الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الرابع والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

رأسه ومازالت أثر الابتسامة على شفتيه فرفع اصبعه يحركه له 
_اطلع ولما تنزل نتكلم ونشوف إذا كان بسيط ولا يستاهل!
ابتسم أيوب بسرور لتطور العلاقة بينهما فخرج للمصعد يتجه لمكتب عمران بعدما سأل عليه من احد الموظفين.
اتجه لمكتب حسام السكرتير الذي ما أن رآه حتى رحب به بوداعة فهو يعلم بأن من قام عمران بالسماح له بالدخول للسجلات برفقة استاذ ممدوح فمن المؤكد بأنه شخصا هاما للغاية إليه فبسط كفه يشير له بمحبة 
_بشمهندس أيوب هنا بنفسه! نورت الطابق كله.
ابتسم له وقال بتوتر جعله يكاد بالعودة مثلما أتى 
_هو أنا ينفع أقابل عمران
أشار له باحترام للمقعد المقابل إليه 
_طبعا... اتفضل استريح هدي مستر عمران خبر حالا.
اعتلى المقعد المقابل له ورفع حسام السماعة يهاتف عمران قائلا 
_مستر عمران بشمهندس أيوب هنا وعايز يقابل حضرتك.
لف بمقعده بالداخل بعصبية اعتلت حركة جسده الهادئ فابتسم بتسلية وصرح له 
_سيبه قاعد نص ساعة وبعدين ډخله.
ودون أي كلمة أخرى أغلق هاتفه بوجه حسام المتعجب لردة فعل عمران فحجب انفعالاته بامتياز وقال 
_شوية وهدخلك يا بشمهندس.. مستر عمران معاه تليفون مهم.
هز رأسه وبسمته الساخرة بادية كسطوع الشمس بأحضان السماء وهتف ببرود 
_مفيش مشكلة نستناه!
مرت خمسة وعشرون دقيقة ومازال أيوب يرسم دور البرود حتى سئم من ادعائه الكاذب فنهض عن مقعده واندفع لمكتبه بكل ما أتى من عصبية اختفت حينما وجده ينهي صلاته وينهض بسجادته يطويها على الأريكة ونظراته الباردة تطعن الاخير دون اكتثار.
أتى حسام مهرولا من خلف أيوب يردد پخوف 
_مستر عمران أنا أسف والله بس البشمهندس آ..
أشار له عمران قائلا 
_روح انت يا حسام وبعد كده لما أيوب يعوز يشوفني يدخل على طول حتى لو كان مين عندي.
غادر السكرتير حائرا بما يحدث بينما اتجه عمران لمقعده يتأمل ذاك الذي يسدد قنابله إليه من مكانه فكبت ضحكة كادت بالانفلات منه وهو يشير له قائلا بسخط 
_هتفضل واقف مبحلقلي كده كتير...اتفضل.
دنى ليجلس على المقعد ونظراته القاټلة لا تحيل عنهفرفع الهاتف يتساءل
_تشرب أيه يا عم الارهابي
بقى صامتا يراقبه بغيظ يندفع داخله فردد عمران لمن ينتظر سماع طلبه بالهاتف 
_كوبين من القهوة أعدها في الحال.
ثم اقترب بمقعده المتحرك مقتربا من الطاولة الفاصلة بينهما قائلا بعملية مخادعة 
_خير يا بشمهندس أيوب.. في حاجة بتشتكي منها وجاي مخصوص تشتكيلي أتفضل أنا سامعك.
خرج عن صمته أخيرا طارقا پعنف على سطح المكتب الزجاجي
_اسمع يا جدع إنت متحاولش تلعب بأعصابي وتختبرني كتير علشان صدقني أنا واخد حزام في الكارتيه وأقدر أبوظ خلقتك اللي فرحانلي بيها دي!
تحررت ضحكة منه وقال وهو يقترب متمعنا التطلع للكدمة الزرقاء المحتضنة لوجه أيوب قائلا 
_طيب اهدى انت بس عشان العلامة الحلوة دي ميصبهاش بكتيريا وتتنقل لوشك كله.
انتصب بوقفته وصاح بعنفوان 
_الظاهر اني غلطت لما طلعتلك... سيبني مرمي بره بقالي نص ساعة وعايشلي دور رجل الأعمال اللي معندوش وقت يهرش لا فوق ده أنا أيوب ابن الشيخ مهران!
نهض يجابهه بجمود 
_تو تو اهدى شوية يابن الشيخ مهران.. أخرة الرغي ده كله وبيتقالك !! فاسمعني كده وهدي عضلاتك دي أنا مسمحتلكش تدخل على طول علشان أنا ببقى غبي وغشيم لما بتعصب للأسف فكنت بهدي نفسي قبل ما أتنيل أشوفك بعد العملة السودة اللي هببتها!
وأشار للمقعد مجددا بتحذير 
_فاهدى كده واقعد.. أنا أساسا دماغي فيها كلاب صعرانه بتتعارك جوه ونفسها ونفسي أنا كمان معاهم أطلقهم عليك ونخلص!
طوفه بنظرة ساخرة أحاطته من رأسه حتى أخمص قدميه وفجأة بادر بسحب عمران من جاكيته بقوة كادت باسقاطه على طاولته فردد عمران بټهديد
_متخلاهاش تبقى الناهية يا أيوب!
تركه پغضب واتجه ليغادر فلحق به يناديه 
_استنى يا ابني..
وحينما لم يستجيب له قال 
_طيب والقهوة طيب!
تعالت ضحكات عمران وهو يراقب اشتعال ملامحه وهو يتجه للمصعد فصعد خلفه ووقف جواره صامتا حتى قال 
_هعنذرلك وأخدك في حصني وأبوس رأسك كمان بس بشرط تصرف نظر عن الجوازة السودة دي!
تنهد أيوب بتعب من عناد عمران الذي مازال يصر على حديثه فاستدار له يقول بإرهاق 
_يا عمران افهمني حرام عليك فرهدتني معاك أنا مقدميش حلول تانية... استسلم بقى وارضى بقراري وخليك جنبي الصديق الجدع اللي اتعودت عليه منك.
صوب له نظرة مقززة واستدار عنه يمسح وجهه عده مرات ثم عاد إلى مكانه يشير بيده 
_تعالى يالا تعالى أنا قلبي الحنين ده اللي مطمع المعاتيه اللي زيك فيا.
ضحك وهو يحتضنه بفرحة وشعوره المفتقد لوجود شقيق يكبره يعوضه به شدد عمران من ضمھ حتى توقف المصعد وانفتح أمام مجموعة من الموظفين الاجانب اعتلت الصدمة وجوههم جميعا وراقبوا ما يحدث بالمصعد بأعين جاحظة جعلت عمران يدفع أيوب للخلف وهو يصيح من بين اصطكاك أسنانه
_الله يحرقك انت وهي في ساعة واحدة... خسړت سمعتي قدام الموظفين وشوية وهيعلقولي العلم الملون قدام مكتبي!! 
وركله لخارج المصعد بعصبية 
_غور مش عايز أشوف وشك تاني.
سقط أيوب من فرط الضحك حتى عمران لحق به ولم يتمكن من السيطرة على ضحكاته. حتى وصلوا لدخل الشركة فسأله باستغراب حينما وجده ينحرف للمصعد السفلي 
_مش جاي ولا أيه
رد عليه وهو يستعد لدلوف المصعد الاخر 
_أنا أخدت عشر دقايق من أستاذ ممدوح وبفضل برودك ووقاحتك بقوا ساعة وهتعاقب عليهم لبكره الصبح فأكيد مش ههرب وأخرج معاك هرجع لاستاذي واشوف اللي يرضيه وأعمله.
رفع عمران يديه للاعلى يدعو بفرحة 
_يارب يعاقبك بشهرين حبس انفرادي معاه تحت وتكون أم قردان دي حلت عننا وفكتها منك.
وعاد يتطلع له پصدمة 
_مصيبة تكون حبتها يابن الشيخ مهران!!! أقسم بالله لو حصل ولعبت بديلك كده أو كده متلومش الا نفسك.. متفكرهاش جوازة وتعيش سامعني!
هز رأسه في يأس في تغير عقليته حتى وآن ظل باقي عمره يحدثه في الأمر فتركه واتجه للمصعد بصمت بينما غادر عمران والسخط يعلو ملامحه كلما تخيل أيوب النقي.. التقي مع تلك الفتاة العبرانية! 

كانت تتابع حالة آديرا من وقت لأخر فاستغلت وجود الممرضة التي استلمت العمل بالعيادة منذ صباح اليوم ووقفت أمام المرآة تتأكد من تناسق طالتها بفستانها الوردي البسيط وحجابها المشابه له ومن ثم اتجهت لعيادة زوجها المجاورة لعيادتها بعد أن تأكدت من أنها لم تعد مزدحمة منذ ما كانت منذ ساعتين فولجت لغرفة مكتبه فوجدته يسترخي على مقعده بارهاق وحينما استمع للباب يفتح استعد بجلسته للقاء القادم فتهللت أساريره حينما وجدها قبالته تتدلل بخطواتها إليه فردد 
_ليلى!
تجاوزت المكتب وإتجهت لتجلس على ذراع مقعدن قائلة بابتسامة عذباء 
_بقالي فترة بستنى عشان أدخلك.. مكنتش أعرف إن جوزي حبيبي مشهور للدرجة دي!
ابتسم وأحاطها بذراعه إليه 
_جوزك حبيبك محتاج لفترة راحة جوه حضنك ينفع
نهضت عن المقعد وهي تشير له بحزم غاضب 
_لا مينفعش.. أنا جايالك هنا زي أي مريضة ودورك تهتم بيا وتشوف مشكلتي أيه مش تحب فيا يا دكتور يا محترم.
ضحك بصوته الرجولي وقال بخشونة مصطنعة 
_طبعا طبعا... اتفضلي يا مدام ليلى وقوليلي مشكلتك أيه بالظبط.
جلست قبالته بابتسامة واسعة واستندت على مكتبه تتمعن التطلع به بدرجة أصابته بالفتنة فشعر وكأنه أحمقا لاستماعه لدلالها أما هي فقالت بمكر 
_جوزي يا دكتور نفسه يكون عندنا بيبي فحبيت أجي النهاردة أكشف وأطمن على نفسي وأكيد حضرتك هتكتبلي على مقويات

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات