الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل السابع والعشرون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

علي يخبرها برفق 
_شمس أنا عايزك تاخدي بالك من تصرفاتك أكتر من كده ويا ريت تفكري في موضوع الحجاب لإن لا أنا ولا عمران متحملين نشوفك كده.
برقت بدهشة إليه لم يسبق له أن طلب منها أن ترتديه وأن فعل كانت لترحب بذلك فاستطرد بهدوء 
_أنا عارف إنك بتبصي لفريدة هانم بس أنا واجبي إني أنصحك وأحميك مقدرش أقدم النصيحة دي لوالدتي حتى لو شايف تصرفها غلط أنا واثق إنها هتيجي في يوم وهتأخد القرار ده ويمكن لما تبدأي إنتي هي تعملها بعدك.
ردت عليه بحرج اكتظم حنجرتها 
_أنا كنت بفكر من فترة بالموضوع ده من فترة يا علي بس مكنش عندي الشجاعة أخد القرار ده أنت عارف إن الحجاب لازم يكونله لبس معين ولازم اكون أخدة قراري فيه بدون تراجع.
أحاطها بذراعيه وهو يقربها منه 
_أنا مكنتش حابب أضغط عليكي وكنن أتمنى تأخدي القرار ده من نفسك بس صدقيني أنا مش قادر أتحمل أي نظرة ليكي من حد عايزك غالية مش مباحة لأي عين تلمحك.. وواثق إنك هتستجيبي لطلبي.. ولو ده حصل هخلي مايا وفطيمة ينزلوا معاكي من بكره يشتروا معاكي اللبس اللي يناسبك ها قولتي أيه
اتسعت ابتسامتها فرحة وقالت 
_اعتبرني من دلوقتي اتحجبت.
_اعتبرتك واتخيلتك بيه.. بس واثق إنك هتكوني أحلى من توقعاتي.. بكره هجي معاكي بنفسي.
هزت رأسها بسعادة وتركته قائلة 
_هشوف فاطمة.
غادرت من الباب الجانبي بينما وقف هو يستكمل ارتداء حذائه فتسلل له طرقا أخرا على بابه فصاح 
_ادخل.
انتصب علي بوقفته حينما وجد والدته أمامه تلاشت ابتسامته البشوشة وهو يراقب اصفرار وجهها وتورم عينيها الغريب فأجلى صوته 
_فريدة هانم إنت كويسة
دنت فريدة منه تتطلع إليه بنظرة مطولة مرتبكة كادت بالتراجع عما أتت إليه فحطم صوته الحنون صوت تفكيرها القارع 
_ماما مالك
أخفضت وجهها أرضا وقالت بصوتها المبحوح 
_طول عمرك وإنت كاتم أسراري يا ترى ينفع أئتمنك على سر أخير يا دكتور
_طبعا.. كل أسرارك وكل اللي تحبي تقوليه عمره ما يطلع لمخلوق.. بس طمنيني عليك عشان خاطري
_عايزاك تعالجني يا علي! 

ترك ما بيده بملل ونهض يتجه إليها صفق الباب وولج للداخل يخبرها 
_وقت الاستراحة... قومي نتغدى بأي مكان.
زفرت بضيق وقالت دون أن تطلع إليه 
_لسه ساعتين على الاستراحة يا عمران.. روح كمل شغلك.
أغلق الحاسوب من أمامها وهو يردد 
_المدير مبيتعاملش معاملة الموظفين يا مايا قومي يلا نختفي من هنا.
نهضت عن محلها ورددت بضجر 
_عمران أنا مش عارفة اشتغل منك كل شوية تدخل عليا بحجة شكل من فضلك سبني أركز أنا كده الحسابات هتبوظ مني.
_فداك وفدا حبنا يا بيبي.
وقبل أن تعترض جذب حقيبتها إليها وهرول بها للخارج تجاه المصعد فما أن لمحه السكرتير حتى هرول من خلفه يناديه پصدمة 
_مستر عمران حضرتك رايح فين لسه في أوراق مهمة محتاجين امضاء حضرتك عليهم.
وقف قبالته وهو يواجه ضحكات مايسان الشامتة فجذبها خلفه وهو يواجهه بنبرة حزينة 
_معلش يا حسام خالتي اټوفت ولازم ألحقها.. عن اذنك.
وجذب مايا المصډومة من خلفه وهو ېصرخ بها مدعيا تأثره 
_بينا يا مايا نلحق أمك تودعيها قبل الډفنة الله يرحمك يا خالتي مۏتي وقطعتي في قلبي من وأنا تانية اعدادي!
اڼفجرت ضاحكة وانصاعت ليده التي تقذفها بالمصعد فرددت بعدم استيعاب 
_انت کاړثة أقسم بالله.
عدل من ياقة جاكيته بعنجهية 
_أنا محدش يتوقعني..
ودنى منها بقرب خطړ وهو يهمس باڠراء 
_مينفعش امك ټموت وأسيبك في يوم زي ده من غير ما أقدم تعازي حارة تصبرك على الهم ده شوفتي إن جوزك قلبه حنين ويميل لحبيبه من على بعد!
دفعته للخلف وهي تشير له 
_شوفت.. ابعد بس.
كاد بأن يقترب منها مجددا فصاحت به 
_عمران اطلع من دور المتحرش ده احنا في مكان شغل!
غمز برماديته بمشاكسة 
_قلبك مصيره يلين يا جميل.
ضحكت رغما عنها وصفقت كف بالاخر وهي تردد بدهشة 
_جننتني معاك.. مبقتش عارفة إنت وقح ولا مچنون ولا بتستهبل ولا طبعك أيه
دنى 
_أنا وقح ومچنون وحنين وعاشق ومتهور أنا كل الرجالة دول في بعض كوكتيل!!
خفق قلبها بشراسة جعلتها تستمد أخر ثبات بعقلها فأبعدته وهي تصيح بتحذير 
_الاسانسير فيه كاميرات يا عمران.. بطل فضايح!
ابتعد وهو يزفر پغضب فرفع عينيه للكاميرا بنظرة حانقة وطرق بخفة على بابه متمتما 
_مش بيتحرك ليه ده.. عطلان ولا أيه!
كتمت ضحكاتها بصعوبة وراقبت غيظه باستمتاع واضح على معالمها. 

انسحبت من أمامه وتركته يقرأ الملف بتمعن وحينما انتهى من القراءة وضعه جانبه على الفراش پصدمة بالرغم من امتلاكه لتلك الخبرة المكتسبة بالطب النفسي كيف لم يلاحظ مرض والدته
تعاني منه منذ أعوام وكانت قبالة عينيه طوال ذاك الوقت كيف لم يلاحظ!
اللعڼة عساه أصبح طبيبا فاشلا لتلك الدرجة وكأن القدر يسوق له رحلة مريرة كالعلقم يعيشها مرة أخرى مع والدته مثلما يخوضها حتى تلك اللحظة مع زوجته..
كيف سيحتمل سماعها تتحدث بالسوء عن والده سيمر بأصعب اختبارا قد يساق إليه والمؤلم أنه لم يعتاد رؤية والدته ضعيفة وتبكي من أمامه كيف سيتمكن من عالجها وهو من سيزوره الضعف ويكسره دون رأفة!
سحب علي نفسا مطولا وأسرع يخطو من خلفها فطرق باب غرفة عمه وناداها بحزن 
_ماما افتحي!
لم تستجيب إليه فعاد بكرر طرقه ويناديها 
_من فضلك افتحي وفهميني إزاي كنتي بتتعالجي كل ده وأنا معرفش! وليه قررتي أني أكون مسؤول عن حالتك دلوقتي عندي اسئلة كتير هتقتلني افتحي وجاوبيني عنها عشان خاطري.
لم يستسلم بطرقاته القوية وفجأة امتنع عنها حينما وجدها تفتح الباب وهي تحدجه بقوة غريبة ارتدتها بحرفية لتشير بتحذير وصرامه 
_بطل تخبط بالطريقة المزعجة دي وأوعى تكسر الباب أنا مش عايشة هنا في غابة عشان كل شوية واحد فيكم يكسر عليا الباب كفايا عمك وأخوك السخيف اللي أكيد هيتعاقبوا... من فضلكم كفايا ټكسروا الأبواب القصر اتبهدل!!
امتنع عن الضحك يبدو أنه فاته أكثر من أمرا فرفع يديه باستسلام 
_مكنتش هكسره صدقيني!
هزت رأسها بعدم اقتناع وقالت 
_بكره هجيلك المستشفى ونتكلم هنا لأ.. قولتلك الموضوع سر.. أيه مبتعرفش تصون أسرار المرضى يا دكتور
_بعرف.. وبالذات لو حاجة تخصك.
تهاوت دمعة على وجنتها فوجدت ذاتها تندفع برأسها على صدره هامسة پبكاء تحاول محاربته 
_أنا بحبك إنت وأخوك وشمس يا علي... عايزة أعيش حياة طبيعية بعيد عن كل اللي بيطاردني ده... من فضلك ساعدني زي ما ساعدت فاطيما.
ربت عليها وهو يخبرها 
_هنتخطى كل ده مع بعض... أنا هسيب كل حاجة عشانك.. مش هنزل المستشفى ولا أي مكان غير لما أطمن انك بقيتي بخير.
ابتعدت عنه تزيح دموعها وتلتقط نفسا يسهل لها التوقف عن البكاء قائلة 
_لأ... حياتك مش هتقف عشاني يا حبيبي انزل شغلك وسبني أخد الخطوة الجاية لما أحس اني قادرة أتكلم وأبدأ هجيلك.. متضغطش عليا من فضلك.
يعلم بأنها من

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات