رواية صرخات انثى الفصل الرابع والعشرون بقلم ايه محمد رفعت
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
مضى عهدا طويلا لم تخرج للتنزه برفقة أحدا أخر مرة كان يصطحبها والدها ويومها تعرضت للاختطاف واليوم تندمس كل تلك الذكريات السيئة وتجددها تلك الذكريات التي يتركها علي لها.
تراه منسجما بالحديث والشرح التفصيلي لشقيقتها وكلما ابتسم لها وهو يستمع لحوارها المشاكس يخفق قلبها هي وكأن تلك الابتسامة البشوشة لها هي تشعر بتلك اللحظة بامتنان كبيرا لوجوده فاليوم ولأول مرة ترى أختها سعيدة لتلك الدرجة وكأنها لمست ب علي الأب والأخ الحنون الذي تفتقدهم فبالرغم من امتلاكهم للاشقاء الا أنهم لم يبالوا بهن كل يجري لمسعاه الشخصي وكأنهم لم يمتلكن شقيقات أبدا لذا كانت فاطمة تشعر بكل تلك الاحاسيس التي ترافق زينب تجاه زوجها.
ابتسم بجاذبيته وانحنى ليستند على الطاولة مرددا بهدوء رزين
_في أي وقت تحبي تخرجي فيه أنا تحت أمرك يا زينب زيك زي شمس طلباتك كلها مجابه!
اتسعت ابتسامتها وأشارت لفاطمة بمرح
_هو في كده!! نوعية الرجالة دي انقرضت من أيام الحړب العالمية.
_علي ده مفيش أحن من قلبه اساليني أنا.
تنحنح بحرج من فعلة شقيقته بمكان عام هكذا وردد بخشونة يفتقد إليها لتخفي خجله
_شمس مش كنتي حابة تشتري فستان عشان عيد ميلاد صديقتك المحل قدامنا أهو روحي اختاريلك واحد ولما تخلصي ابعتيلي رسالة أجيلك.
_هطول شوية بس ولا يهمني.
وتركتهم ورحلت قاصدة محل الملابس الفخم الموازي للمطعم بينما خطفت زينب نظرة للمطعم من الداخل فوجدته يمتلئ بالطاولات والزبائن وأكثر ما لفت انتباهها تجمهر عدد ضخم من الناس أمام ثلاجات ضخمة تقدم المثلجات فنهضت تشير لفاطمة
_ثواني وراجعة يا فطيمة.
_رايحة فين يا زينب
مالت برأسها للداخل وهي تجيبها
_هجيب أيس كريم من ده وراجعة.
نهض علي عن مقعده مغلقا زر بذلته الآنيقة قائلا لها بابتسامة صغيرة
_خليك مع فطيمة وأنا هجبلك أحسن أيس كريم في انجلترا كلها.
أمسكت بذراعه تستوقفه وتقدمته قائلة
_لا أنا اللي عايزة أجيب عندي طلبات مخصصة.
_إنت ليه مش بتستغل الفرص شمس مش هنا ولا أنا حاول تكون ذكي وخبيث زي الشباب يا جوز أختي!
برق لبرهة بدهشة وانتهى به الحال بوقوعه ضاحكا ليحرر صوته العميق بصعوبة لها
_حاضر يا زينب هستغلها حاضر.
منحته ابتسامة واسعة وغمزت له بمشاكستها
_أيوه كده.. ارجعلها بقى وأنا هغطس بين الزحام ده.
وعادت تسأله باهتمام
_أجبلك
هز رأسه نافيا وهو يستعد لعودته للطاولة فما أن احتل مقعده حتى سألته فاطمة بفضول
_كانت بتقولك أيه
رفع رماديته إليها وهو يجاهد منع ضحكاته للخروج
_أستغل الفرص إنك معايا لوحدينا!
منحته نظرة بلهاء وانهمرت ضاحكة فتابعها ببسمة اتسعت لمشاركتها الضحك وقال بعدم تصديق
_زينب مختلفة عنك كتير يا فطيمة بحاول أستوعب إنكم أخوات بس مش جاية معايا.
حملت كوب العصير ترتشف بضعة قطرات ومن ثم قالت بخجل
_إنت كمان مختلف جدا عن عمران أخوك يعني محدش يقدر يخمن أنكم أخوات