الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الرابع والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

زميل ليه يسمعه وأنا مستكفي بعيونك هما طبيبي فبالله متحرمنيش من الراحة والسکينة اللي بحسها وأنا جواهم!
أدمعت عينيها تأثرا بكلماته فأجبرت لسانها على تحرر كلمة واحدة تشمل ردها على كل حرف خرج منه 
_بحبك يا علي.
سحب نفسا مطولا وعاد يستند على جبينها من جديد يخبرها 
_وده المهدئ لكل ۏجع جوايا.. ردديها في كل مرة تلاقيني فيها مهموم أقسملك هتلاقيني بتولد من جديد على ايديك يا فطيمة!
ابتعدت برأسها للخلف ففتح رماديته يراقبها باهتمام فوجدها تبتسم وهي تنخفض عنه لتضع رأسها على صدره باستحياء.
اعتدل علي بمنامته ليمنحها نومة مريحة بعدما تسلل النوم إليها ضمھا إليه وهو يتنهد بۏجع يزيد من حدته كلما تذكر ما مر به برفقتها منذ قليل كان على وشك خسارة كل تقدم أحرزه بحالتها مع تلك النوبة الشديدة التي لم يختبرها رفقتها من قبل لا يعلم كيف تماسك ليعيدها من جديد ولكنه ركز على ثقته وإيمانه بالله عز وجل وفي حبه الشديد المدفون داخل صدرها محتلا قلبها حركه وتركه يعاونه على استعادتها وها هو تعود له وهو يحرز هدفا أخرا حينما فتح معها باب أخرا بعلاقتهما المعقدة ومازال يأمل بأنها ستكون زوجة له بارادتها! 

أغلق باب غرفته وتحرك للفراش غاضبا من اتخاذ والدته قرارا كهذا لم يكن بالشخص الذي يرضخ لأحد مهما فعل تسلل له صوتا خاڤتا يناديه 
_عمران.
استدار بجسده للخلف فوجدها تقف أمام الخزانة ترتدي كامل ثيابها حتى حجابها تألم قلبه لرؤيتها تأخذ حذرها بما ترتديه حتى وهي بغرفتها فأشار لها بالاقتراب منه.
جلست مايسان جواره فضمھا إليه بقوة 
_اقلعي اللبس ده واقعدي على راحتك مستحيل يكررها تاني يا مايا.
أومأت له بخفة وبالفعل نزعت عنها الجلباب الأسود والحجاب لتغفو جواره التقطت نفسا مطولا وأخرجته على مهل قائلة 
_عمران عشان خاطري نفذ الكلام اللي خالتو قالت عليه خلينا تتفادى شره وأذاه ونعيش في سلام.. إنت مش محتاج للشركة دي في حاجة ما شاء الله شركاتك محققة نجاح ونص المشاريع اللي بتيجي على شركة العيلة بتيجي عشانك إنت.
جذب ذراعها إليه يربت على ظهرها قائلا بنبرته الرخيمة 
_هعمل اللي يريحك يا مايا.. بس وربي لأدفعه تمن اللي عمله النهاردة ده وبالغالي أوي.
شددت من تعلقها به بفرحة انتقلت إليه 
_أيوه كده تبقى حبيبي الطيب الكيوت اللي بيسمع الكلام.
ضحك بصوته الرجولي وصحح لها ساخرا 
_قصدك كده حبيب قلب جوزه قرطسه ومفكر نفسه قادر يمشي كلمة عليه!
شاركته الضحك وتنعمت بنومها مجددا بين ذراعيه وتلك المرة قد حرص عمران على غلق باب غرفته بالمفتاح تحسبا لوجود شقيق والدته الآرعن! 

مطرقة عڼيفة هوت على ظهرها تقسمه لمرتها الثانية فنزعت أخر ما تبقى لها من السند العتي نالت مطرقتها الأولى بفعل زوجها الراحل والآن حان الدور لأخيها ينال منها بأسوء الطرق.
انزوت على فراشها تضم يدها من حولها تهز كفيها على ذراعيها دون توقف وكأنها تزيح برودة جسدها المتبلد ساقيها لا تتوقف عن الاهتزاز ودموعها تنغسق على وجهها كغسق الأمطار في ليلة شديدة الغيوم تحاول تهدئة نفسها ولكن دون جدوى تزداد أنفاسها بالاختناق ويحتقن داخلها أمل الاسترخاء.
التقطت آذنيها صوت دعسات حذائه الثقيلة تقترب منها ومن قبل أن ترفع عينيها الزرقاء إليه تسللت رائحته التي سكنتها لأعوام تجعلها تتعرف عليه من على بعد حتى وإن كانت تخوض ظلاما قاټلا.
انخفض بها الفراش المنظم قليلا فعلمت بأنه يجلس قبالتها الآن فزادت من انغماس عينيها للأسفل تتحاشى رؤيته فتنفضح دموعها وحالتها الضعيفة إليه.
أصابع قوية دفنت بين أصابع كفيها الرقيق بسيطرة تخضعها لوجوده جبريا وقبضته الاخرى وجهه الآن يميل على رأسها مدفونا بين خصلات شعرها القصير بسكون زاد من ربكتها صوته الآن يتحرر بنبرة مغرية خاڤتة 
_متحاوليش تخبي ضعفك عني يا فريدة.. ممكن تخدعي كل عيلتك وأولهم سالم لكن أنا لأ.. أنا مدفون جواك وفيك.. فاهم وعارف كل نظرة خارجة منك.. ومقدر طول الفترة اللي فاتت تحكمك في نفسك عشان تحافظي على علاقة نعمان بيك.
واسترسل يهون عليها ما قد تلقيه على عاتقها 
_إنت عملتي اللي عليك علشان تحافظي عليه بس هو اللي للأسف طمعه وجشعه خلاه كفيف عن أي علاقات ودية يا فريدة..
وتابع ومازال رأسه ينحني فوق رأسها 
_طول عمره كده مستحيل يتغير أبدا.. كل اللي في دماغه يسيطر على الشركة الأم المسيطرة على فروع عيلة الغرباوي..زمان عمي وأبويا وقفوا قدام بعض عشان الشركة دي جدي قاطعهم وفارقهم لحد ما اترجعوا عن اللي في دماغهم واتنازل أبويا لأبوكي عن الشركة عشان ميخسروش بعض.. موقفك اللي عملتيه من شوية ده فكرني باللي حصل زمان فمتندميش على قرارك اللي اخدتيه يا فريدة بالعكس انتي أخدتيه متأخر أوي. . شخص زيه مينفعش يكون موجود في حياتك وبين أولادك.
تحررت شهقة متقهقهرة داخلها  مرددة پبكاء 
_ده اللي فاضلي من عيلتي يا أحمد... بابا وماما وأختي الوحيدة كلهم ماتوا مكنش ليا غيره وكنت بعتبره عيلتي كلها بس عمره ما حسسني إني أفرقله في شيء.. مفيش مرة نزل فيها لندن الا وطلب مني إتنازله عن الشركة كأنه بيعرفني إن ده الشيء الوحيد اللي بيربطنا ببعض! 
أحاطها بقوة بين أضلعه وردد إليها بحزن عميق 
_ميستهلش... والله العظيم ميستاهل دمعة واحدة من عنيك الغالية دي.... اللي استغنى عنا احنا في غنى عنه يا فريدة.. قوي نفسك وادعمي قرارك لإنه هو الصح.. نعمان عايز يكسر شوكة عمران بأي شكل من الأشكال لآنه تبارك الله بقى له إسمه وده عمله بعيد عن شركات براند الغرباوي وزي ما قال ابنك كون إنه سحب الشراكة بينهم فده هيوقع أسهم شركاته كلها لإن أغلب المشاريع اللي الشركة الأم بتنفذها عملائها مختارين الشركة لوجود عمران سالم شريك مساهم فيها.. ضړبة نعمان القاضية جاية وبقوة.
انهمرت دموعها على وجنتها حتى ابتل قميصه من شدتها وحررت صوتها الخاڤت تخبره 
_مكنتش عايزاه يهتم بالاملاك والثروة وكل ده كنت عايزاه يحتويني ويتمسك باللي فاضله من عيلته زي ما أنا كنت متماسكة بيه يا أحمد.
رفع ذقنها إليه لتقابل نظراته العاشقة لكل تفاصيلها مشددا على حروف كلماته 
_أنا عيلتك كلها يا فريدة... أنا أخوكي وأبوكي وحبيبك وجوزك وكل ما ليك في الدنيا كلها فبالله متقوليش إنك مالكيش حد في وجودي!
رفع ذراعيها تحيط برقبته وتضم ذاتها إليه فاحتواها إليه وهو يعود لعاطفة كلماته العاشقة 
_عيشي يا فريدة وارمي وراك كل شخص وجعك وأذاك... عيشي جوه قلبي هو الوحيد الآمن ليك وقادر هيحميك وهيصونك بعيد عن كل ده.
وعاتبها بحزن يلف يفترسه 
_هو ده عوض البعد وسنين الفراق يا فريدة بعد كل اللي مرينا بيه رجعنا نكون مع بعض من تاني.. انسي كل الناس وكل الۏحش وسبينا نعيش اللي اتحرمنا نعيشه مع بعض.. بلاش نفكر في اللي هيوجعنا لإننا مبقناش حمل ۏجع تاني.
وأبعدها عنه يطالبها بصرامة 
_اوعديني.
رفعت يدها تزيح دموعها ومنحته ابتسامة جعلت تعابيره المشدودة ترتخي تدريجيا 
_أوعدك يا حبيبي إني هعيش اللي جاي من حياتي علشانك إنت وبس... كل حلم حلمت بيه عنك هحققه وأنت معايا.
ودنت

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات