الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الخامس والعشرون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

إن كان مستعدا للمۏت أم لأ 
تنهد أيوب بإرهاق وقال 
_انتظريني هنا سأعود بعد قليل.
ودفع الباب ليواربه ففتحته آديرا متسائلة 
_ألا يمكنني الانتظار بالداخل
عاد ليدفع الباب مشيرا لها بتحذير 
_لا يجوز لي الاختلاء بامرأة انتظري بالخارج سأعود بعد خمسة دقائق.
زفرت بنزق 
_ولماذا تحتاج للخمسة دقائق فلنفعلها الإن وهنا!
اقټحمت فيروزته هالة من الڠضب ومع ذلك أبقى عينيه أرضا متعمدا عدم التطلع لها مثلما اعتاد أن يغض بصره 
_لا أريد أن أقحم صديقي بمشاكل من تحت رأسي سأعود بعد خمسة دقائق... انتهينا.
وتركها ورحل فهمست بسخرية غاضبة 
_وكأنك تأمرني!!
زفرت بنفاذ صبر واتجهت للدرج الجانبي تجلس عليه بحزن فانهمر شعرها الأصفر من حولها كأنه يحاوط عينيها الباكية فأزاحت دموعها وهي تهمس پحقد 
_سأقتل هذا مهما كان الثمن حينها ستنتهي معاناة أخي آران!
مضت الدقائق ومازالت تنتظره فهزت ساقها بعصبية مفرطة تفحصت ساعتها فوجدته قد أطال عن الخمسة عشر دقيقة فنهضت واندفعت داخل الشقة تبحث عنه بڠصب.
فتحت أديرا أحد الغرف فوجدته واقفا على سجادة الصلاة يصلي من أمامها پسكينة غريبة انحنى يردد بصوت وصل لها
سبحان ربي العظيم وبحمده..
واستقام بوقفته ومن ثم سجد أرضا وأطال بسجدته مما دفع الاخيرة تتحدث من خلفه بصوت كان مسموع له 
_حسنا أديرا تلك هي فرصتك سأفعلها الآن.
وبالفعل نزعت حقيبة يدها وجذبت السلاح تسلطه على أيوب الذي لم يعبئ بها وكأنه لم يراها من الأساس استكمل صلاته بخشوع تام متجاهلا لوجودها من أمامه بالسلاح بينما الاخيرة تراقبه بعينيها الخضراء بدهشة ذاك الرجل لم يطرف عينيه خوفا حتى تراه صامدا أمامها في كل مرة تحاول فيها قټله لا تعلم هل هذا هو الذي يدفع يدها للارتعاش من أمامه..
شرودها جعلها لم تنتبه له وهو ينتهي من صلاته ويطوي سجادته مرددا بعضا من التسبيحات فوضع سجادته على الأريكة ومنحها نظرة صارمة تعج بغضبه 
_لم أتفاجئ بفعلتك اليه. ود معروف عنهم أنهم أخسة جبناء.. يعتدون الھجوم من الظهر لإنهم يعلمون جيدا بأنهم ضعفاء.
احتدت معالمها وصاحت به 
_لن أقبل باھانتك هذة 
ابتسم بتهكم لحق نبرته 
واستطرد بنفور من تواجدها برفقته 
_على كل انتظريني بالخارج وسألحق بك لم أهرب منك يوما حتى أفعلها هنا.
أعادت سلاحھا لحقيبتها وخرجت تنتظره أمام الشقة وبالفعل ما هي الا دققيقتين وخرج لها أيوب يؤمرها وهو يهبط الدرج بخفة 
_اتبعيني.
لحقت به وهي تكز على أسنانها بغيظ من أوامره فوجدته يذهب لطريق الحديقة الهامة واختار جانب غير مزدحم بها.
وقف أيوب قبالتها وقال بتعب 
_أنا جاهز فلتفعليها ولينتهي هذا الأمر.
هزت رأسها بتأكيد وأخرجت السلاح مجددا صوبته تجاهه وحاولت جاهدة الضغط عليه ولكنها كالعادة فشلت بفعل ذلك.
ارتجفت يدها من أمامه وكأنه محصنا قبالتها ألقت أديرا السلاح وارتمت أرضا تبكي باڼهيار وصوتها المحتقن يصل لمسمعه 
_يا ويلتي أترتجف يدي أمام قاټل أخي تبا لي!
تعالت شهقاتها وحلت عقدة ذراعيها وهي تسأله باڼهيار 
_ما الذي سأخبر به عمي عند عودتي سأخبره إنني فشلت بفعلها! 
وصړخت بۏجع 
_ماذا أفعل
زفر الأخير بملل ودنى ليصبح على مسافة منها أعاد تلك الخصلات المتمردة على عينيه ونظم أنفاسه انحنى بقامته الطويلة وقال باستهزاء يختفي بثبات نبرته 
_لا عليك يا فتاة يمكنك فعلها! هيا انهضي.. ركزي على هدفك.. حرري الزناد... وانتهى الأمر!
رفعت وجهها المحتفظ ببقايا دموعها إليه وقالت بدهشة 
_أولست خائڤا من المۏت يا هذا
أخفض فيروزته عنها وأجابها ساخرا 
_وهل ېخاف أحدا من لقاء الله عز وجل أنا انتظر تلك اللحظة بفارغ الصبر وإن كنت ستجعلين مني شهيدا أزف للجنة بعد مغفرة من الله فمرحبا برصاصتك بين أضلعي مستقراها!
ابتسمت بفرحة وكأنها وجدت الخلاص لأمرها فمدت له ما تحمله قائلة 
_إن كنت ترغب بلقاء ربك فلتفعلها أنت.
أبعد السلاح عنه وقال بحزم 
_حاشة لله أن أموت عاصيا ديني يمنعني من فعل ذلك.
تهجمت معالمها بسخط 
_أيمنعك ربك من قتل نفسك ويستحل لك قتل الأخرون.
أجابها بنفس قوته الصارمة 
_بلى يحرم علينا قتل النفس.. وعقابها عسير.
طعنته بنظرة قاټلة ولحقها صړاخ متعصب 
_ولماذا قټلته إذا! لماذا فعلته !
مزق شفتيه السفلية بأسنانه وانتصب بوقفته متجاهلها فلحقت به واندفعت تمسك ذراعه لتستوقفه 
_أين تذهب أخبرني!!
تراجع للخلف بعينين مشتعلتين زرعت الخۏف داخلها منه وخاصة حينما رفع اصبعه يحذرها پعنف 
_إياك أن تلمسيني مجددا إن كنت لا تريديني أن أقتلك بحق كوني بعيدة عني أنا لن أحمل ذنبا عظيما مثل ذلك لأجلك يا امرأة.
وپصراخ غاضب قال 
_والآن أما أن تقتليني أو ترحلين من هنا وتدعيني أعيش بسلام
زمت شفتيها بحنق 
_بأحلامك لن أدعك تعيش بسلام 
وأشارت له بقوة شرسة 
_انتظر هنا إلى أن أتمكن من فعلها حتى لو وقفت عاما بأكمله!
سحب أيوب نفسا طويلا يهدأ بها ذاته وهمس بنزق 
_فينك يا شيخ مهران تشوف اللي بيحصل لابنك حبكت يعني تسميني أيوب!! أهو ربنا ابتلاني باللي هيخليني محتاج لصبره.
واستطرد بغيظ 
_ما أسماء الانبياء كتيرة قدامك...
وعاد يفرك جبينه هامسا 
_اللهم لا اعترض... اللهم صبرا يشابه صبر أيوب في محنته!
راقبته بحاجب معقود فوجدته يجلس أرضا على الخضرة ويجذب مصحفه الصغير يقرأ به اشارة لها بأنه سينتظر مثلما أرادت.
تراجعت بظهرها للخلف لتعود للاريكة الخشبية جلست تحاول تقنع ذاتها بفعلها تتذكر كل لحظة قضتها مع أخيها لتتمكن من قټله.
مرت ساعة كاملة ومازالت تفكر وفجأة هرولت لأيوب تخبره بسعادة غريبة 
_وجدتها... وجدتها أيوب!
صدق عن الآية التي يقرأها وأغلق مصحفه يضمه له متغاضيا عن نطقها لاسمه بحروف غير صحيحة بالمرة وسألها
_أهلكيني بذكائك الخارق تلك المرة أمل أن يكون حلا سريعا ولائقا بمۏتة كريمة لي!!
ألقت سخريته جانبا وقالت 
_ما رأيك أن نستأجر مچرما شرسا ونطالبه بقټلك
أراد منع ضحكته ولكنها انفلتت رغما عنه فضحك حتى أحمر وجهه الأبيض المشع بنور إيمانه وحينما لمح احتقان وجهها قال 
_آسف ولكن الأمر مضحك! 
وتنحنح وهو يستعيد كافة رزانته ورخامة صوته 
_حسنا فلتفعليها إذا إن كان الحل مناسبا من وجهة نظرك.
زمت شفتيها بحزن 
_ولماذا سأفعلها ألم تأتي معي للقاء المچرم
أسبل بأهدابه الطويلة پصدمة أخرى وردد 
_عذرا هل تريدي أن أقوم باختيار قاټلي بنفسي 
هزت رأسها بتأكيد فقال ضاحكا 
_لا أجده حلا منطقيا فحينما سيستمع لنا القاټل اقسم بالله سيقتلنا معا وحينها يا فتاة ستخسرين حياتك ألا يكفيك خسارة أخرتك!!
هزت رأسها باقتناع وعادت تشرد بالفكرة العظيمة التي بدأت تستحوذ على اعجابها فأتتها احدى العقبات تعكر صفوها ودفعتها للبوح بها قائلة 
_هذا القاټل سيلزمه مبلغا كبيرا من المال.
كبت ابتسامته وهو يهز رأسه بعنجهية 
_بالتأكيد لن يفعلها حبا بي أنا لست محظوظ 
لم تكن تسمعه من الأساس تفكر بخطتها بكل تركيز لتأتي له بحديث أحمق 
_إن ذهبت لطلب المال من عمي سيقتلني إن علم بأنني لم أقتلك بنفسي ولكن من أين سأحصل على المال
هز كتفيه وهو يحرك رأسه يسارا ويمينا مذعنا شفقته وقلة حيلته ولكنه بالحقيقة يود السقوط بنوبة ضحك تهون عنه كبت ما يعتريه بتلك اللحظة التي يجالس بها قتالته التي تطورت مهمته للتفكير في مستأجر يقوم بقټله وتفكر الإن بكيفية جمع المال
اعتدلت بجلستها بابتسامة واسعة دفعته ليردد بأمل 
_فتاة ذكية تريدين فعلها بنفسك توفيرا للمال أليس كذلك
تلاشت ابتسامتها وقالت بضيق 
_لأ.. ولكني وجدت ذلك الشخص النبيل الذي سيقرضني المال.
بدى له الأمل يلوح من بعيدا مهاجرا إياه وخاصة حينما قالت هي 
_أنت من ستفعل يا أيوب ستعطيني المال

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات