الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الثاني والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

اللهم إني أعوذ بك من عين تصيب القلب فتحزنه والرزق فتنقصه والبال فتتعبه والنجاح فتفشله.. واخرجني اللهم من أشد الضيق إلى أوسع الڤرج واجعلني اللهم ممن نظرت إليه فرحمته وسمعت دعاءه فأجبته وأخرجنا اللهم من حولنا إلى حولك ومن عزمنا إلى عزمك ومن ضعفنا إلى قوتك ومن انكسارنا إلى عزتك ومن ضيق اختيارنا إلى براح إرادتك

انتهى عمران من ارتداء بذلته السوداء الآنيقة وأخر ما وضعه ليكتمل طالته الجذابة كان البرفيوم الخاص به وزعه على ذقنه النابتة ورقبته واستدار ليغادر مرددا بحب 
_مايا حبيبتي أنا نازل وعلي هيجيبك زي ما أتفقنا.
طلت برأسها من خلف زجاج خزانتها المنفصلة تخبره باستياء 
_وليه متستناش لما أجي معاك
أجابها وهو يعقد ساعته حول معصمه بتركيز 
_لإني لازم أعدي على الشركة الأول في صديق ليا سبته في عهدة أستاذ ممدوح وزمانه حاليا بيستغيث.
تمردت ضحكة مشاكسة على وجهها وتركت فستانها وخرجت تضم خصره مستندة برأسها على صدره هامسة بسخرية 
_ مين صاحبك البائس ده اللي وقع في طريقك وطريق أستاذ ممدوح
إهتز جسده بخفة تأثرا بلمساتها فاستدار يحيطها بذراعيه وهو يتنعم بقربها ونظرات عينيها المهلكة فوجدها تترك كل كلمة احتفظت بها له وأخذت تتأمل ثيابه ووجهه بانبهار فشلت بأخفائه فقالت بتذمر 
_إنت رايح حفلة افتتاح ولا رايح تدور على عروسة فحابب تلفت الانتباه
عاد بوجهه للخلف من شدة ضحكاته واستقام قبالتها فور انتهائه ليخبرها بخبث 
_أنا بلفت الإنتباه دايما من غير أي مجهود يا بيب بس أنا كعمران مش عايز حد من الصنف الناعم غير حبيب قلبه!
واستكمل بغمزة ماكرة 
_اللي الغيرة هتطق من عينها من اللحظة اللي واقفة فيها قدامي لحد ما نرجع هنا تاني.
ومال عليها يفترس ملامحها بنظراته الدافئة ويهمس بصوت كان مغريا يحارب كل لحظة صمدت بها أمامه 
_لو حابه نكسنل الخروجة دي وندبس علي أنا معنديش أي مانع يا بيبي!
أبعدت يديه عنها واتجهت للخزانة تردد بضحكة مرحة 
_وصاحبك اللي وقع في مصيدة أستاذ ممدوح ده! لا طبعا حرام تقسى عليه بالشكل ده روح خرج صاحبك ونبقى نتكلم بعدين.
مرر يده بين خصلاته الطويلة يصففها أمام المرآة وهو يردد بجدية تامة 
_أنا اللي تعمدت أخد أيوب للخطوة دي أولا أستاذ ممدوح خبرة وهو السبب الأساسي بعد ربنا سبحانه وتعالى للي أنا وصلت ليه وبفضله كان زمان نعمان لسه بيستغفلنا وبيضربنا على قفانا وهو متأكد إني عيل صغير مش هيكشف تلاعبه بالميزانية والمشروعات اللي بيتتممها من غير ما يسيب وراه أي ورق ولسه في شيء مبهر هيفرحه أوي خصوصا لما يعرف إن المشروع اللي جاي من مصر عشانه أنا رفضت أمضي العقود النهاردة والخبر زمانه رايحله.
واستطرد وهو يراقبها حائرة بالاختيار بين الفساتين المعلقة من أمامه 
_ثانيا أنا وديت صاحبي لاستاذ ممدوح لإني عارفه كويس وعارف إنه هيكون شبه اللي في السچن ال٢٤ساعة شغل وده اللي أنا عايزه لإن أيوب مدبس نفسه في مصېبة هتجبله مشاكل ملهاش أخر عشان كده أخدته بنفسي لعنده.
استدارت مايسان إليه تطالعه باهتمام فوجدته ينزوي بين أغراضها يجذب بنطال أسود ينتهي ساقيه باتساع وقميصا أبيض اللون قدمهما لها وغادر لخزانته ليعود لها بجاكيت أسود يخصه فرده من أمامها وهو يردد بحيرة 
_أعتقد ده ممكن يكون مقاسك.. هو ضايق عليا حبتين يبقى هيناسبك.
التقطته منه وهي توزع بصرها بين القطع بحيرة فسألته بتوتر 
_ملبستش الاستيل ده قبل كده.. مش عارفة هيبقى حلو عليا ولا أيه
جلس على حافة السراحة وببسمة جذابة قال 
_أنا هحكم حلو ولا وحش.
اتسعت ابتسامتها وأسرعت بغلق باب الخزانة لترتدي ما تحمله بيدها بلهفة اتسعت حدقتيها بانبهار من تناسق ملابسها المختارة لدرجة جعلت لسانها عاجز عن الحديث تجزم بأن زوجها هذا هو أعظم انتصارا لها كأنثى تحتار بكل مناسبة طارئة ماذا سترتدي
فتحت مايسان الباب وخرجت تتدلل محدثة صوتا بكعب حذائها الأبيض المرتفع لتلفت انتباهه عن هاتفه المستقبل رسالة من سيف الذي يبحث عن صديقه أيوب بقلق وصل للأخير من نبرته المرتشعة المسجلة بمقطع صوتي فبث طمأنينته له حينما أخبره بأنه برفقته وسيعود به بعد خمسة عشر دقيقة.
ابتعدت عينيه عن الهاتف ليرى تلك الفاتنة الرقيقة ببنطاله المتسع من الأسفل وتناسق قميصها مع جاكيته وكأنها اليوم تتعهد له بأنه لن يغادرها تستخدم كل سحرها لتفتك به بشكل يجعله يود أن يكون ندلا يتخلى عن يوسف بمناسبة هامة كتلك وعن أيوب المحتبس بوكر البشمهندس ممدوح!
طال صمته مما جعلها ترتبك فسألته بريبة 
_وحش
عمران
نهض عن السراحة يتجه إليها فدار حولها مطلقا صفيرا شمل إعجابه الشديد بها رفع عمران يدها يحثها على الدوران بين يديه هامسا بصوته الذكوري 
_عمران مسكين قدام جمال حبيب قلبه..مايا هو إنت مش عايزانا نروح المشوار ده فبتعملي فيا كده عشان أخد أنا القرار
تسلل لها مفهوم حديثه المحرج فهزت رأسها نافية باستحياء 
_لأ.... إنت اللي مختار اللبس مش أنا.
رفع أحد حاجبيه بسخط 
_مهو المصېبة إن أنا! 
تنحنح وهو يحاول الثبات بوقفته رغم انحراف رماديته عليها فأشار وهو يتجه سريعا للفرار 
_طيب يا بيبي أنا هروح أنقذ أيوب وانت كملي لبس وانزلي.. علي مستنيك.
وإلتفت يغمز لها بخبث 
_هيجمعنا لقاء تاني.
أغلقت الباب من خلفه ويدها تمسد على قلبها الذي يكاد يقفز من خلفه زاد من حبال عشقه حولها وتركها ضعيفة تحارب كل تلك الأحاسيس المرهفة وكأنها تلك المراهقة التي وقعت في حبه منذ إن كانت في الثانية عشر من عمرها.
اتجهت للسراحة تستكمل ارتداء حجابها وابتسامة هيامها به لا تفارقها فودت لو تمكنت من الجلوس بمفردها تتذكر كل كلمة ونظرة شملها به منذ قليل حتى لا تنسى أي لافتة صغيرة حدثت بينهما! 

ارتبكت فاطمة للغاية حينما وجدت فريدة تقف خلفهما وتتساءل باسترابة 
_إنت تقصد خالك بالكلام ده يا علي
تهدلت شفتيه بابتسامة هادئة ودنى ليصبح بالقرب من والدته هاتفا بمكر 
_فريدة هانم حمدلله على السلامة.
واقترب منها متفحصا لما ترتديه بإعجاب انطبع على نظراته ومعالمه باجتياز
_أيه الجمال ده كله حضرتك كنت في سهرة ولا بتقيمي البيت... مش ممكن دايما شيك حتى في أبسط خروجاتك مش كده ولا أيه يا عمي
منع أحمد ظهور تلك الابتسامة على شفتيه فحك أنفه وإتجه يميل بقامته الطويلة تجاهه هامسا 
_ده أنت اللي عمي!
وتنحنح رافعا من صوته 
_طبعا يا علي فريدة هانم طول عمرها شيك ومحافظة على جمالها بشكل مش طبيعي إسالني أنا!
ربعت يديها وعينيها تتوزعان بينهما بنظرات مفترسة جعلت شمس وفاطمة تسيطران على ضحكتهن بصعوبة.
نزعت فريدة قبعتها وهي تعيد السؤال بطريقة أكثر حدة 
_علي بطل بكش وجاوبني تقصد مين بكلامك ده
مال أحمد يخبره بحزن 
_حاولت أساعد بس إنت عارف إن فريدة مبتتثبتش!
أكد علي بإيماءة رأسه وقرر اللجوء لطريقة عمران المشاكسة فقال ببسمة هادئة 
_مفيش أنا بس كنت بهزر مع فطيمة ومقصدتش بكلامي حد!
اتجهت نظراتها لفاطمة التي هزت رأسها أكثر من مرة وابتسامتها تزداد بطريقة زرعت الابتسامة على وجه فريدة فتخلت عن اصرارها لمعرفة الحقيقة فاستغل أحمد الفرصة وأشار لها بحنان
_بعد الجولة المرهقة دي تحبي نطلع نرتاح شوية في جناحنا يا فريدة هانم
تسللت حمرة الخجل على وجهها فخطفت نظرة سريعة لعلي فوجدته يمنحها ابتسامته الدائمة لذا منحته

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات