رواية صرخات انثى الفصل السابع والعشرون بقلم ايه محمد رفعت
الصاخبة فهمس بصعوبة حديثه
_طب حاسب الڼار تحرقك!
امتعضت معالمه وجذب يده المصابه ليضعه على كتفه هاتفا بغيظ
_سند عشان تطفح.. عشت وشوفت عريس داخل على أهل العروسة متطوح برصاصة بدل ما يخش بورد وشوكولا!
ضم يده لكتفه پألم وردد بضيق
_براحة يا عمران.. واهدى كده شوية هو أنا بقولك جوزني طليقتك ولا عيني من مراتك دي أختك يا ابني!!
بالخارج.
أشاد علي بفكرة يوسف المطروحة من أمامه ودرسها بعناية من كل زاوية بينما تابع هو
_ده اقتراحي يا علي بدل ما تخصص المستشفى للطب النفسي خليه عام وأنا وعد وقت ما تجددها وتخلص هكون معاك أنا ودكتورة ليلى كتف بكتف وبمناسبة المعدات والأجهزة اللي هتحتاجها فأنا أعرف مصانع كويسة جدا في الصين مدير المستشفى بيستورد منهم هكلمه وأجبلك الميل بتاعهم تتفق معاهم.
_مش عارف يا يوسف مش حابب أخوض في شيء زي ده دي مسؤولية هتكون كبيرة عليا أوي.
تساءل بذهول
_من الناحية المادية
أجابه نافيا
_لأ خالص الفلوس أخر شيء أشيل همها ورثي من بابا مقربتلوش حتى الفلوس اللي عمران بيحولهالي في حسابي البنكي من أرباح الشراكات في حسابي زي مهي الفكرة بس إني مش حابب أكون مسؤول عن عدد أطباء ومستشفى كبير بالحجم ده جربت قبل كده وفشلت أنا مش حابب أكون بالأدارة عايز أمارس مهنتي بس.
_ومين قال أنك هتتمنع تزاول مهنتك! أنا مش شايفها حجة على فكرة ممكن ببساطة تختار حد يكون مسؤول عن المستشفى غيرك.. ومش شرط يكون دكتور على فكرة.. مثلا يكون عنده خبرة التعامل بالادارة لإن الموضوع هيكون زي مشروع استثماري.
_هتكون فكرة حلوة لو اختارت طقم العمل كله من مصر إنت عارف إن التعينات والمرتبات هناك واقعه وكمان من نحية تانية هتحس بالارتياح وإنت شغال وسطهم على الأقل مش هتحس نفسك غريب عنهم. فبكده بتكون ضړبت عصفورين بحجر واحد.
اتسعت ابتسامة علي وقد ساقه لنقطة جعلته يهيم بما سيفعله بالايام القادمة ليحول مشفاه الصغير لمركز ضخم مؤهل لاستقبال جميع التخصصات كان سابقا حلمه ثمين ولكن بمجرد أن ابتعدت عنه يارا خطيبته السابقة وتركته يديره بمفرده فقد شغف البقاء وأغلقه منذ فترة طويلة كما أن اقتراح يوسف صائب للغاية لما عليه أن يدير المشفى بنفسه سيجد أخر بديل عنه وسيمارس مهنته التي يعشقها بحرية تامة.
جلس عمران قبالتهم وبدأ بتناول طعامه وعينيه لا تفارق سيف الذي ينغرز رأسه بالكتب من أمامه فقال ببسمة مشاكسة
_خف شوية يا علي..يوسف صاحبي أنا لو نسيت.. من فضلك راعي شعوري لحسن بغير بعد عنك وعن السامعين!
_عن أذنكم أنا نازل.
ضحك يوسف وهو يهز رأسه بيأس بينما ضحك علي وآدهم لفهم مضمون حديثه وسهل لهم الأمر حينما نهض عمران خلفه يردد
_خلاص يا سيڤو متزعلش تعالى كمل أكلك ومتقلقش مش هكلم أيوب تاني.. أوعدك لو لمحته حتى صدفة هديله قفايا.. وهعمله block.
رمقه بازدراء وهو يفتح باب الشقة الذي كاد بالسقوط من فرط قوته فلحق به عمران وهو يناديه
_استني يلا... بهزر معاك يخربيت مخك!
هرول خلفه للأسفل ومن خلفهم ضحكات الشباب المازحة وفضول آدهم للتعرف على أيوب الذي يشاهد غيرة غريبة من نوعها ألا يكفيه ذاك الوقح الذي كاد بقټله بالداخل على الأحرى هؤلاء الشباب معاتيه وعليه الاحتراس منهم!
_إنت ملكي أنا سامعة... أي راجل عينه هتلمحك هعميه.. ولو وصلت إني أقتلك مش هتردد ثانية واحدة سامعة!!!
_ سبق وقولتلك قبل كده إن في اليوم اللي هتجمعنا قصة حب هتكون نهايتها مۏت حد فينا.. أنا مش الشخص اللي تسيبه واحدة كانت في حياته..
_بصيلي وملي عنيكي مني لإنك صعب تنسي ملامحي أبدا.
انتفضت بمنامتها بفزع وعينيها تبحث بالغرفة عنه متأكدة بأنها استمعت لصوته دموعها تنهمر دون توقف ويدها تكبت شهقات دموعها حتى لا توقظ شقيقتها يكفيها بما تخوضه يكفيها ما تتعرض إليه.
نهضت زينب عن الفراش واتجهت لحمام الغرفة بخطوات ثقيلة وقفت قباله المرآة المواجهة لحوض الاغتسال ورفعت المياه لوجهها عساها تستعيد وعيها من تلك الغفلة القاټلة أدمعت عينيها وبهتت معالمها لتزيح ستار ماضيها الذي يقلب حاضرها ومستقبلها.
انتهت لتوها من زيارة بعض الأماكن السياحية برفقة رحلة جامعتها فاتخذت ذاك المقعد استراحة قصيرة لها ولقدميها المتورمة نزعت زينب عنها حذائها الجديد وتفحصت أصابع قدميها پألم جعلها تتأوه بخفوت فخطفت نظرة لاستاذها وللطالبات اللاتي يلحقن به واطمئنت بأنهن بالقرب منها فمددت ساقها لتنال قسطا من الراحة قبل مغادرتها.
استمتعت بهذا الهدوء المريح لأعصابها بعيدا عن العڼف الذي تتعرض له على يد أخيها الأصغر بعد سفر أخيها الأكبر للخارج غير عابئ بها ولا بما يفعله أخيه بها وفجأة مزق هدوئها قط يحمل ساقه التي ټنزف بغزارة وكأن أحدا تعمد غرس سکينا حادا بساقيه.
كانت دوما تخشى الحيوانات حتى لو كانت أليفة ولكن رؤيتها له هكذا جعلتها تشفق عليه ففتحت حقيبتها وجذبت ما تحمله من شاش ومعقم واتجهت بساقيها المتعرجة إليه فجلست أرضا تداوي چرح ساقه بما تحمله وانتهت بعقد الرابطة الطبية التي لا تفارق حقيبتها كطبيبة تحت التمرين اعتادت على حملها لبعض الاسعافات الأولية فقامت بمعالجته ببراعة وفور انتهائها جذبت زجاجة المياه
_شكرا.
وحينما انتهت وجدت مناديل ورقية تقدم لها رفعت زينب عينيها تلك المرة بهدف الشكر الخالص لمن يقدم مساعدة نبيلة كهذة فتفاجئت بأن من يقف قبالتها لم يكن سوى شابا يتطلع لها بزرقة عينيه باهتمام.
تحاملت على قدميها حتى وقفت قبالته فوجدته يتطلع لها بانبهار وكأنه لتوه يرى عروس البحر الهاربة.
وجدها رائعة بقفطانها المغربي حجابها الطويل وملامحها الجذابة ظنته لوهلة أخرس لا يجيد الحديث ولكنه بعد دقيقة من تأملها قال
_العفو.
رمشت بارتباك من نظراته وكأنها تمتلك ملامح فاتنة تجعله بكل ذاك الارتباك أمامها قلبها بدأ يخفق داخلها بشراسة وخاصة حينما قدم لها زجاجة المياه خاصتها قائلا بخشونة
_مساعدتك للقط شيء ظريف شكلك كده بتحبي تربية الحيوانات.
ضحكت ساخرة واستنكرت قوله
_أنا!! بالعكس أنا بټرعب من الحيوانات بس كدكتورة حسيت إني مينفعش أسيبه كده.
منحها نظرة مطولة لما ترتديه وقال
_شكلك مصرية.. افتكرتك من لبسك إنك مغربية.
أجابته بابتسامة صغيرة
_أنا فعلا مغربية بس بقدر أتكلم نبرتكم عادي لأنها