رواية صرخات انثى الفصل الثاني والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت
داخل معايا يطلبلي بوليس النجدة!
ضحك بصوته كله وأشار وهو يستدعي المصعد بضغطة الزر
_مش هتأخر متقلقش.
وولج للداخل حتى وصل للشقةطرق بابها حتى فتح آدهم فوجد جسدا ثقيلا يندفع إليه حتى كاد بأن يسقط به فردد باستغراب
_أيوب!!
أغلق عينيه باستسلام على كتف آدهم وكأنه طفلا صغيرا يغفو على كتف والده فأحاطه آدهم بقوة وهو يجاهد الا يصيب جسد أيوب كتفه المصاپ.
_مالك يا ابني وكنت فين لحد دلوقتي سيف قالب عليك الدنيا ومش مبطل رن
خرج صوته هامس وعينيه تنغلق استسلاما للنوم
_خدني لأقرب سرير أو كنبة.. بنام على نفسي!
أبعده عن كتفه يتفحص وجهه وجسده ظنا من أنه قد مسه أذى جعله مرهقا لتلك الدرجة وحينما اطمئن بأنه على ما يراه أعاده لكتفه فأحاطه أيوب بذراعيه تلقائيا وغفى واقفا.
_أيه وصلك للحالة دي!!
واتجه إليه يناديه
_طيب قوم حتى غير هدومك يا أيوب!
لم يأتيه أي ردا صوت انتظام أنفاسه يتصاعد ليخبره بنومه الشبيه بفقدان الروح لم يستطيع السيطرة على ضحكاته وهو يراقبه كطفل لم يحتمل عناء أول يوم دراسي إليه وعاد لفراشه يغفو بملابسه وحقيبته.
رمش آدهم بدهشة مما فعل واتسعت ضحكته الساخرة مرددا
_مش معقول في دي كمان شبهي!
انحنى إليه يزيح الغطاء عن رأسه ووضعه على صدره حتى يتمكن من التتفس بشكل منتظم ففجأه مرة أخرى حينما تحركت يده تجذب الغطاء على رأسه مما زاد من دهشة آدهم المعتاد على أن يغلف جسده بأكمله بالغطاء وقت نومه يتذكر كيف كانت تستاء والدته من تلك الحركة التي تجعلها يتهييء لها وكأن جسد إبنها جثمان وليس ينبض بالروح وما يزيد ضجرها بأنه يرث حركته السخيفة تلك عن أباه.
ولج عمران للداخل يتساءل بضيق
_هو فين يا آدهم.. كل ده بيلبس
وشمله بنظرة متفحصة ليزيد من غضبه
_وإنت ليه ملبستش لحد دلوقتي! انتوا بتهزروا يا جدعان!
أجابه قبل أن يندفع بحديثه الغاضب
_انا اعتذرت من دكتور يوسف مش هقدر أنزل.. ولو بتسأل عن أيوب فمتستنهوش إنزل إنت لإنه في سابع نومة.
_لحق ينام
ضحك يشاكسه
_هو طالع نايم أساسا... اترمى عليا شبه المقتول وبمعجزة قدرت أسنده لسريري!
زم شفتيه ساخطا على من أدعى قوته الزائفة وردد
_أمال عاملي فيها شجيع السيما ليه.. ده مخدش غلوة في إيد استاذ ممدوح.
منحه نظرة مشككة تحيط بمضمون حديثه فقال
رفع كتفيه مداعيا براءته
_ولا حاجة... شغلته في شركتي!
واستطرد مقدما عرضه المغري
_طيب خلاص تعالى إنت معايا... ده يوسف محضرلنا أكلة سمك بعد الحفلة إنما أيه.
اتجه آدهم للردهة فجلس على المقعد يتأوه بتعب
_ألف هنا ليكم.. أنا مش قادر أتحرك قدامك يا عمران.. تتعوض مرة تانية.
إتجه إليه يراقبه بقلق انتقل لنبرته الرجولية
_شكلك موجوع.. تحب أكلم دكتورة ليلى تيجي تشوفك
هز رأسه نافيا
_الموضوع مش مستاهل... هأخد المسكن والألم هيروح على طول إن شاء الله.
منحه ابتسامة هادئة وربت على كتفه بهدوء
_يلا خف قوام قوام عشان نجوزك ونخلص من البت اللي قارفاني في البيت دي.
ضحك بشدة وردد بحب
_عنيا يا سيدي... هأخدها تنور حياتي المكفهرة دي.
انتصب عمران بوقفته وأشار له
_هبقى أكلمك أطمن عليك... سلام.
_مع السلامة... متنساش توصل مباركتي لدكتورة ليلى ودكتور يوسف.
أجابه وهو يستعد لغلق الباب
_اعتبرها وصلت.
صف جمال سيارته أسفل البناية وانضم لزوجته التي تنتظره حاملة طرف فستانها الأسود الطويل فانضم إليها ومازال يلاحظ وجهها العابث جدد ذاكرته عساه قد اقترف شيئا أزعجها وحينما لم يجد قال
_افردي وشك ده شوية هو أنا جايبك معايا ڠصب
تعمقت بنظراتها الغاضبة إليه وأردفت
_مش جاية ڠصب بس جوايا في بركان ڼار احذر منه لينفجر في وشك.
جحظت عينيه صدمة فأبعد الورود التي يحملها جانبا وقال
_بركان مرة واحدة... ليه كل ده
منحته نظرة ضاقت عليه وكأنها تعتصره داخل مقبضة من حديد لتطلق ما تدفنه إليه
_أي مشوار أو خروجة ليها علاقة بعمران أو يوسف صاحبك بتجهز وتجري هوى لكن لو أنا اللي طلبت منك نخرج شوية مش هتعبرني معرفش صحابك دول عاملين ليك أيه
رفرف بأهدابه بعدم استيعاب والکاړثة تحليله لمغزى حديثها فقال باستنكار
_انتي بتغيري من عمران ويوسف يا صبا
ولجت للمصعد توليه ظهرها والأخر يلحق بها پصدمة تجعل تعابيره متجمدة كالثلج وهو يراقبها بحاجبيه المرفوع ليجد ذاته يضحك دون توقف فاستدارت إليه تلكمه بغيظ
_متضحكش.. اسكت!
أحاطها بين ذراعيه لتكف عن تسديد الضربات إليه مرددا بدهشة
_متهزريش يا صبا انتي بتغيري من علاقتي بصحابي يعني من رجالة!! أنا بحاول أتخيل موقفي السييء لو حد سمعك هيأخدوا عننا فكرة شكلها عاملة ازاي!!
راقبت ضحكاته باستياء ورددت بضيق
_انت السبب.. لانك بتهتم بيهم أكتر مني.. إنت حتى مش بتقولي كلام حلو أوازن بيه المقارنة بيني وبينهم!
اختصر ضحكاته بابتسامة جذابة فتغاضى عن توقف المصعد بالطابق المنشود واحتوى وجهها بيديه بحنان
_صبا سبق وقولتلك قبل كده أنا مبعرفش أقول كلام حلو ومتزوق.. بس إنت عارفة ومتأكدة إني بحبك وبتمنالك الرضى ترضي.. كون إنك تحطي نفسك بمقارنة مع عمران ويوسف فده غباء منك لإنك في مكانه إنت واللي في بطنك صعب حد يتقارن فيها معاكي.
اتسعت ابتسامتها والفرحة تجعل وجهها مشرق عينيها تشعان بجاذبية جعلته عاجزا عن سحب نظراته عنها فوجد ذاته يضمها رغم أنه يستغرب ما يفعله ربما لإنه زوجا عاديا إعتاد أن لا تفارق مشاعره غرفة نومه ولكن موقفها الذي حررته الآن أكد له بأنها ليست مرتها الأولى التي تفكر هكذا.
ارتعشت بين ذراعيه التي تحيطها ورددت بعشق وصل إليه
_بحبك أوي يا جمال.. وأي كلمة بسيطة منك بترضيني.. صدقني أنا مش طمعانة غير في قربك مني.
ربت على ظهرها ويده الأخرى تقرب رأسها لعنقه فاهتز بهما المصعد ليهبط للأسفل ابتعد عنها جمال ضاحكا
_شوفتي إدينا نزلنا تاني للدور الأرضي!
شاركته الضحك ورددت بمشاكسة
_حد قالك تحضني!
غمز لها بخبث
_مستعد نطلع وننزل طول اليوم بالاسانسير عشان الحضن الجميل ده.
اكتست الحمرة معالمها فأبعدت وجهها عنه فتح باب المصعد وطل عمران من أمامهما متسائلا بحيرة وعينيه تجوب بينهما
_انتوا طالعين ولا نازلين!
ارتبكت صبا بينما أجابه جمال
_هتفرق يعني.. اركب خلينا نطلع!
منحه نظرة وقحة جعلت جمال يدفعه للوحة قائلا
_دوس على الزرار وصفي نيتك!
ضحك بصوته كله وغمز له
_وماله نصفيها يا جيمي.
ومال إليه يهمس له بصوت منخفض
_هو مش جو قالك تهدى شوية ولا إنت مبتحرمش!
احتدت نظراته القاتمة فلكمه پعنف جعله يرتد لمرآة المصعد فتراجعت صبا للخلف بړعب
_في أيه يا جمال
ضحك عمران وهمس له
_رد يا جيمي.
جز على شفتيه پغضب واعتدل بوقفته يعدل من جاكيت بذلة عمران وينفض كتفيه بقوة مؤلمة ولكنها تبدو مساعدة نبيلة منه لزوجته التي تراقب ما يحدث بينهما بقلق
_مفيش يا صبا دا كان في ناموسة رزلة واقفة على خد عمران ومصممة تمص دمه ادتها