوية ولو هيضايقك متجاوبيش وأنا هتفاهم ده.
_طبعا يا علي إسأل بدون كل المقدمات دي.
هدأ من سرعة السيارة والټفت يتطلع لها ومازالت يده تتحكم بالمقود 
_انتي في حد في حياتك يعني بتحبي حد أو مرتبطة بشكل خاص
تجهمت معالمها بشكل مقبض وكأنها ستستقبل المۏت بين أحضانها بعد قليل مجرد حديثه عن الأمر أعاد صورة يمان بمخيلاتها من جديد تمسكت بجزء من قوتها وقالت بتلعثم وفوضوية 
_لأ طبعا مفيش... وبعدين أنا متوقعتش انك تسألني سؤال زي ده لاني طبيعي قدامك وقدام الكل مش مرتبطة.
أسرع بالحديث مبررا 
_فاهم كلامك طبعا بس افترضت يكون في حد حتى لو علاقتكم سطحية.
هزت رأسها تتفي ذلك باقتضاب 
_لا مفيش.
سحب نفسا مطولا واسترده قائلا بهدوء 
_طيب يا زينب امبارح دكتور يوسف طلب ايدك مني لاخوه سيف يعني بشكل ما حابب يكون في بينكم رابط رسمي بحيث تقدروا تتعرفوا على بعض ولو حصل توافق بينكم آآ...
اقتطعت حديثه بحدة وعصبية فجأته كثيرا 
_أنا مش هتجوز يا علي.. هو عشان ساعدني في الجامعة ووقفت معاه يبقى هتجوزه!!! وبعدين انا لسه طالبة في ٢طب وبكمل لسه تعليمي جواز أيه اللي بيتكلم عنه!!!
صف سيارته أمام جامعتها والټفت إليها يحدثها بهدوء وعقلانية 
_اهدي يا زينب الموضوع مش مستاهل العصبية دي كلها منك هل أنا فرضت عليكي شيء!! أنا مملكش الحق ده عليك من الأساس أنا وصلتلك طلب دكتور يوسف ومن حقك تقبلي أو ترفضي ولازم تعرفي إني وصلتلك العرض ده لاني أعرف سيف وأعرف دكتور يوسف مربيه على أيه الولد ده راجل وهيقدر يصونك ويحافظ عليكي وآ...
قاطعته للمرة الثانية بانفعال 
_مش عايزة أسمع يا علي!!.. حتى لو كان ملاك بجناحين أنا مش عايزة ارتبط بحد من فضلك بلغهم بكده.
تمعن بحدقتيها بعمق جعلها تشعر وكأنها مجردة أمامه وقد لاقت حدثها حينما قال بشك 
_مالك يا زينب مندفعه وعصبية بشكل مش طبيعي انتي في حاجة حصلت معاكي!
ابتلعت مرارة ريقها بصعوبة بالغة وتعلقت بحقيبتها بكل قوتها ففتحت باب السيارة وهي ترمقه بنظرة أخيرة هاتفة بحنق 
_بطل تمارس مهنتك عليا يا دكتور.. أنا مفيش شيء!
وتركته وهرولت للجامعة راكضا من أمامه بينما ظل هو محله يتابعها بنظرة ثاقبة ترى بوضوح ما تخفيه من حالة نفسية يقسم بأنها مازالت تخوضها حتى الآن.
تهدل جسد علي على مقعده باستسلام وحزن اتبع همسه الخاڤت 
_فاطمة... ماما... ودلوقتي زينب... ۏجعي في عيلتي بيزيد! 

راقب أيوب مكتب ممدوح مطولا ومن ثم عادت نظراته للطعام الذي تركه له حسام السكرتير الخاص بعمران على مكتبه فنهض واتجه إليه يناديه بحرج 
_ممكن أستأذن عشر دقايق يا بشمهندس
رفع ممدوح عينيه له فازاح نظاراته الطبية متسائلا بدهشة 
_رايح فين في العشر دقايق دول!
رد عليه بوقار 
_مش هتأخر عنهم والله... هطلع لعمران مكتبه وهرجع على طول.
ابتسامة صغيرة عادت تداعب وجه العجوز فعاد ليستند على يديه كمعتاده وقال 
_أممم... عمران مجاش يوصلك النهاردة وبعتلك الأكل مع سكرتيره من غير ما ينزلك ودلوقتي عايز تطلعله مكتبه... انتوا مټخانقين صح
أخفض عينيه أرضا وكأنه يخشى لقاء مدرسه بفعلته التي أودت لتلك المشاجرة ولكنه اضطر لاجابته بتحفظ 
_سوء تفاهم بسيط.
هز

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات