الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الخامس والعشرون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

حمل عمران باقة الزهور الفخمة وإنحنى على ساقا واحدة ويده تمتد أمام وجهها بابتسامة جذابة مشيرا بيده الاخرى لجمال الذي يحاول التفنن بزواية التصوير 
_صور حلو يا جيمس عايزين الحج يغير ويقيد ڼار 
ضحكت أشرقت والدة جمال بصوتها كله ورددت بخجل 
_إخص عليك يا عمران يا ابني ما خلاص راحت علينا.
شهق بطريقة أضحكت الجميع من حوله 

_فشر مين دي اللي راحت عليها ده أنا لو مكنتش مرتبط كنت فكرت أنزل مصر اقتل الحاج والواد جمال يشهد على العقد.
ضحكت حتى أحمر وجهها والتقطت منه باقة الزهور بنظرة ممتنة ومن ثم قالت 
_تصدق يا جمال أني بقالي مع أبوك ٤٢سنة وعمره ما دخل عليا بحزمة جرجير!!
اڼفجر يوسف ضاحكا وحذرها بتريث 
_أوعي يا حاجة الواد عمران ده وقح وعايز ېخرب عليكي يرضيكي تفارقي الحاج بعد ٤٥سنة جواز!!
لكزه عمران پغضب ليمنحه كلماته المعتادة 
_ريح إنت يا دكتور.
وعادت ابتسامته تتسع على وجهه واستكمل وصال مدحه 
_سيبك منه يا مزتي وقوليلي الست الوالدة كانت بتقرى الفنجان
تساءلت بذهول 
_لأ يا ابني مفيش عندنا البدع دي بس بتسأل ليه 
أجابها بغمزة ساحرة من رماديته 
_أصلها مختارلك إسم على مسمى شكلها كانت عارفة إن شمس جمالك هتشرق في قلبي وقلب الحج اللي قولتيلي إسمه أيه
اڼفجرت ضاحكة حتى أدمعت عينيها وبصعوبة حتى خرج صوتها 
_والله ما في بجمال روحك وكلامك يا ابني.
ولكزت جمال ببطنه پغضب 
_اتعلم منه كلمتين تلفيني بيهم أنا ومراتك يالا.
ضحك الشباب بأكملهم فصاح يوسف به 
_أنا بقول كفايا إن الحاجة بنفسها حطتلنا الأكل في الأوضة كفايا وجودها هنا يا جمال لإن الحقېر ده هيقلبها عليك وهيلبسك في ليلة كبيرة أوي.
رد عليه ساخطا 
_لبست ولا كان كان يا دكتور.
كشفت الحاجة أشرقت عن أصناف الطعام قائلة بمحبة 
_مدوا إيدكم قبل ما الأكل يبرد كل يا دكتور يوسف.. كل يا عمران.
منحها ابتسامة واسعة وعينيه تنتقل على أصناف الطعام الشهي فأشمر عن ساعديه هاتفا 
_أيه ده كله أنا شكلي كده هحتاج أحرق نص وزني بعد ما أنسف كل ده إنتي جيتي تعوضيني عن الاكل اللي فريدة هانم بټنتقم مني فيه.
ضحكت وهي تراقبه قد بدأ بتناول طعامه بالفعل وقالت 
_ومامتك سايبك لفريدة هانم دي ليه يا ضنايا ما تطبخلك هي أكل الطباخين مرع ومالوش طعم.
وزع عمران نظراته الضاحكة بين جمال ويوسف ثم اڼفجر ضاحكا وأخبرها بتريث 
_لا مهي فريدة هانم دي والدتي يا أمي بس لو عينك لمحتها هتقولي إن أنا اللي أبوها يعني شكلها يديكي احساس إنها في التلاتينات كده فلقيت نفسي بتكسف أقولها يا ماما.
وجذب يدها التي تضع أمامه احدى قطع اللحم ليطبع قبلة محبة على كف يدها قائلا 
_بس أنا بقى عند أم جميلة ونفسها حلو بالأكل وده أهم شيء.
ربتت على ظهره بسعادة عارمة فمازحها بخفة 
_اتبري من جمال المعفن ده واتبنيني عندك هنا اسبوعين.
لكزه بضيق 
_ما تتلم بقى يا عم الوقح نازل تهزيق فيا من ساعة ما دخلت.
احتلته نظرة ماكرة ففرك ذراعه وهو يرسم الألم 
_شوفتي يا أمي الغيرة والحقد فاطين من عينه ازاي.
منحت أشرقت ابنها نظرة قاټلة اتبعها قولا صارما 
_اختشي على دمك يا جمال بدل ما أشيل الأكل من قدامك!
تعالت ضحكات يوسف وانحنى يربت على كتف جمال الذي يكاد فمه يصل للأرض من فرط الصدمة فأغلق يوسف فك جمال بأصبعه وانحنى يهمس له 
_متعزمش عمران في أي مكان فيه حد يخصك لان بالكاريزما وكلامه الناعم بيغلب قلوب العذارى والسن المبكر والمتأخر عمران خطړ على صنف الحريم كله.
اتجهت نظرات جمال ليوسف وقهقه ضاحكا واتبعهما عمران الذي كاد ببصق الطعام من فرط ضحكاته فابتسمت أشرقت ورددت وهي تراقبهم بحب 
_ربنا يسعدكم ويديم جمعتكم دايما هطلع أنا أشوف البنات في الصالون. 
وتركتهم ورحلت بينما أشار عمران لهما 
_يوسف ناولني طاجن الكوارع دي بسرعة قبل ما يبرد.
دفعه يوسف تجاهه وبدى التقزز يحيط به فدفع عمران ليسأله بذهول 
_مالك قالب منخيرك كده ليه يا جدع أوعى تكون الطبقة الآرستقراطية الحقېرة دي طبعت عليك!! ولا نسيت أيام ما كنا بنقضيها في المعز والسيدة زينب!!
رد عليه بنفور استحثه بالحديث 
_معتش ليا بالكلام ده وبالأخص الطواجن.
رمش ساخرا ونهض عن مقعده يجذب طبقين من الأطباق الفارغة المجاورة تجاهه فوضع قطعة ضخمة وقربها منه أمرا بحدة
_كل يا يوسف رم عضمك ومتصعش عليا بالأتكيت المخادع ده.
دفع يوسف الطبق إليه مرة أخرى 
_يا عمران مش عايز أنا خاېف وزني يزيد يا عم.
حدجه بنظرة قاتمة اتبعها 
_تعدمني يالا لو مكلتوش عايزني أموت يا جو!
انقبض قلب يوسف وبدى مندهشا من تشديده على تناوله للطبق ظنه كان يمزح ولكن مجمل الكلمة أخذته حتى لو كان يشاكسه فجذب يوسف الطبق من أمامه وبدأ يتناول ما به فابتسم عمران بانتصار واتجهت عينيه لجمال الذي يراقبهما ببسمة جذابة كالأب الذي يتناول صغاره يتناولون طعام صنع لهم بحب.
وجده عمران لا يتناول شيئا فنهض ليضع قطعة بالطبق الأخر وقربها منه مرددا باستهزاء 
_جرى أيه إنت التاني عايز عزومة في بيتك انتوا جايبنا هنا نهزر ولا أيه يا جدعان أقوم ألم الأكل ده وأخلع!
شرع جمال بتناول طبقه وهي يتابعهما بفرح ومن بين اندماجهم بالطعام كسر عمران الصمت بينهما قائلا بوقاحة مازحة 
_شكل كده الحاجة أشرقت عاملة حسابها إننا عرسان جداد فخاصنا بأكل من اللي هو بصريح العبارة كده الكوارع دي وراها سر باتع.
ترك جمال الملعقة پصدمة مما يتفوه به بينما طعنه يوسف بنظرة ساخطة اتبعها نفوره 
_مش قولتلك الواد ده وقح يا جمال أقسم بالله عايز أقوم أجيبه من رقبته بس للأسف مش فاضي طاجن الكوارع طلع يستاهل هات حتة كمان يا وقح!
برق جمال پصدمة من انحلال يوسف خلف عمران بعدما كان يشكو منه منذ قليل فاستند بيده على جبينه وأخذ يراقبهما بنظرة المغلوب على أمره! 

انتهى من تجفيف جسده وارتدى إحدى البيجامات الرجالية المريحة ثم اتجه إليها يمرر يده بحنان على صدغها وصوته الثابت يناديها بحنان 
_فريدة... حبيبتي اصحي يلا.
رمشت بانزعاج وصل له من صوتها الناعس 
_سبني يا أحمد عايزة أنام.
ملس على شعرها برفق وكأنه يدلك فروتها وعاد لهمسه الدافئ 
_احنا لسه بالنهار وانتي لجئتي للنوم بدري قومي خلينيا نقعد مع بعض ونتغدى مش كنتي بتقولي انك جعانه!
فتحت عينيها الزرقاء بانزعاج منه واستقامت بجلستها بعصبية 
_في أيه يا أحمد ما تسبني أنام وأصحى براحتي.
ضحك وهو يتأمل وجهها العابس فجذب الطبق الموضوع على الكومود وقرب ملعقته منها بسرعة قبل أن ټنفجر به 
_خلاص كلي اللي في ايدي وهسيبك تكملي نوم مهو أنا مش هيجيلي قلب أسيبك نايمة من غير أكل.
ابتسمت لسماعها تلك الكلمات الحنونة فاكتفت بهزة رأسها وتناولت كل ما قدمته لها يده حتى فرغت من تناول الطبق فجذب الغطاء يداثرها بحب وقبلته العميقة تلثم جبينها هامسا 
_نامي وارتاحي يا حبيبتي أنا هنا جنبك.
ابتسامتها كانت ردا سريعا لكلمته وبالفعل سرعان ما عادت لنومها منذ جديد بينما الاخر يراقبها بابتسامة حنونة ويده تضمها لصدره. 

منحه نظرة ساخرة لتماديه بما يحمله من معلومات ظنها ستفيده فتنفس من غليونه ببرود اتبع نبرته 
_ما تحمله قديما يا فتى أتيت لي بإسم الشرطي وأنا أسبقك بعشرة خطوات تراه الآن يعاقب على كل

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات