رواية صرخات انثى الفصل السابع والعشرون بقلم ايه محمد رفعت
بدري!
أسند علي آدهم بعدما انتهى من الاغتسال فجذب المنشفة بيده وهو يحاول أن لا يحيد عنه حتى لا يسقط تشبث آدهم بالباب وقال ببسمة هادئة
_مش هقع متقلقش دي مش أول مرة أتصاب فيها عندي خبرة في التعامل.
أصر على مساندته قائلا
_الأمر ميسلمش لو وقعت الچرح هيتأثر.
اتسعت ابتسامته فلأول مرة يختبر تلك المشاعر الغريبة التي تحاطه بمجال عمله لطالما كان يواجه عقابته بمفرده وإن سقط جريحا كان هو من يعالج ذاته.
والمؤلم بأنها لم تنال مۏتة رحيمة وانتقامه لم يكن سهلا بالمرة تجرع بالصبر طويلا وكم كان يتوجع وهو لجوار ذاك اللعېن الذي تسبب والدته ويديه مكتوفة عن ازداد بوتيرة صبره لتلك اللحظة التي تشمل انتقامه اللعناء من خلفه وها هو الآن يحقق انتصاره ويهدأ من روع قلبه الجريح.
_إنت كويس في حاجة ۏجعاك
أفاق على صوته فتمكن من رؤية الاهتمام واللهفة داخل رماديته فاقتص بسمة جاذبة يليها صوته
_متقلقش عليا يا دكتور علي أنا اللي حصل معايا ده كله شيء تافه بالنسبة للي خضته واتعرضت ليه في شغلي.
_من كتر ما اتعودت على الخطړ بقيت بخاف من أي شخص بيحاول يدخل حياتي عشان كده أنا وحيد.. لا ليا صديق ولا عمري سمحت لنفسي ارتبط وأعيش حياة طبيعية لإن ببساطة هعرض أي شخص يفكر يدخل حياتي لخطړ كبير.
واستطرد پألم جعل نبرته قاتمة
_وللأسف قلبي طلع ندل وخان وعده ليا وڠصب عنه اختار اللي غابت عنه من سنين.. أكدلي إني كنت مغرور لما وثقت إني مفيش ست في جنس حوا تقدر تأخده مني.
_أختك عملتها من أول مقابلة وأول نظرة.
ضيق رماديته بضيق من سماعه اعترافه بمشاعره هكذا بوجهه ولكنه معتاد بالتحكم بانفعالاته لاقصى درجة ممكنة يكفيه شعوره بصدق تلك المشاعر يكفيه أنه قادر على تحليل شخصية ذاك الأدهم المتوحش كما يلقبه أخيه حتى ولو اندرج خلف اسما حقيقيا سيظل هو ذاته ذاك المتوحش!
سحب علي نفسا مطولا واطلقه بهدوء اتبع رزانة نبرته
_سيادة الرائد عمر الرشيدي أو آدهم المتوحش قولي إنت قاصد أيه بكلامك ده! لو بتخوفني على أختي من دلوقتي عشان الرفض والبعد يجي من عندي فآسف هخذلك وأقولك مقدرش أكسر قلب بنتي!
_أنا معنديش شك فيك يا عمر أنا واثق بعد اللي شوفته بعيني ده إنك قادر تحميها..
وتابع بهمس رجولي ويده تشدد على كتف الاخير
_أنا مسلمها لراجل مش لراكي!!
اقتحم جلستهما صوت ضحكات ذكورية جعلتهما ينجرفان لذاك الوقح المستند على باب الغرفة ويلتهم الموز بفمه بشكل مضحك قائلا
_خليني اعترف انك ماكر يا متوحش اختارت تلف الدكتور علي علشان عارف إنه عاطفي وسهل حظك بقى إنك داخل العيلة من أدق ثغراتها ومختار العاشق الفارسي اللي نايم قايم يدافع عن الحب والعشق والذي منه ومرتحش غير لما جوز أمي معاه في ليلة واحدة ودلوقتي الدور على المسكينة أخته!!
حدجه علي بنظرة محذرة جعلته يبتلع ما بجوفه وهو يشير له
_الفطار جاهز.. كلك لقمة على السريع قبل ما تنزل شغلك ومتقلقش أنا هنزل الشركة ساعتين وهرجع لسيادة الرائد.
هز علي رأسه واتجه ليجذب جاكيته المتروك على المقعد ثم خرج مرددا
_هرجع البيت الأول أغير هدومي قبل ما أنزل المستشفى.
وأشار إليه
_ساعد عمر.. أنا بره مع يوسف عايزة في موضوع كده.
راقب عمران أخيه وهو يغادر بنظرة ثابتة عادت لتتعلق بذاك المتوحش جاهد ليجعلها أشد حزما وڠضبا فوضع ما تبقى بيده بفمه والتهمه ببطء يتناسب مع بطء خطواته حتى بات مقابله
_أنا لسه مش عارف هتعامل معاك على انهي أساس وانت حر طليق كده ميربطكش بالبنت دبلة فضة حتى!
ومسح فمه من أثار الموز ليفاجئ من يراقبه بثبات
_ها قولي كلمتها ولا أسلكلك موبيلي!
اعتدل بجسده مقابله يبتسم ساخرا وهو يقرأ نية ذاك الخبيث الذي يحاول معرفة إلى أي حد تسوقه علاقته بشقيقته ومع ذلك راق له الأمر وكما اعتاد دوما استغلال أي خيطا يصله لهدف بمهام عمله فلا مانع بتطبيق نظريته بحياته العملية فقال وهو يهذب لحيته البنية
_طمنتها عليا مش أكتر.. بس ده ميمنعش إني محتاجك تسلك ليا حاجة تانية.
_نعم!
ضحك وهو يتابع امتعاض معالمه فحل زر قميصه ومن ثم انتزع من حول رقبته سلسال من الجلد الأسود الرجالي ينتهي برسمة غريبة وكأنها ليد تحمل قرص الشمس بين كفوفها.
وضعها بين يده وقال بأمر صريح
_وصلها لشمس وبكده هتهدى وهتطمن عليا.
سحب رماديته عما وضع بكفه لينهال عليه بنظرات كالسهام اتبعها قوله الساخر
_من عنيا حاضر.. مش عايز المقطف يوصلك ليها بوسة طايرة في الهوا بالمرة ولا أيه وضعك!
وكور يده پغضب تسلل بتهديده
_اسمع أما أقولك لو فاكر نفسك أنك البطل المتوحش اللي عايش قصة ألف ليلة وليلة فأنا كفيل أفوقك وقتي! ده يا أخي اللي اختشوا ماتوا واقف بكل بجاحة تديني تذكار ليها ده إنت جاي من مصر أمال لو كنت مغترب معانا كنت عملت أيه!!! والمصېبة الأكبر إنك ظابط يعني عدت معاك في الجراءة ووقاحتي أنا شخصيا!
وتابع صراخه المتعصب
_اسمع بقى المفيد وفكك من علي ومن فريدة هانم عشان محدش هيسد معايا لو حصل والأمر نفذ وهيكون في رابط بينك وبين شمس فمفيش خطوبة كتب كتاب على طول لإني شامم ريحة الانحراف من ساعة ما شوفتك.
ابتهجت معالمه بصورة أدهشت عمران وخاصة حينما قال
_والله تبقى عملت فيا جميل.. والجميل عندي رده دين!
سحب يده المصوبة تجاهه بيأس وردد
_كده الخطړ هيكون أكبر من الأول أنت هتتحرش بالبت كده!!
وتنهد وهو يفكر بحل سريع لتلك المعضلة مجرد رؤيته جوار شقيقته سيدفعه حتما للقتل ربما كانت مرتبطة براكان المنذر من قبل ولكنه لم يجد منه سوى رقي التعامل مع شقيقته التي لم تشكو منه يوما بالرغم من أنه كان على علما بنزواته التي تجمعه مع بعض سيدات الأعمال فالأمر معتاد بينهم بالغرب بدناءة ولكنه بالنهاية كان يعاملها بشكل لجم لسانه عن الحديث.
سحب عمران السلسال لجيب بنطاله وقال بنزق
_حكايتك محلولة بس خد بالك لو كتبت عليها هتترحل على مصر لحد يوم الفرح آه ما أنت مش هتعملهم عليا لو إنت متوحش فأنا وقح وقارئ دماغك من بصة.
واستطرد بټهديد صريح
_تحاول بقى تكلمها.. تقابلها... تعمل أي شيءمن بتوع طيش الشباب دول هشتكيك في السفارة وهبهدلك.. أنا معنديش هزار في المواضيع دي أنا لحد شمس وفيري وبقلب تنين.
تمردت ضحكات آدهم