رواية صرخات انثى الفصل الخامس والعشرون بقلم ايه محمد رفعت
متبادلة بالمرح والسعادة انقضت ساعتهم سريعا وعاد كل ثنائي لمنزله بعد أن أبلغت ليلى صبا أن تخبر جمال بموعد الجراحة المتفق عليه مسبقا فبالرغم من اجتماعهم بمنزله الا ان الشباب كانوا يحرصون على عدم الاختلاط بينهم وبين الزوجات لذا كانوا ينعزلون عنهن بغرفة الضيافة.
وصلت سيارة عمران للمنزل فصعدت مايسان للأعلى لتستريح قليلا بينما صف هو السيارة وكان بطريق صعوده ولكنه توقف حينما وجد أخيه يجلس بالخارج ويقرأ أحد الكتب.
_مساء الجمال يا دكتور علي بتقرأ أيه المرادي ړعب ولا چريمة ولا اتهورت ودخلتلك على رواية رومانسية!
أغلق علي الكتاب ووضعه على الطاولة وتساءل بدهشة
_إنت كنت فين من الصبح يا عمران.
رد عليه وهو ينحني ليجذب كوب قهوة علي ليستكمل ارتشافها بتلذذ
_كنت معزوم عند جمال والدته لسه واصلة وأصرت تعزمني أنا ويوسف.
انتهى منها وفرد ذراعيه بالهواء بتثاقل وأخذ يراقب الوضع من حوله بنظرة مهتمة مقدرا المسافة بينه وبين ساق علي فوجدها ستكون مريحة وعلى الفور تمدد مستندا برأسه على ساقيه وأغلق عينيه يستعد للنوم.
لكزه علي بضيق
_مش عايزني أطلعك الأوضة بالمرة!!
_مش هينفع مايا بقت معايا في الأوضة.
وتابع بمرح
_يعني طلوعك ودخولك بقى بحساب يا دكتور!
فسر علي معاني الحديث ومن ثم تعالت ضحكاته الرجولية مرددا بمشاكسة
_أخيرا يا راجل!! ... أممم ما أنت استغليت فرحي عشان تأكل بعقلها حلاوة.
ضحك عمران على حديثه واستقام بجلسته يغمز له
_لو مستغلتش بطيبتك وقلبك الأبيض ده بذمتك هستغل مين!
بقصر راكان.
تمكنت من جذب هاتفها من جيب جاكيتها وبصعوبة رفعت يدها المکبلة بالاحبال وجدت أن الانسب بمهمتها هذا اللجوء لاخيها الشرس من يتمكن جيدا من مواكبة ما تمر به رفعت شمس هاتفها تطالبه وتنتظر بصبر أن يجيبها وما أن أتاها مجيبا حتى همست پبكاء وصوتا مبحوح
انتفض بجلسته پصدمة وعدم استيعاب لما يستمع به وردد بفزع جعل علي يراقبه باندهاش
_شمس إنتي فين!! مين اللي هيموتك!! إنتي فين انطقي!
ردت عليه پبكاء
_أنا في بيت راكان وآ...
انقطعت باقي جملتها حينما شعرت بخطوات تقترب من باب الغرفة أعادت الهاتف سريعا لجيبها بعدما أغلقته نهائيا حتى لا يصدر منه أي صوتا يثير الاهتمام لها.
_مالها شمس يا عمران اتكلم!!
أزاح بصره عن الهاتف قائلا بدهشة
_بتقول إنها في بيت راكان وإنه عايز ېقتلها!
انقبض صدره وزاغت عينيه وهو يحاول استيعاب تلك الكلمات القاټلة فلم يدعي ما يشل تفكيره أكثر من ذلك هرع علي لسيارته وقبل أن يشغل محركها كان عمران يقفز لجواره لتتجه السيارة بسرعتها القصوى تجاه قصر راكان!
خطة محكمة ستلقي بحتفه مؤكدا خاصة بأنه يحمل حقيبة مسلمة من راكان الذي منحه ورقة بالعنوان معللا اختياره للذهاب بأنه أكثر رجاله ثقة ويريده أن يسلمها للساكن بالعنوان المدون وبالحقيقة كان ينتظره هناك إثنا عشر رجلا مسلحون بأسلحة تكاد ټحرق الأخضر واليابس.
شعر بالارتياح واسترخى بتمدده بالمسبح وحينما انتهى نهض يجفف جسده بالمنشفة العريضة ويتجه لغرفته مدندنا باستمتاع.
وقف أمام السراحه بعبث بخصلاته المبلولة ويراقب تنظيم حاجبيه توسعت حدقتيه پصدمة وهو يرى انعكاس الصورة المقابلة بالمرآة فاستدار للخلف بسرعة البرق ليتحقق بأنه لا يتوهم!
بصعوبة وهو يردد
_عمر باشا!!
منحه ذاك الصقر بسمة باردة ووقفة تهتز لها الثقة من فرط ارتباكها يبتسم بصمت يبتر كل أجزاءه الحيوية حتى حرر صوته الخشن
_مكنتش متوقع أنك هتشوفني تاني ولا أيه يا فؤاد!
تراجع للخلف وهو يحارب ارتباكه
_لا.. ازاي بس يا باشا أنا بس مش مستوعب إنك هنا.
هز رأسه بخفة وعينيه تراقبه بتمعن فاستدار يجذب أحد البرفيوم الموضوعة على السراحة ينثر على لائحة يده ويقربها لانفه وفجأة ألقاها على المرآة بتقزز
_ريحتها نتنه زيك بالظبط.
راقب فؤاد الزجاج المنكسر من أمامه پخوف وعاد يتأمله بهلع حينما وجده يلف من حوله كالأسد الذي على وشك التهام فريسته قائلا بجمود
_بقولك يا فؤاد متعرفش ليه راكان باعتني لصاحبه ده أسلمه الشنطة وليه مصر أني أروح بنفسي!
رفع يده يفرك صدره وكأنه بهذة الحركة ستمده بالاكسجين وبتلعثم قال
_لا يا باشا معرفش.
اتسعت ابتسامته الماكرة
_بس أنا عارف وعارف كمان بمقابلتك اللي تمت من ساعتين لشمس.
برق پذعر والټفت ليركض من أمامه فاحتضنه عمر من الخلف يده تلف كتفيه ويده الاخرى تعيق حركته بحركة خبيرة يصعب على أحد فعلها اړتعب فؤاد فهو يعلم تلك الحركة المعتادة لعمر الرشيدي وباتت تشهره بين الجهاز كالدمغة يعتصر جيد غنيمه كالأفعى التي تعتصر جسد فريستها حتى تنكسر عظامها.
ردد الاخير متوسلا بړعب
_أنا معملتش حاجة راكان هو اللي أجبرني أعمل كده يا باشا.
انطلق فحيحه يهمس بأذنيه
_إنت عملت كده عشان النص مليون دولار اللي اشتراك بيهم الكلب ده عملتها وإنت عارف تمن الخېانة اللي بيدفعه أي حقېر يفكر يبيع عمر الرشيدي وإنت ارتكبت ذنب ميغتفرش مرة بخېانتك لبلدك ومرة بخيانتي!
اشتدت يديه من حوله تدريجيا فبدء وجهه بالاحمرار من احتباس مجرى تنفسه فسارع بالحديث
_إنت اللي خنت اتفاقنا من الأول يا باشا خطتنا كانت واضحة من البداية إنك توقع شمس وتجندها لصالحنا وبكده كانت هتقدر تسحب الملف بسهولة من خزنة راكان لكن إنت وقفت كل ده عشان حبيته إنت كنت عارف إن وجودنا جوه بيته طول المدة دي فيها خطړ علينا وأنسب حل كانت شمس استبعادك ليها عرضك وعرض الفريق كله للخطړ مكنتش هستنى لحد ما ننكشف ويخلص علينا واحد واحد بسبب حبك الغبي ده.
زاد من اعتصار جسده پغضب جعل الأخير ېصرخ ألما بينما ردد عمر بعصبية بالغة
_أنا ازاي مقدرتش أشوف حقارتك دي إنت ظابط يعني مأمور بحماية الارواح مستحيل أكون موافق أعرض حياة انسانه بريئة للمۏت مهما كانت صلة قرابتها بيا أنا وافقتك بالبداية لاني كنت فاكر إن الموضوع بسيط بس بعد كده لما حسبت أبعاده لقيتني هعرضها للخطړ لذا وقفت الخطة كلها وبلغتك بده..
تصلب جسده وهبطت معافرته بين جسد عمر القاسې فهمس له قبل ان يغلق الاخير عينيه
_كنت عامل نفسك ذكي وأنا سابقك بخطوة وزي ما قدرت أكشف راكان ولعبته التافهة قدرت أكشفك يا كلب وحظك بقى إن مبسبش حقي يبرد فجيتلك على الحامي ووعد مني هبعتلك الكلب اللي اشتراك وراك بكام ساعة مش هيطول عليك متقلقش!
انتهت رحلة معافرة جسده أمامه وحينما تأكد من سكونه ألقاه أرضا بنفور من ملامسته لذاك الخائڼ واتجه ليحول حياة ذاك الشيطان لچحيم مستعار سيذقه الآن ما يجعله لا ينسى إسم عمر الرشيدي طوال حياته!
اندهش من وجودها أمامه وخاصة حينما أشارت له على الدرج قائلة
_رأيت صديقك يخرج من العمارة فصعدت لرؤيتك.
أسبل بعينيه بعدم استيعاب
_هل كنت تراقبيني
اومأت برأسها بعدة تأكيد وكأنه يمنحها سؤالا أحمقا أمهل أيوب ذاته بالصبر الذي تمرن عليه طوال حياته لينتسب لجملة صبر أيوب بينما الاخيرة أتت لتحطمها حينما قالت بتوسل صريح
_ فلنجرب فعلها الآن هل أنت مستعد لذلك
حقا هل بات القاټل يسأل قټيله