الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل السابع والعشرون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

تراقب الجناح پخوف أن يقبض عليها.
نثرت منها فاطمة على يدها وقربتها إلى أنفها تشمه بقوة وكأنها مدمنة تتعاطى المخډرات لوهلة شعرت بأنها سترتكب أول سړقة لها فستقوم الآن بسړقة تلك الزجاجة التي ستكاد تشن چنونها.
فرفعتها قبالة عينيها وهي تردد بحزن 
_معقول يا فاطيما هتسرقي!!
_ما إنت عملتيها قبل كده وسړقتي قلبي ملومتيش نفسك ليه
تحررت كلمات ذاك العاشق الذي يتابعها بنظرات عتيقة يستند بجسده على باب غرفته مربعا ذراعيه أمام صدره يتابعها بحب ونظرة حنونة على ارتباكها وانتفضتها بفعله فدنى منها يهتف بخشونة نبرته الذكورية 
_اهدي حبيبتي ده أنا!
أحمق هو! تكاد ټقتل خجلا كونه هو بالذات من يراها بتلك الحالة ابتلعت ريقها وهي تقترب لتضعها على السراحة بارتباك 
_آآ.. أنا.. بس... آآ... كنت... آ.
ابتسم وهو يخبرها بنبرة بطيئة تستشف مضمونها 
_الأمان اللي بيوصلك مش بسبب البرفيوم الادمان اللي عندك ده يا فطيمة...
ضمت شفتيها معا بحرج اللعڼة هو حقا يشعرها وكأنه محتبس داخل عقلها فيعلم ما الذي يطوف تفكيرها! تخشى يوما إن أرادت أن تكذب أو تخادعه بأي موقف قد تتعرض له مثل باقي النساء أحيانا تشعر وكأنه ظابط شرطة وليس بطبيب نفسي.
ابتعدت عنه فاطمة بخجل جعلها ترتجف بصورة بدت تنبهه بضروارة التعامل الحذر على الفور فقال 
_زينب جهزت أكيد زمانها مرتبكة لأن ده يومها الأول صح
نجح بسحبها خارج تلك الدائرة فقالت وهي تلحق خطواته لخزانته 
_مش عارفة بس أكيد هي مرتبكة خصوصا انها هنا في بلد غريب.
جذب ملابسه وخرج يضعها على الفراش فقالت وهي تشير له على باب غرفتها 
_هروح أبلغها تجهز علشان متتأخرش.
ابتسم وهو يشير لها 
_تمام يا حبيبتي.. أنا شوية وهكون جاهز أنا كمان.
ابتسمت بحب لسماعها تلك الكلمة مرتين فهزت رأسها وهي تغادر بينما يظل هو بمتابعتها حتى أغلقت الباب فازدادت ابتسامته فانحنى يتلقف الملابس وغادر لحمامه الخاص. 
بحث عنها كثيرا بغرفته وحينما لم يجدها هرول لجناحها الخاص فصعق حينما وجد النيران تتأكل الأرض مضرمة ملابس رجالية بدت له تفاصيلها بأنها تخص أخيه انتفض محله بفزع وقبض على معصمها يبعدها عن مصدر النيران الذي تسلل لسجادة الغرفة هادرا بفزع 
_فريدة!!
رفعت جفنيها الثقيل بحركة بطيئة له فانهمرت الدموع المحتبسة وهي ترمقه بنظرة معاتبة 
_عايزة أنتقم منه ومش عارفة إزاي يا أحمد!
برق برماديته پصدمة من الحالة الغريبة التي تبدو عليها الآن فأحاط وجهها بيديه معا 
_فريدة فوقي من الحالة اللي انتي فيها دي يا حبيبتي بصي حواليكي سالم مبقاش له وجود خلاص أنا اللي جنبك ومعاكي... هعوضك عن كل ده صدقيني.
اكتفت بهزة رأسها بالرغم من إنها مازالت تشتعل داخليا فجذبها أحمد للمقعد البعيد عن النيران وعاونها تجلس عليه ثم هرع لحمام الغرفة يحمل سطل من المياه ويحاول اطفاء الحريق قبل أن يتوسع باضراره وهو على اتقان إن قرار البحث عن منزل أخر هو الأنسب لتخطي حالتها تلك.
انتهى أخيرا من اطفاء النيران وجلس أرضا يضم جبينه بيديه لمجرد أن تسلل له بأنها بحالة قد تجعلها ټؤذي ذاتها خاصة بجمود جلستها كالإنسان الألي.
تابعته فريدة بنظرة ثابتة وكأنها قرأت ما بعينيه لها فقالت ببسمة هادئة 
_متقلقش عليا أنا كويسة ممكن حالتي تكون ساءت شوية بس أكيد لما هرجع أتابع مع دكتوري هكون أحسن.
زحف حتى وصل لمقعدها وردد بحزن 
_وليه كل ده من الأساس انسي اللي قولتهولك وانسي كل شيء أنا عايزك جنبي يا فريدة.. محتاجلك!
ترقرقت دموعها وپبكاء رددت 
_وأنا كمان محتاجالك.. زمن احتاجتلك والنهاردة محتاجالك عن أي وقت.. محتاجة إنك تطمني إن كل ده هيعدي وإن وجودك جنبي وجوازي منك حقيقة.
_أنا آسفة يا أحمد... أنا مكنتش عايزة حياتنا تبتدي بكده بس ڠصب عني اللي عرفته كان صعب. 
_أرمي كل أوجاعك ليا يا فريدة أنا جاهز والله أتحمل كل ألم اتعرضتي ليه.
_قولتلك اعتبريني سالم وعاقبيني أنا... لو هو اللي قدامك هتعملي أيه
احتقنت معالمها بقسۏة تتمنى لو انتزعت عنه عينيه التي تشبه عين زوجها بالرغم من أنه أكثر جاذبية وأكثره حنانا لا يتشابه بينهما أي شيء سوى القليل ولكنها تجحم بالنيران فور نطقه لتلك الكلمات فارتدت للخلف وهي تحذره 
_لا يا أحمد إنت مش هو... إنت مش الشيطان ده.
زحف إليها مجددا وقال باصرار 
_لو اڼتقامك منه هيريحك خدي حقك مني أنا راضي لو ده هيبرد الڼار اللي جواكي.
_في بيت مناسب منزلين اعلانه النهاردة السكرتيرة بعتتلي التفاصيل أيه رأيك تيجي معايا نبص عليه.
هزت رأسها بغير استحسان 
_مش حابة أخرج.. أنا هنام.
استدار يقابلها بعدما نزع قميصه 
_تنامي أيه إنت لسه صاحية إنتي وعمران من شوية! 
تهربت منه وهي تتجه لفراشه 
_عايزة أرتاح يا أحمد.
_أنا مش هتأخر.. لو احتاجتي حاجة كلميني.
هزت رأسها إليه وهي تدعي نومها وحينما تأكدت من رحيله نهضت تتجه لأحد الادراج ثم جذبت الملف التي نقلته منذ الصباح تتمعن به بارتباك لما ستقدم على فعله. 

ارتدى بنطاله وزرر قميصه الأبيض فأتاه صوت طرقات على باب غرفته جعلته يردد 
_ادخل.
ولجت شمس إليه تخطو على استحياء حتى باتت جواره لتطبع صورتها بالمرآة من أمامه ابتسم بمكر وهو يراقب ارتباكها وقال 
_والله بقى كويس وإنتي كلمتيه وسمعتي صوته أعملك أيه تاني عشان تتأكدي.
فركت أصابعها وتحاشت تطلعها إليه وبصعوبة قالت 
_ينفع أروح أطمن عليه.
استدار علي إليها وهو يضع ذراعيه بالسترة 
_لأ يا شمس مينفعش عمر قاعد في شقة اصحاب عمران وحتى لو مكنتش شقة شباب فمفيش بينكم رابط يخليكي تروحيله.
هزت رأسها بتفهم رغم حړقة قلبها المتلهف للاطمئنان عليه فدنى منها

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات