الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل السابع والعشرون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

سهلة ومفهومة جدا تحب أكلمك مغربي
هز رأسه نافيا مضيفا بمزح 
_لا أبوس إيدك مش طالبة أنا من الصبح في المصنع بحاول أفهم حرف وسط العمال حاولت أكلمهم انجلش مش جايبة معاهم.. خليكي كده تمام.
رفعت يدها تخفي ضحكتها وما أن لمحت الفتيات تصعدن للحافلة حتى أغلقت حقيبتها وهي تودعه 
_عن إذنك.
تدرجت معالمه وهو يجدها تغادره فلحق بها بتوتر 
_طيب مش هتقوليلي اسمك أيه 
منحته نظرة متوترة بأي حق تخبره بأسمها وحتى إن أظهرت ضيقها لذلك ولكنها لا تنكر سعادتها باهتمام ذلك الجذاب بها فهمست بخفوت 
_زينب.
منحها ابتسامة واسعة وهو يقول 
_وأنا يمان
وقدم يده لها قائلا 
_اتشرفت بيك يا دكتورة.
وزعت نظراتها بينه وبين كفه الموضوع فشددت بيدها على الحقيبة المحيطة لكتفها لتبدي له عدم رغبتها بالتلامس واكتفت بهزة منها 
_وأنا كمان اتشرفت بيك.. عن إذنك الباص هيفوتني.
_اركب عربيتك فورا وامشي ورا الاتوبيس ده البنت اللي كانت واقفة معايا من شوية عايزك تجبلي عنوانها وقررها!
عادت من شرودها على صوت فاطمة التي تناديها بقلق
_زينب انتي كده هتتأخري على الجامعة في أول يوم!!
أغلقت الصنبور وخرجت تجيبها 
_أنا صحيت أهو مټخافيش مش هتأخر
أشارت لها على الفراش 
_طيب يلا بسرعة غيري هدومك عما أشوف علي هو قالي أول ما تصحي أبلغه عشان يوصلك.
رددت بحرج 
_مالوش داعي يا فطيمة.
تجاهلتها وهي تتجه لغرفة علي هامسة 
_والله ابقي قوليله الكلام ده بنفسك. 

وصل عمران للشركة بعد غياب فولج أمام الجميع ببذلته الرمادية الآنيقة وخطوات ثابتة تحازي نظراته الموزعة بين الجميع بكل ثقة ذاك الوقح يملك سحرا وجاذبية وطريقة تعامل تجعل من أمامه مشتت بين شخصه الغامض..
انتهى بطريقه بمبنى مكتبه فتوجه ليحرر مقبض بابه ومن خلفه يتبعه السكرتير الذي يهرول ليجمع الأوراق الهامة إليه وفي ظرف دقائق معدودة تحول مكتبه لغامة من الأوراق وكأنه كان باجازة طويلة المدى فصاح بمن أمامه 
_حيلك حيلك أنا مش آلة عشان أراجع وأمضي كل الورق ده.. براحة عليا يا حسام أنا لسه راجع من تعب مش من رحلة استجمام أنا!
ابتلع السكرتير ريقه بحرج وسحب رزمة من الأوراق مرددا بندم 
_آسف..بس حضرتك يا مستر عمران بقالك فترة مبتجيش وأحمد باشا مقدرش يخلص أوراق المشاريع من غير وجود حضرتك وبالأخص المول التجاري حضرتك عارف إن المشروع ده من أهم المشاريع اللي هتقوم بيه الشركة والتأخير فيه مش لصالحنا.
هز رأسه بتفهم وقال 
_جهز الملف على فلاشة لإني اختارت الشركة اللي هتقوم بالمشروع ده معانا.
أومأ برأسه في طاعة فألقن له عمران أمره الاخير 
_ابعتلي كوباية قهوة مظبوط ومتدخلش عليا أي مخلوق لحد ما أفض المغارة اللي فتحتها عليا دي.
اشارات عديدة من رأسه واختفى مغلقا الباب من خلفه ليبدأ عمران بعمله الشاق حتى احتد الألم برقبته فترك ما بيده وتعلقت نظراته بالباب الجانبي المتصل بمكتبها ولجواره الباب المتخصص لقاعة اجتماعات مجلس الادارة.
نهض عن مكتبه ليتبع طريق مكتبها ففتح بابها ليتمعن تطلعه بها بعشق يريح قلبه وتشدد أعصابه من فرط العمل.
وجدها تشاركه الانهاك بالعمل على حاسوبها وعدد من الأوراق الهامة من أمامها وكأنها تحسب مساحات هامة لأحد المشاريع ترتدي سترة من اللون الأزرق ومن أسفله قميصا أبيض يتشح بجرفات من اللون الأسود وحجابا أسود اللون ينخفض ليخفي جزائها العلوي باحتشام راق له.
فاقترب ليتمكن من رؤية ما ترتديه بالكامل خشية من أنها ارتدت بنطال لتناسب تلك الطلة المعتاد له رؤية سيدات الاعمال يرتدون مثل تلك النوع من البذلات الحريمي تنفس براحة حينما وجدها ترتدي تنورة فضفاصة من نفس اللون.
لفت انتباهه وجود تلك المزهرية القريبة من الباب فسحب منها أحد الزهور واتجه جلسة يمررها على يدها الممسكة لكوب العصير بين يدها فانتفضت بجلستها بفزع تلاشى بخفوت أنفاسها 
_عمران! خضتني!
ابتسم هامسا
_حبيب قلبه بيتخض من جوزه يا ناس!
واستقام بوقفته قبالتها فجذب يدها إليه مرغمها على الالتفاف وأطلق صفيرا هائما 
_أيه الشياكة دي كلها إنت نازلة تشتغلي ولا تسرقي قلبي!
سحبت كفها عنها بخجل ورددت بتلعثم 
_إنت أيه اللي جابك هنا.. أكيد وراك شغل كتير بعد الأجازة دي.
هز رأسه موكدا لها وتابع وهو يقترب منها حتى سقطت على مقعدها المتحرك 
_ورايا بصراحة بس مليت وحسيت إني مشتاقلك فقولت أجيلك أشبع عيوني وقلبي منك وبصراحة كده شكلك هتبقي خطړ عليا وعلى مستقبلي الفترة الجاية..
تراجعت برأسها للخلف محاولة الاستفسار بنظراتها عن معنى حديثه المبطن 
_هممم... حلو العصير ده أول مرة أدوقه هنا... أمال ليه محدش بيقدمه ليا بيضحكوا عليا بالقهوة بس يرضيكي يا حبيب قلب جوزك!
دفعته للخلف وهي تشير له بارتباك 
_ارجع يا عمران.. احنا في المكتب ميصحش كده من فضلك ممكن أي حد يدخل!
كبت ضحكته الخبيثة وردد بحزم وبروده السابق معها 
_ما اللي يدخل يدخل في أيه يا بشمهندسة أنا جاي أهزر معاكي اللي بينا شغل متنسيش إني مديرك هنا!
مسحت وجهها بغيظ وصاحت بنزق 
_تمام فين الشغل اللي بنعمله هنا
منحها نظرة أهلكتها من هذا القرب وتوزعت بينها وبين الحاسوب والاوراق 
_معرفش... اطبعي أي ملف نتناقش فيه أو هرجع مكتبي أجيب كام تصميم ونشتغل مش حوار يعني!!
_هو أنت من أمته بتشتغل على التصميمات بنفسك يا عمران!
هز كتفيه بعدم مبالاة 
_مدام معاكي أشتغل مشتغلش ليه!
أغلقت حاسوبها وترجته بتوسل 
_طب ارجع مكتبك كمل شغلك وبعدين ابقى تعالى صمم براحتك.
تعمق بعينيه تجاهها وهمس 
_موافق بس بشرط.
ترقبته باهتمام فوجدته ينحني تجاهها ليقدم لها وجنته فجحظت عينيها صدمة ودفعته للخلف بعصبية بالغة 
_إنت بتعمل أيه عايز ټفضحني أنا عارفة! والله يا عمران لو متعدلت لأقبل عرض أنكل أحمد وهروح أشتغل معاه لإنك مبقتش وقح بالبيت بس حتى هنا!
ضحك بملئ صوته وجلس على المكتب قبالتها يخبرها بجدية صادقة 
_شكلك فعلا شغلك هيبقى معاه لإني مش هعرف أراكز بأي حاجه وانتي جنبي صدقيني.
ابتسمت بخجل وقد جاهدت لاخفائها وقالت باستنكار 
_من أمته ده ما أنا بقالي سنة شغالة معاك!
طرق على صدره بهيام 
_قصدك قبل ما كنتي تدخلي هنا وتعششي يا بيبي!
زفرت بضجر 
_عمران.
_حبيب قلبه!
_وبعدين معاك
_تنفذي طلبي هنصرف أنا وشيطاني من قدامك مقدامكيش حل تاني يا بيبي!
منحته نظرة عابثة فأشار لها بالاقتراب انصاعت إليه على مضض فقدم خده لها بضحكة منتصرة فمنحته نظرة مغتاظة وقالت تجاريه 
_طيب ما تروح تخلص شغل ولما نروح نبقى نتفاوض.
هز رأسه نافيا فعاندته وهي تجلس على مقعدها من جديد مرددة بغيظ 
_روح مكتبك يا بشمهندس أنا محدش يتشرط عليا يا أما هسيب الشغل من دلوقتي وهمشي.
_هزاري التقيل هخففه حاضر بس خدي بالك كل عرض وليه طلب وعقاپ... سلام يا بيبي!
وتركها وغادر لمكتبه فابتسمت وهي تضم الزهرة إليها بهيام لا تجد سوى كلماته ونظراته التي تركها تحيطها حتى بعد رحيله. 

بحثت عنه بغرفته فلم تجده كادت بالعودة لشقيقتها ولكنها توقفت حينما لمحت ما وضع على السراحة ارتسمت على شفتيها ابتسامة ساحرة فأغلقت بابها واتجهت تجذب زجاجة عطره الباهظة تزيح غطائها وعينيها

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات