الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الثاني والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

يدها واتجهت برفقته للمصعد بينما استقلت شمس الدرج قائلة 
_بتمنالكم سهرة سعيدة.. تصبحوا على خير.
وما كادت باستكمال طريقها حتى اعترض عمران طريقها اختلس نظرة شملتها وهبط ما تبقى بينهما مرددا بغموض 
_شكلك انبسطي من المشوار اللي كنتي فيه... للدرجادي عجبك البيت الجديد
_هااا.. آآه... جدا بيت مريح وذوقه عالي جدا يا عمران.
اتسعت ابتسامته وانحنى لآذنيها يهمس لها 
_خدي بالك من المدخل أصله بابه لسه معلق!
واستكمل على نفس منواله 
_هتغاضى عن اللي حصل عشان لو علي عرف هيزعلك وميهنش عليا زعلك.
اتسعت حدقتيها پخوف وهزت رأسها بخفة انتصب عمران بوقفته ومد يديه يعدل من الوشاح الملتف حول رقبتها فأحاط بأصابعه السلسال اتسعت ابتسامته الخبيثة ورفع أهدابه يواجهها بكلماته البطيئة 
_زي ما سمحت إنه يوصلك قادر أقطعه حولين رقبتك لو حسيت إنك هتستغفليني يا شمس هسامحك المرادي عشان ماما وعمي كانوا معاكي مرة تانية تروحي فيها الشقة دي هزعلك بجد.
أدمعت عينيها تأثرا بسماعها نبرة جديدة يخوضها معها عمران لأول مرة فتابع وهو يجذبها لتقف على نفس مستوى الدرج وأحاطها بين ذراعيه يسترسل همسه بحنان مبالغ به 
_مش هعتذر على طريقة كلامي معاكي لإن ده خوف عليكي..فريدة هانم غلطت لما أخدتك معاها هناك.. أنا عايزك عزيزة وغالية يا شمس حتى لو كان الشخص ده عارف قيمتك وفاهم دماغك.. مينفعش أديله أكتر من فرصة وأقول مش هيأخد عني فكرة سيئة... بتمنى تكوني فهمتي كلامي.
أبعدها عنه يزيح دموعها فوجدها تبتسم له وتخبره بصوت يطمسه البكاء 
_فهمت.. وأوعدك مش هتتكرر تاني.
منحها ابتسامة هادئة وانحنى يطبع قبلة على جبينها قائلا 
_شوفي مذاكرتك.
هزت رأسها بطاعة واستكملت طريقها للأعلى بينما هبط الاخير للأسفل فتفاجئ بأخيه يجلس بالصالون جوار زوجته فقال باستغراب 
_إنت لسه مغيرتش هدومك يا علي
نهض عن الأريكة يشير له 
_كنت مستنيك... تعالى.
إتجه إليه عمران بدهشة خاصة حينما نهضت فاطمة تقف قبالته تفرك أصابعها بحرج طفيف فقطع صمتهما علي الذي ردد 
_فطيمة مصممة تعتذرلك عن اللي حصل الصبح وأنا بحاول أفهمها إنك رغم وقاحتك وقلة أدبك بس قلبك أبيض.
زم شفتيه بضيق وردد ساخرا 
_ولزمتها أيه تختمها بالقلب الأبيض ما بكمالة الجملة بقى!
سدد له نظرة أخرسته فحك جبهته يهمس بسخط 
_هيبرقلي بقى مهي ناقصة!!
وتجاهله وهو يتطلع لزوجة أخيه يمنحها ابتسامة دافئة يبدد بها ارتباكها الظاهر له وقبل أن يعرضها لاحراج اعتذار تقدمه له قال 
_أنا مزعلتش من اللي حصل علشان تعتذري يا فاطيما وبعدين أنا سبق وقولتلك إنك بالنسبالي زي شمس بالظبط ومفيش بيني وبين أختي اعتذار أو مبررات باللي حصل صدقيني أنا مش زعلان.
رفعت عينيها المحتقنة إليه وبتلعثم وارتباك قالت 
_لأ أنا كنت قليلة الذوق معاك يا عمران ولازم أعتذر.
هز رأسه نافيا وصاح 
_مفيش داعي تعتذري لشيء تافه يا فاطيما.
وبمكر استرسل 
_بس لو مصرة يبقى تعمليلي نفس الأكلة الغريبة اللي عملتيها يوم ما كان جمال ويوسف هنا أعتقد إسمها كسكس صح
ضحكت بصوت أطرب سماع علي فكان سعيدا بأنها ولأول مرة تتبادل حديث يجمعهما بأخيه إشارة مقبولة للقادم واستمع لها تخبره 
_عنيا بكره إن شاء الله هعملك.
اتسعت ابتسامته وحذرها وعينيه تلتفت من حوله بشكل مضحك 
_خلصيها في المطبخ واديني إشارة أدخل أكل في الخباثة لحسن فريدة هانم لو قفشتني هتطردني بالحلة برة البيت.
عاد الضحك يفرد سلطانه عليها من جديد وهي تؤكد له 
_متقلقش هخلي مايا توصلهالك.
قدم يده لها ليفاجئها قائلا 
_اتفقنا
تلاشت ابتسامتها بشكل ملحوظ فوزعت نظراتها بين كف عمران الممدود وبين علي الذي منحها بسمة وإيماءة خاڤتة جعلتها تصافحه مرددة بوجهها البشوش 
_اتفقنا.
تركهما عمران وغادر لسيارته رافعا من صوته 
_لو وصلت قبلي عرف يوسف إني مش هتأخر يا علي... سلام.
وغادر بسيارته بينما ترك علي فاطمة قائلا بابتسامة هادئة 
_هطلع أغير هدومي عشان منتاخرش.
وتركها وصعد للأعلى بينما ظلت هي بانتظاره بالاسفل فانضمت لها زينب ومايسان وبعد قليل هبط علي متألقا ببذلة آنيقة من اللون الرمادي مصففا شعره لنهاية رقبته بشكل لفت انتباه فاطمة وهي تراه يصففه كذلك للمرة الأولى فأخذت تختلس النظرات إليه في السيارة من وقتا لأخر حتى وصلوا للعمارة القابع بها عيادة ليلى. 

انهى لمساته الأخيرة أمام باب العيادة فثبت عمود الورود جيدا وولج للداخل يبحث عنها بعينيه فوجدها تستند على باب الشرفة تتأمل مدخل العمارة بنظرة هائمة وفجأة تسلل لجسدها البارد دفء يحاوطها مالت ليلىبرأسها فوجدت يوسف يحاوطها ويميل برأسه يعانق رأسها بحنان وهمس لها بفرحة 
_مبروك يا أجمل وأرق دكتورة.
انزوت داخل ذراعيه تشدد من عناقه قائلة بكل امتنان تمتلكه 
_من يوم ما دخلت حياتي يا يوسف وبقى ليها طعم تاني كل حاجة بتعملها عشان ترضيني أنا حتى لو كانت على حسابك إنت أنا مقدرتش أقدملك أي شيء أردلك بيه حنانك وحبك الكبير ليا.
رفع ذقنها ليجبر رأسها المدفون بصدره على التطلع إليه فرأت أجمل ابتسامة يحررها لها خصيصا وذراعه يقرب خصرها إليه بتملك لتستمع إليه يردد 
_ادتيني قلبك وده كفايا عليا يا ليلى.. وحبك ليا أكبر مكافأة قدمتهالي.
أغلقت عينيها تستمع بهمساته بعشق يزاحم قلبها في عقر داره فانتقلت إليها عاطفته التي تتقرب منها بلمساته استسلمت تتمنى أن لا يبتعد إلى أن تسلل إليهما صوت سيف الساخر 
_بعتني أجيب الورد علشان تستفرض بالدكتورة طيب ما كنت تقول من الأول إنك بتوزعني وأنا كنت هتوزع باحترام بدل أم الفرهدة دي!
انتفضت مبتعدة عن زوجها بخجل جعل حديثها يخرج بتلعثم 
_هو والله يا سيف هو اللي آآ..
قاطعها يوسف بحدة 
_بتبرري لمين يا ليلى أنا جوزك مش واحد ماشية معاه يا حبيبتي! 
واستدار يحذره بنظرة صارمة 
_سيف إتادب بكلامك مع لوليتا مش واخده منك على كده.. تحذير ما قبل إنذار الخطړ.
رفع يديه معا باستسلام 
_أنا مجتش.
وتابع بابتسامة هادئة 
_مبروك الافتتاح الرائع ده يا دكتورة ليلى.
أجابته على استحياء 
_الله يبارك فيك يا سيف عقبال ما نفرح بيك مع بنوتة بنت حلال تستاهلك.
رفع يوسف يديه بتمني وكأن الدعوة من نصيبه هو 
_ دي الدعوات ولا بلاش.. لو ربنا تقبل دعوتك يا لوليتا بالي هيرتاح.
زم شفتيه ساخطا 
_إنت نفسك تتخلص مني بس مش هنولهالك يا يوسف أنا قاعد معاك شوية.
لف يده حول رقبته وجذبه إليه بالقوة يخبره
_بس أنا مش هسيبك تقعد كتير يا سيفو..أول ما ألقى البنت المناسبة ليك هسحبك تتقدملها رغما عن أنفك.
تعالت ضحكات ليلى وهي تراقب تعابير وجه سيف المضحكة وكأنه سيلقى بين نيران جهنم فترك الردهة وإتجه بما يحمله للشرفة فلحق به يوسف يتساءل وعينيه تتفحص ساعة يده 
_فين أيوب وآدهم
جذب إحدى باقات الزهور وقدمها إليه 
_آدهم بعتلك الورد ده وبيعتذرلك الچرح شد عليه ومقدرش إنه يجي.. أما بقى أيوب فأنا لحد الآن معرفش هو فين آدهم قال انه مرجعش البيت من الصبح قلقت عليه ليكون ورط نفسه في مصېبة تانية دورت عليه في المطعم اللي بيشتغل فيه وفي الجامعة وملقتهوش فكلمت عمران وقالي كلمتين مختصرين متقلقش هو معايا وبعدها معتش رد على رسايلي!
ابتسم وهو يراقب انزعاج معالمه فربت على كتفه قائلا بمرح 
_مدام قالك متقلقش يبقى من حقك تقلق! 

طرق على الباب الحديدي فانتبه له ممدوح نهض عن مقعده وهو يعيد ضبط نظارته الطبية فحرر الباب هاتفا بحيرة 
_أيه رجعك بالوقت ده

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات