رواية صرخات انثى الفصل الثاني والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت
اللي فيه النصيب.
هزت رأسها بتفهم رغم عدم اقتناعها بما يخبرها به فاستقام كلاهما بوقفتهما حتى توقف المصعد فخرجوا جميعا.
استغل عمران دخول صبا وجذب جمال للخلف يعيد له لکمته هاتفا بضجر
_ناموس في لندن فاكر نفسك في سيوة!!
وقبل أن تطوله يديه ركض للداخل سريعا فتنحنح جمال واستعاد اتزان هيبته المهدورة ولحق بالاخير.
رحب يوسف بعلي وإتجه به للداخل ليريه الأجهزة التي استوردها من الصين خصيصا لزوجته فنالت استحسانه وأبدى اعجابه قائلا
_لو على ضمنتك نتواصل معاه عشان المركز خلاص عمران قالي قدامه عشر أيام بالظبط وفريقه ينجز.
رد عليه يوسف بابتسامة واسعة
_عظيم.. استغل الفترة دي في اختيار الدكاترة والممرضات اللي هيشتغلوا بالمركز على الأقل نزل اعلان واستغل السوشيل ميديا.
_أنا ناوي أنزل مصر وأختار فريقي بنفسي يا يوسف مش حابب شغل الموبيلات ده.
استحسن فكرته وأبدى اعجابه
_كده أفضل ألف مرة... رتب أمورك وتوكل على الله وسيب حكاية الأجهزة دي عليا وعمران موجود مع العمال وده شغله.
نهض علي يلتقط كوب العصير من ليلى وقال بلباقة ورقي
ابتسمت إليه بحبور
_وجودك هنا إنت وفاطيما والبنات غالي عندي يا دكتور... نورتونا كلكم.
رد عليها وعينيه مازالت أرضا
_متقوليش كده احنا زمايل.. ومبروك عليكي مرة تانية عندي ثقة إنك هتكوني من أهم دكاترة الجراحة بانجلترا كلها.
وبمزح أضاف
_عشان كده إنتي والدكتور يوسف من أوائل الناس اللي هتكون معايا في المركز الطبي.
_ده شرف لينا يا دكتور علي.
ردد يوسف بابتسامة
_الافتتاح الجاي هنكون متجمعين عندك في المركز ان شاء الله.
ردد بخفوت
_بإذن الله.
بالخارج.
انسجمت فاطمة مع مايسان ومازالتزينب تحيطها غمامة الماضي تركتهما واتجهت للشرفة التي انعشت وجهها بالهواء البارد فأغلقت عينيها تستمتع بتلك الانتعاشة التي تندفع إليها متجاهلة كل شيء حولها إلى أن تسلل لمخضعها الخاص صوته العميق
التفتت جوارها فوجدته يجلس على أحد الأرائك يتابعها ببسمته الهادئة اعتدلت زينب بوقفتها هامسة بخفوت
_سيف!
تمكن من قراءة حركة شفايفها بحرافية فاندفع قلبه يهوى بتمنى أن لو تمكنت أذنه من سماع صوتها.
نهض عن محله واقترب منها يردد
_توقعت إني ممكن أشوفك تاني صدفة في الجامعة لكن هنا كان صعب!
_انتي كويسة
هزت رأسها نافية ومازالت تتراجع بجسدها للخلف پذعر شخوص عينيها ونظراتها إلهمته بأنه وحشا مفترسا هرول من أحد أفلام الړعب ليقتحم مخيلاتها البريئة ومع ذلك أعاد سؤالها بحنان
_دكتورة زينب مالك
ابتلعت ريقها الجاف بصعوبة بالغة ودون وعي منها ترجته
_ممكن تقلع الجاكت ده من فضلك إقلعه!
برق سيفلوهلة مندهشا فمشط الشرفة المطولة بنظرة متفحصة وبدون أي تفكير نزع عنه جاكيته الجلدي وأسقطه أرضا هاتفا بقلق
_أهو.. لو ده اللي مسببلك الحالة الغريبة دي مش هلبسه تاني أوعدك بس طمنيني إنت كويسة!
استعادت جزء من ثباتها فابتعدت عن المقعد الذي تتمسك وقد أحاطها حرجا جعل وجهها أحمر قاني فتلعثم قولها المرتبك
_آآ... أنا أسفة...أنا بس افتكرت شخص مش حابة أفتكره... أنا بعتذرلك تاني يا دكتور سيف..
وهرولت من جواره تهمس بحرج
_عن إذنك.
أوقفها حينما طالت يده معصمها دون ارادة منه ليوقفها
_استني... متخرجيش كده إهدي بس وخدي نفسك الأول
ارتعش جسدها وعينيها جاحظة على يده الممسكة به فدفعته بكل قوتها وهي تصرخ
_يماااان ابعد!!
تجمد محله فور أن استمع إليها تنطق بإسم رجلا يجعله لأول مرة يشعر بالكره الشديد تجاه هذا الرجل الذي لم يراه ولا مرة ولا يعلم حتى الصلة التي تجمعهما كل ما يشعر به بأن كره إسم يمان ولا يود سماعه مرة أخرى.
هدأت قليلا وتغلبها الحرج لما تفعله منذ تجمعها به فهمست بصوت لا يحمل الا الخجل الشديد
_أنا آسفة أرجوك سامحني.
واستدارت لتتجه للمغادرة فأوقفها متسائلا
_راحة فين
أجابته ومازالت توليه ظهرها
_همشي مش حابة أقعد.
دنى منها سيف حتى بات قريبا فابتلع غصته المؤلمة داخله وسيطر على انفعالاته قائلا
_السهرة لسه في أولها.
واستطرد بمحاولة لتلطيف الاجواء
_لو لسه لابس أي حاجة مسببلك ازعاج هقلعها فورا.
ومسك ياقة قميصه الأسود المندث ببنطاله
_مش عجبك القميص ده أقلعه هو كمان
أشارت له بهسترية
_لأ... لأ كويس.
منحها ضحكة جعلتها تبتسم فاقترب منها يحاول اختلاق أحاديث تجمعهما
_طمنيني حد اتعرضلك بالجامعة النهاردة تاني
أجابته وهى تستند على السور بخفة
_لأ خالص.. واتفاجئت بالبروفيسور بيبهدلهم على اللي حصل في الفصل وكان هيعملهم فصل.
استند على السور بمسافة معقولة بينهما
_طب كويس.. كان لازم حد يحطلهم حدود.
هزت رأسها وعادت تتطلع إليه لتخبره بانزعاج
_بس أنا لسه قلقانه يحطوني في دماغهم بعد اللي حصل وكده لإن الشاب ده نظراته ليا مكنتش لطيفة.
بث لها الأمان والطمأنينة
_ولا يعرف يعملك حاجة.. ولو حصل أنا موجود مش هتخلى عنك أبدا يا زينب.
عاد قلبها يخفق مجددا ذاك الأبله الذي سبق وإنخدع تحت شراع الحب الكاذب ذاك الذي وضعت من حوله ألف سور وختم على ميثاق بعدم سقوطه بتلك الأكاذيب مجددا.
توترت من أمامه وسحبت عينيها للأسفل تراقب المارة بشرود تام بينما مازال سيف يراقبها.
بالخارج.
قدم جمال الزهور إلى ليلى قائلا
_مبروك الافتتاح يا دكتورة ليلى.
التقطته منه بابتسامة عذباء
_الله يبارك فيك يا بشمهندس.. ليه بس تعبت نفسك
أجابتها صبا التي ټحتضنها
_تعبك راحة يا دكتورة... قوليلي بس أيه الجمال ده كله
سحبتها جانبا لغرفة الفتيات بينما انضم يوسف وعلي لعمران وجمال فتساءل وهو يتطلع خلفهما بذهول
_آدهم واعتذر فين أيوب هو كمان
أجابه عمران
_رجع مقتول بعد ما قضى اليوم مع استاذ ممدوح.
برق علي بعينيه بدهشة
_سلمته لاستاذ ممدوح يا عمران
ضحك وهو يجيبه بوقاحة
_مش أحسن ما تستلمه البت اليهوديه على الأقل الاستاذ ممدوح مننا وعلينا ومعروف أخره أيه!
أمسك جمال كف يوسف يتساءل
_فكك من الواد ده وطمني أخبار أكلة السمك أيه كله تمام ولا هنقضيها مطاعم
اتجهت الانظار إلى يوسف المصعوق تجردت عنه الكلمات وجحظت عينيه بوميض جعلهم يتجهون بابصارهم تجاه ما يجذب انتباهه فوجدوا سيف يقف بالشرفة ولجواره فتاة لم يتعرف عليها الا علي وعمران الذي تنهد بيأس وتيقن بأن يوسف سيخطف زينب رغما عن الجميع لأخيه!
فرقع جمال أصابعه أمام يوسف مناديا
_يوسف.. إنت يا ابني روحت فين
خرج عن صدماته مرددا بابتسامة واسعة
_مين البنت اللي واقفة مع سيف دي
ووزع نظراته بينهم
_أكيد تبع حد فيكم.. وبما إنكم كلكم متجوزين يبقى أكيد دي سينجل وبما إن سيف واقف منشكح معاها بقاله فترة يبقى هي المنشودة وبما إنها المنشودة بينا نكتب كتب الكتاب ونحدد الفرح والذي منه.
دفعه عمران ساخطا
_حيلك يا عم إنت مصدقت قفشته واقف مع واحدة.. على كده هتجوزه نص بنات الجامعة والجيران بالمرة!
عاد لمحله يتابعه بسعادة وكأنها امرأة تتمنى أن تجد عريس مناسب لابنتها التي قفزت من قطار الزواج ليعود بوجهه إليهم بحزم
_تبع مين دي بقولكم!!
ابتسم علي وهو يجيبه
_أخت مراتي يا يوسف هديت!
هز رأسه نافيا
_مش ههدى الا لما أجوزهم.
ضړب جمال كف بالأخر
_لا حول