رواية صرخات انثى الفصل الخامس والعشرون بقلم ايه محمد رفعت
صلاة الفجر أحدثك بهما عن ۏفاة رسول الله ولكنني كنت مرهق للغاية ووعدتك بأني سأقص لك اليوم!
احتدت أنفاسه المزلزلة داخل جهاز التنفس ورافقته دمعات حاړقة جعلت مسمع كلماته صعبة
_كنت أود أن أتعلم كل شيء عن ديني كنت أريد أن أمضي سنوات وأنا مسلما لأكفر عن ذنوبي وجهلي ولكنها إرادة الله يا صديقي الحمد لله الذي سيتوفاني مسلما تائبا عاكفا عن ذنب كان ليرجمني بجنهم حتى يوم الدين.
_أنا لست نادما على شيئا واليوم بعد ما تعرضت له على يد عمي أدركت أن اليهود هم عصبة عل كل ما بوسعه ليجعلني أكفر عن دين الله ونبيه محمدا ولكنني صمدت وأن أتذكر حديثك عن الصحابة وما لقوه أيام الجاهلية.
سعل بقوة جعلت أيوب يهرع إليه متوسلا پبكاء يراه محمدا لأول مرة
هز رأسه يرفض صمته بذاك الوقت الذي يشعر به أن المۏت يرفرف بجناحاته فوق رأسه فمال إليه يخبره ببسمة طعنت قلب أيوب
_والله ما يحزنني الا فراقك يا أيوب وليشهد الله إنك أحب الخلق لي وأنك كنت ونعم الصديق والأخ.. لذا سأترك أختي الوحيدة أمانة برقبتك ليوم قد ألقاك به على باب الجنة إن أراد الله لي بالمغفرة على ذنوبي.
_ليتني ولدت مسلما ليتني لم أهدر ثانية من حياتي وأنا على تلك الديانة.
وتعمق بنظرة دافئة له
_ليتني قابلتك منذ سنوات أيوب.
بكى أيوب وهو عاجزا حتى عن ضمھ أراد أن يمسك بيده ولكنه خشى أن يؤذيه فكانت ټنزف من فرط الاحتراق القامع بجلد جسده المنصهر فمال على وسادته يربت على خده السليم باكيا
ابتسم ودمعاته تقتنص خديه ومال بوجهه ليكون قبالته فقال بهمس مرهقا
_على ذكرك للسكن فمازلت أتذكر كيف أخفى عليك الشباب بأنني يهودي ولكنك بالرغم من ذلك كنت تنفر مني دون أن تعلم ديانتي.
_كنت أتسلل ليلا لشرفتك لأسمع تلاوتك بالقراءة كانت لي رغبة كبيرة بالبقاء جوارك وسماع حديثك بات صوتك بالقرآن الكريم محببا لي فكنت أترقب الليل بصبر يضيق بي تحمله لاسمعك ترتل تلك الآيات وكنت أدونها من خلفك وأعود لغرفتي أبحث عنها على الانترنت وكلما تعمقت بمعاني القرآن أجد ما يلثم قلبي كنت أحيانا أشغل مقاطع من القرآن المسموع حينما ينقبض صدري وأنام هنيا إلى أن حلل عقلي لي بأنه الدين الحق ذلك الدين الذي يعز المسلمين إنما هو دينا يدعو للحق وينهي عن المنكر والمحرمات هذا الدين عظيما لدرجة جعلت اللين والمحبة ترافق قلوب المسلمين حينما يتقرب لربه بالصدقة قضيت تسعة أشهر أحاول فيهم جمع كل شيء متعلق بالدين وحينما أشعر بأني اقتربت أجد بأن لا نهاية لحلاوتهوإنما أنا ما علمته ما هو الا نقطة ببحر يفيض بالكنوز...
جاهد ذاك الألم بكل قوته ورفع يده المحروقة يشدد على قبضة أيوب يهاجم انضراع انفاسه المستقبلة للمۏت وردد له
_لا تنساني بدعائك يا صديقي وبلغ الشيخ مهران سلامي وأخبره إنني كنت أتمنى لقائه بنفسي لانحني على يده أقبلها امتنانا على تربيته لشاب بأخلاقك يا أيوب.
بكى بصوت مسموع فابتسم محمد وقال باسترابة
_لم أراك يوما باكيا وإن رأيتك اليوم هكذا فأنا سعيدا للغاية بأنني أملك بقلبك مكانة بادية على وجهك وللحق كم أنا محظوظ بمحبتك يا أخي!!
ارتعش جسده بصورة مفاجئة وتحشرجت أنفاسه فقبض باصابعه على يد أيوب ليردد بصوته المتقطع
_إنها النهاية يا صديقي فلتنصت لي جيدا أنا لا أملك شيئا أخشاه بعد رحيلي سوى أختي الوحيدة بعد ما رأيته بعيني من عمي فلا أراها آمنة بمنزله أرجوك أن تعتني بها يا أيوب.
وبوجع شديد ردد
_آديرا أمانتك وأنا أعلم بإن لن ترد أمانة شقيقك المسلم.
وصړخ بۏجع قابض وأنفاسه تهمس بخفوت
_أشهد أن لا إله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله...
ارتخت يده بين قبضة أيوب وتمدد جسده أخيرا حاصلا على خلاصه رفرف أيوب بأهدابه بعدم استيعاب فهزه برفق
_هيي أنت لا تحاول أن تخدعني هيا انهض.
وكأنه يحرك قماشة بالية تنصاع لحركات يده فردد أيوب بصرامة قاطعة
_إن لم تنهض الآن لن أقص لك حرفا واحدا عن سيدنا محمدا وأخر غزواته وما فعله وهو على فراش المۏت.. أنا أحذرك.
تمزقت عينيه من البكاء وراح يحركه متوسلا
_استحلفك بالله يا محمد أن تنهض أنا لن أحتمل فراقك.
ابعده عنه الاطباء واجتمعوا من حوله يحاولون أن يستعيدوه ولكن أمر الله قد نفذ طرح أحدهم الغطاء على وجهه وعلامات الأسف يقدمها لأيوب الذي سقط جسده جالسا أرضا يردد پبكاء صوته يصدح بأنحاء الغرفة
_اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وأدخله الجنة وقه فتنة القپر وعذاب الڼار.
واستطرد پانكسار
_اللهم توفاه مسلما... اللهم تقبل توبته.
انهمر الدمع على وجهه الذي ينازع لرؤيته تلك الذكرى التي ټحرق روحه فانتفض أيوب بنومته يلتقط أنفاسه المتسارعة بصعوبة.
بدأ بالاسترخاء حينما أفاق لواقعه فرفع عينيه يبحث عن سيف من حوله وحينما لم يجده ناداه
_سيف!!
فرك عينيه يبعد النوم عنهما فرأى الصينية القريبة منه ولجوارها تلك الورقة جذبها أيوب وقرأ محتوياتها
مساء الخير أو صباح على حسب ما تقوم لو صباح هتكون عملت لصاحبك اعتبار وفضلت لتاني يوم احتراما لكلمتي أما لو مساء فأكيد يعني لسه رأسك حجر صوان وهتمشي اللي في دماغك وهتمشي من غير ما تعملي أي اعتبار عموما أنا تحت بصور مستلزمات وشوية أوراق وراجع وسواء قررت تمشي أو تطلع محترم وتستناني سواء ده أو ده هتأكل الأكل اللي عملتهولك وخد بالك الدكتور سيفو عمره ما بيقف يعمل أكل حتى لنفسه فياريت تقدر ده يا بشمهندس.
صديقك المخلص دكتور سيف عتمان الآشقر
ضحك وهو يلقي ورقته جانبا وجذب الصينيةثم رفع الغطاء عن الطبق فوجد ورقة أخرى مدونة بخط كبيرا.
كشفت الغطا وهتأكل كنت عارف إنك بتحترمني وهتسمع كلامي وهتخليك معايا كل الأكل كله أنا نادرا لما بطبخ وهزعل لو سبت حاجة.
ألقاها جوار الورقة الأولى وقرب له أحد الشطائر لكها ببطء ومازال عقله يشرد بصديقه الراحل لوهلة شعر بأنه فقد شهيته بتناول الطعام ولكنها ضغط على ذاته ليستكملها حتى لا يحزن سيف.
انطلق رنين جرس الباب مرات متتالية جعلته ينهض مسرعا ليرى من هذا الطارق المزعج ربما قد نسى سيف مفاتيحه أو قد يكون يوسف.
فتح أيوب الباب متمعنا بالطارق فانعقد حاجبيه وغامت فيروزته مرددا بدهشة
_آديرا!
انتهت مايسان من تنظيف الأطباق ومن خلفها ليلى كانت تقوم بتجفيفها من المياهبينما تلتقط منهم صبا لتضعهم بأماكنهم وسط أجواء