رواية صرخات انثى الفصل الثالث والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت
كتفها الأيمن فصدم حينما وجد قطع من الزجاج ينغرس داخل لحمها سحب عنها الشظايا بالملقاط الحاد وقام بحياكة الچروح الغائرة بكتفيها لحين تنتهي ليلى مما تفعله.
طلب علي من عمران أن يوصل الفتيات للمنزل فذهبت فاطمة وزينب ومايسان برفقته حتى صبا أمرها جمال بالصعود معهن ليصلها عمران بالطريق فأوصلهن وعاد فوجد أن الأمور كما هي مازالت آديرا بالداخل وأيوب يجلس بالخارج شاردا بما سيحدث الآن ولجواره جمال وعلي الذي يدخل من وقتا للأخر ليتابع الحالة ويطمنه بأنها مستقرة إلى الآن.
_مكنش ينفع اللي عملته ده يا عمران... أيوب في حالة متسمحلوش إنك تتكلم معاه بالشكل ده.
خطڤ نظرة سريعة لأيوب الذي لا يكف لسانه عن الدعوات وقراءة القرآن الكريم ومن ثم استدار لأخيه
_طيب قولي يا علي كنت هعمل أيه وأنا شايفه كده! أنا بحاول أبعده عنها بكافة السبل وأخرهم شغله معايا وتيجي وهي بټموت ورافضة بردو تحل عنه!
_على حد علمي إن أقرب أصدقائك هما يوسف وجمال فغريب إني أشوفك مهتم جدا بشخص لسه شايفه ومتعرف عليه من كام يوم!
ارتخت معالمه المشدودة تدريجيا وردد وعينيه لا تفارق وجه أيوب البشوش
_أنا نفسي معرفش أيه اللي علقني بيه بالشكل ده.. أيوب تحسه شخص نضيف أوي موجود في مستنقع مينفعش يكون موجود فيه.. طيب زيادة عن اللزوم ومسالم بالدرجة اللي مخلياني عايز أحميه من الدنيا كلها كأنه ابني!!!
_فهمت حاجة
ابتسم علي إليه ومسح على كتفه بحنان يصل بنبرته الرخيمة الحنونة
_اللي فهمته إنك اتغيرت يا عمران... والطيبة دي إنعكاس لقلبك الصافي.. كل مرة بتفاجئني بيك وبتخليني فخور بيك.
انتقلت ابتسامته لعمران الذي تعلق به بحب وهمس له
_علي أنا جنبك بحس إني طفل صغير مستني من أبوه يطمنه على كل تصرف بيعمله وبيخاف يقوله إنه غلط.. أنا بدعي ربنا دايما في كل صلاة ليا أنك تكون جنبي دايما.. متضايقش لو قولتلك إني عمري ما حسيت بإحساس إني يكونلي أب بس لما بتكون جنبي بحس إنك أبويا.
_أنا جنبك وعمري ما هبعد يا عمران... حتى لو مكنش فرق السن بينا كبير أنا راضي أكونلك بالمكانة اللي تحبني أكون فيها... ولو ربنا اداني ابن فإنت ابني البكري وهو هيكون التاني من بعدك.
أدمعت رماديته تأثرا واحتبسها داخل ذراع علي الذي شعر بدمعاته فبقى ساكنا لا يحركه لحين أن يعود لطبيعته هو يعلم كم يعلم أقرب أصدقائه بأنه يكاد ېقتل على أن يلمح أحدا دموعه أو يشعر بضعفه.
_ده وقته! البنت بټصارع المۏت وأيوب هيحصلها وإنتوا قاعدين تحبوا في بعض!
ابتعد عمران عن أخيه حينما طرد كل لمعة دامعة بعينيه وسأل جمال باهتمام
_محدش خرج
هز رأسه نافيا فنهض عمران يتجه لأيوب وجلس جواره بصمت جعل الأخير يرفع عينيه تجاهه ثم عاد يتطلع للأرض مجددا ومازال منحني بجسده للأسفل قليلا.
_إنت زعلان مني!
نفى ذلك بهزته وفرك أصابعه معا بتوتر فضم عمران يديه بكفه وهو يمنحه الأمان الذي افتقده
_هتبقى كويسة وده بتمناه عشان وعدك الغبي مش عشانها.
وتمتم بسخط وهو يظن صوته غير مسموع للأخر
_لو عليا عايز أدخل أديها