الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الثالث والعشرون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

قوية ونفاذة بقدر يجعلها هادئة بقرب لم تحظى به من قبل.
لا تعلم إلى أي وقت ظلت هادئة حتى علي بالرغم من أن هناك جانب داخله مستيقظ خشية من أن تستعيد وعيها فتعود لنوبتها لذا بحاول البقاء على وعيه الكلي ليستعد لاي نوبة قد ټقتحم جسدهاوجانب أخر ينغمس بضمتها بحب يجعله يلعن ذاك النصف الواعي ويدعوه ليفقد عقله مثلما بعيش هو.
كادت أن تستجيب لتلك الغفوة التي تطالبها لنيلها الراحة ولكنها تذكرت حديثه بأمر شقيقتها الجالسة الآن بغرفتها تراجعت خطوتين للخلف على استحياء ومن ثم ركضت لتفتح الباب وتغلقه بوجهه كمن ترغب بصرف عفريت المشاعر التي استحضرتها فبقى محله مبتسما هامسا 
_قطعت نص الطريق لسه النص التاني وأقدر أقول بكل ثقة إنك اتعالجتي يا فطيمة! 

تفاجأت زينب بوجود شقيقتها فضيقت عينيها الفيروزية بدهشة 
_انتي لاش رجعتي لبيتك أ فطيمةماشي المفروض اليوم عرسك
إنتي رجعتي الاوضة ليه يا فاطمة مش المفروض النهاردة فرحك.
نزعت حجابها عنها واتجهت لتجلس على الفراش وهي تجيبها بخجل 
_العلاقة بيني و بين علي ماشي بحال داكشي اللي انتي فاهمة
زينب انا باقية كنتعالج من داكشي اللي طرا ليا
باقي الكوابيس كتلاحقنيانا عارفة بانه علي عمره ما غيضغط عليا و غيتعامل معايا بحذر
انا بغيت ناخد هاد الخطوة و نتقرب منه و لكن صدقيني ما قداشكاين حاجز بيني و بينه و ماقادراش نهرسه واخا ف شي اوقات كنحس بانه اقرب ليا من نفسي
انا كنحس معاه بحنان و احترام ما حسيتوش مع حتى شي واحد اخر.
العلاقة بيني أنا وعلي مش زي ما أنتي فاهمه زينب أنا لسه بتعالج من اللي حصلي لسه الكوابيس بتطاردني أنا عارفة إن علي عمره ما هيضغط عليا وبيتعامل معايا بحذر ونفسي أخد أنا الخطوة دي وأقرب منه بس صدقيني مش عارفة في حاجز بيني وبينه مش قادرة أكسره مع إني أوقات بحس إنه أقرب ليا من روحي أنا بشوف معاه حنية واحترام محستش بيهم مع أي حد
اتجهت لتجلس جوارها على الفراش تخبرها بابتسامة هادئة 
_انا كنت حزينة عليكي ا فطيمةو لكن لما مراد عاودلي على الدكتور علي و على زواجكم فرحتلك بزاف
و باين من الشوفات ديالو و اهتمامه بيك طول الحفلة بانه كيبغيك
أنا كنت حزينة أوي عليكي يا فاطمة بس لما مراد حكالي عن الدكتور علي وعن جوازكم فرحتلك أوي وباين من نظراته واهتمامه بيكي طول الحفلة إنه بيحبك.
ابتسمت تلقائيا وقالت 
_علي فعلا رجل عظيمهو الراجل الوحيد اللي ما كنحسش بالخۏف و انا معاه خصوصا من بعد داكشي اللي اتعرضت ليه
علي فعلا شخص عظيم الراجل الوحيد اللي مبحسش بالخۏف وأنا معاه وخصوصا بعد اللي اتعرضتله!
وعاد الحزن يرتسم على معالمها حتى أدمى الدمع عينيها فقالت 
_كنت كنتمنى بابا و ماما يكونوا موجودين معايا في نهار بحال هدا
انا اتحطمت لما وصلني خبر المۏت د ماما و دابا زدت اتقهرت فاش عرفت بالمۏت د بابا.
كان نفسي بابا وماما يكونوا موجودين معايا في يوم زي ده أنا انكسرت لما وصلني خبر ۏفاة أمي ودلوقتي زادت كسرتي لما عرفت پوفاة بابا.
وتابعت بابتسامة زارتها ويدها تشدد على يد شقيقتها 
_وجودك معايا ازينبغيخليني نتخطى اي حاجة خايبة عشتها و اتعرضت ليها.
وجودك معايا هنا يا زينب هيخليني أتخطى أي ۏجع عشته!
وأزحت دموعها وراحت تتساءل بلهفة 
_المهم انا بغيتك تعاوديلي عليك
عنداكي تكوني تخليتي على الحلم ديالك و خرجتي من القراية.
المهم أنا عايزاكي تحكيلي عنك أوعي تكوني اتخليتي عن حلمك وطلعتي من التعليم!!
أجابتها سريعا حتى لا تخيب أمالها 
_هادي هي الحاجة الوحيدة اللي كانت كتنوسني و كتخرجني من همومي أ فطيمةكنت كنقرا بالليل و النهار حتى دخلت للطبانا دا في السنة التانية
مراد نقل ليا وراقيا للجامعة هنا بالنجليز
هاد الانسان محترم و شهم و ولد الناسما تخلاش عليا كاع من بعد المۏت د باباباركا انه كان كيستحمل المكالمات ديالي و السؤال ديالي عليك ديماو اخر حاجة وعدني يلاقيني بيك و وفى بوعده.
دي الحاجة الوحيدة اللي كانت بتسليني وبتخرجني من همومي يا فاطمة كنت بذاكر ليل نهار لحد ما الحمد لله دخلت طب أنا في سنة تانية مراد نقلي أوراقي لجامعة هنا بانجلترا الانسان ده محترم وشهم وابن اصول متخلاش عني بعد ۏفاة بابا أبدا كفايا انه كان متحمل مكالماتي وسؤالي عنك بشكل دائم وأخر شيء وعدني إنه هيجمعني بيك وفعلا صدق بوعده!
وأضافت بحماس أضاء وجهها 
_انا بسبابه وليت كنبغي البوليس و المخابرات و كنطلب من الله يجيبلي شي عريس بحاله ف شهامته و شكله و عضلاته و آآ.....
أنا بسببه بقيت بحب الظباط والمخابرات وبتمنى ربنا يبعتلي عريس بشهامته وشكله وعضلاته وآآ....
قاطعتها فاطمة پغضب مصطنع 
_زينب!!
تجاهلتها واستطردت ببسمة مازحة 
_واش انتي متأكدة انو متزوج أ فطيمة 
هو انتي متأكدة إنه متجوز يا فاطمة
ضحكت بصوتها الرقيق وحطمت سقف أمنياتها 
_متزوج و عندو جوج بنيات كيحمقو و هادشي اللي كتقوليه حرامهبطي لأرض الواقع و لا غتبوري أدكتورة
متجوز وعنده بنتين زي السكر وحرام اللي بتقوليه ده إنزلي لسقف الواقع عشان كده هتعنسي يا دكتورة!
لوت شفتيها بسخط ورددت باستنكار 
_و لاش غنبور هانتي زهرك طلع زوين و طيحك ف الدكتور علي
دكتور زوين و غزال و زاز و مربي و من الهاي كلاس و كيبغيك من الفوق
و حتى انا اكيد ربي سبحانه و تعالى غيجازيني لاني اختك و صبرت معاك ف المحڼة ديالك كاينة و لا لا!
هعنس ليه ما أنتي حظك كان جميل ووقعك في دكتور علي دكتور وسيم وشيك وذوق جدا ومن الطبقة المخملية الراقية وفوق كل ده بيحبك يعني أنا أكيد ربنا سبحانه وتعالى هيكافئني عشان أنا أختك وصبرت معاكي في محنتك بردو ولا أيه
تمادت بالضحك حتى احمر وجهها وهتفت بصعوبة وهي تحاول إلتقاط أنفاسها 
_انتي كااارتة أزينب! انتي کاړثة يا زينب!

تمادى الليل بفرض سيطرته وفجأة انقشع ظلامه مع سطوع شمس اليوم التالي حيث استعد الجوكر ليغادر لطائرته الخاصة فوجد علي بانتظاره وعلى وجهه ابتسامة مشرقة 
_خلاص هتفارقنا يا باشا
منحه الجوكر ابتسامة هادئة تزيد من جاذبيته 
_مضطر والله يا دكتور علي إنت عارف إن شغلي صعب أتحرر منه ولو ليوم واحد ده غير إن رحيم زيدان مستحيل يقبل إني أبعد عن القصر وسمحلي بده عشان وعدي لفاطيما.
وتابع وهو يربت على كتفه بملامحه الجادة 
_إنت معاك رقمي الخاص وقت ما تحتاج أي حاجة إنت أو فاطيما كلمني على طول.
احتضنه علي باحترام ينجح هيبته بطرحه على مسمع الجميع فهمس له الأخر 
_خلي بالك من فاطيما البنت دي اتعرضت لعذاب چحيمي وتستحق تعيش بسلام بعد الرحلة الصعبة اللي خضتها معايا ضد ناس اتعرت قلوبهم من الرحمة ومبقوش شايفين الست غير وسيلة للمتعة. 
وابتعد وهو يستطرد ببسمة هادئة تمنح الراحة للأخر 
_حلال فيهم قنبلة رحيم زيدان.. فتت أشلائهم.
ارتسم الحزن بمعالمه ومع ذلك رسم ابتسامة متفهمة 
_متقلقش يا مراد فاطمة بعنيا أوعدك إني هحافظ عليها أكتر من نفسي.
ربت على كتفه بصلابة وكاد بالصعود للسيارة التي ينتظره سائقها ليتحرك به ولكنه عاد يخبر الاخير بغمزة أضافت جمال لعينيه الزرقاء 
_بالنسبة للي شاغل بالك

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات