الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الثالث والعشرون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

المرآة تجمع خصلاتها فابتسمت حينما تذكرت رابطة عنقه فأسرعت للفراش الغير منظم تبحث عنها وما أن رأتها حتى قربتها لأنفها تجدد أنفاسها برائحته العالقة بها وعلى الفور لفتها حول شعرها ومن ثم جذبت الحجاب مجددا لترتديه.
تسمرت يدها بالهواء ومازال الحجاب يحيط بها فور رؤيته يطل عليه من الخزانة ببنطاله الجينز الأزرق وقميصه الرمادي كانت طالته جديدة عليها ولكنه كعادته يحرص على آناقته تابعته بإعجاب شديد وهو ينحني ليرتدي حذائه الرمادي اللامع ومن ثم نهض يسألها وعينيه على يده التي تعقد رابطة الحذاء 
_خلصتي يا حبيبتي
لم يستمع لردها مع أنه سبق ولمحها تقف أمام المرآة فرفع رماديته لها هاتفا باستغراب 
_مايا!
تفاجئ بها شاردة به فابتسم ودنى ليحيطها بيديه هامسا بتسلية 
_عحبك الاستايل ده عليا
اشتعلت خجلا من ملاحظته لشرودها به فادعت استكمالها لحجابها قائلة بعدم فهم 
_استايل أيه
مال برأسه لها ومازالت عينيه تواجه انعكاسها بالمرآة 
_متحاوليش تدعي البراءة قدام عيوني الخبيرة يا مايا.
ومال يهمس وغمزة عينيه 
_إنتي كمان زي القمر بالفستان ده.
دفعته للخلف بضيق 
_ممكن تبعد عايزة أخلص لبس.
ضحك بتسلية وكاد بأن يضايقها مجددا فوجدها تهمس له بضيق 
_عمران من فضلك.
احترم رغبتها ورفع يديه باستسلام ومن ثم ابتعد للحائط المجاور لمرآتها يتابعها ببسمة هادئة ويديه مربعة أمام صدره يتابع فوضوية الاغراض المتعلقة بها وهي تجتمع جوار أغراضه المرصوصة بعناية على السراحة بعضا من أحجبتها ملاقاة عليها وعلبة من الدبابيس وغيرها من المرطبات وبعض أدوات التجميل البسيطة وهناك على الفراش عدة فساتين ملقاة وكأنها كانت تجرب أكثر من فستان لتستقر على ذاك اللون الړصاصي الهادئ والآن تحتار باختيار الحجاب المناسبحتى ركنه الخاص بالصلاة تحمل سجادتها بعدما أدت فريضتها بالصباح.
راق له مظهر الغرفة التي نبضت بوجود حياة زوجية مشتركة بعد جفاء ما قضاه انحنى تجاهها بدرجة أربكتها فوجدته يجذب حجابا من المجموعة المطروحة أمامهما وأشار لها ببسمة مهلكة 
_ده هيكون جميل وهيليق على ال dress.. وفتح أحد الإدراج ثم جذب لها مجموعة من الزينة قائلا 
_ ال اكسسوارات دي هتنطق الفستان كمان.
تفحصت ما بيده بدهشة وخاصة حينما تلقفت منه ما يقدمه وما أن انتهت من ارتدائهم حتى تطلعت لذاتها ببلاهة كيف استطاع أن يساعدها بتلك البساطة بينما قضت نصف ساعة تحاول أن تختار وللعجب أصاب اختيارته لنطق طالتها بشكل صاډم فقالت ببسمة رقيقة 
_هتساعدني على طول بتنسيق اللبس
مال إليها ويده تندفع لجيب بنطاله 
_عمران سالم في خدمتك كل ما تحتاجيله مولاتي الأميرة!
تعالت ضحكاتها بشكل أضحكه هو الأخر وقطع ضحكته حينما قرص أرنبة أنفه بتوتر يعهده لأول مرة لا يعلم ماذا أصابه بلوعة عشقها فسألها 
_مايا إنت فعلا كويسة لو حاسة بتعب خليكي وأنا هعتذر منهم.
تبددت معالمها فألقت بالكحل الذي كانت تضع به القليل بعينيها ليصطدم بالسراحة من فرط انفعالاها 
_ما قولتلك إني كويسة ليه مصمم تكسفني الله!!
وجذبت حقيبتها واتجهت للباب تصبح بعصبية تخفي بها موقفهما المحرج 
_افتح الباب عشان منتأخرش على الناس.
وحملت هاتفها الذي يصيح برنته الأولى من حقيبتها هاتفة بحنق 
_صبا بتتصل أهو عجبك كده
منع ابتسامته من الظهور وجذب مفتاح الغرفة يفتحه وهو يشير لها بحب 
_اتفضلي يا مايا هانم.
منحته ابتسامة خاطفة قبل أن تمر فلحق بها للأسفل ليغادروا معا لمنزل جمال حيث يتجمع يوسف وزوجته وجمال وصبا بانتظارهما.

مر الوقت بها ومازالت حببسة غرفتها منذ الأمس حتى النوم جفاها وعدم رغبتها بتناول الطعام تركت جوفها انتهت فريدة من ارتداء فستان من اللون الوردي وصففت شعرها بعناية ثم هبطت للأسفل تشير للخادم 
_أعد الغدا وبلغهم.
أجابها الخادم سريعا 
_عفوا سيدتي السيد علي وزوجته وشقيقتها وشمس هانم خرجوا منذ الصباح ومنذ قليل خرج السيد عمران برفقة زوجته أما السيد أحمد فرفض تناول الطعام وكذلك الغداء.
تألم قلبها للغاية لسماع ذلك فقالت وهي تتدعي صلابتها 
_أين هو 
أشار بعينيه 
_بغرفته بالأعلى.
أجلت صوتها بعد مدة صمتها المرتبك 
_أحضر طباقين من الطعام وأنا سأحمله للأعلى.
هز الخادم رأسه وغادر عنها وبعد دقائق عاد يحمل ما تريد على صينية مستديرة فخمة فأشارت له بتتابعها للاعلى حتى وصل لغرفته فحملتها عنه وقالت بثبات صارم 
_غادر إنت.
انصرف للأسفل بينما بقيت هي أمام الغرفة تحاول فتح بابها بارتباك جعلها تنتظر لخمسة عشر دقيقة تجاهد لاستعادة اتزانها الكلي فنظفت وجهها من بقايا دموعها المنفلتة وطرقت بخفة على الباب ثم فتحت المقبض وولجت بما تحمله فوجدته يجلس على المقعد الخارجي للشرفة اتجهت إليه وهي تردد پغضب 
_ممكن أفهم أيه لعب العيال ده يا أحمد ليه مأكلتش من الصبح!
منحها نظرة ساخطة قبل أن يميل برأسه للجانب الأخر وكأن لا وجود لها فوضعت الصينية على الطاولة قبالته وقالت وهي تدعي الصلابة 
_على فكرة ده مش حل!
كان جامدا وكأنه عاكفا عن حديث البشر فحاولت استمالة حنانه المعتاد منه 
_أنا كمان مأكلتش حاجة فجبت طبقي عشان أكل معاك هتسبني جعانة يا أحمد
صمته طال ومحاولتها جميعا تبوق بالفشل انحنت فريدة بحذائها الانيق مستندة على حافة مقعده ولمست يده مرددة بخفوت 
_أحمد أنا بكلمك!
أبعد يدها عن يده ونهض عن المقعد ليترك لها الشرفة بأكملها واتجه للغرفة انهمرت دمعتها دون توقف ومع ذلك استمدت قوتها وأزاحتهما ومن ثم لحقت به للداخل فوجدته يلف جسده بغطاء الفراش مداعيا النوم لحقت به وجلست جواره قائلة بحزن 
_مش عايز تتكلم معايا للدرجادي يا أحمد!
طعن قلبها حينما تخر محاولتها محاولة تلو الاخرى أمامها وكأنها لم تعد تملك سلطانا عليه رفعت فريدة ساقيها وأزاحت عنها الحذاء ثم وقفت على الفراش واتجهت للجانب الذي يوليها به ظهره فتمددت جواره حتى بات وجهه مقابل لها ويدها تمتد لتحيط وجهه هامسة بتوسل 
_سكوتك هيموتني أتكلم عشان خاطري.
مرر رماديته على كف يدها الناعم المحاط لوجهه وردد ساخرا 
_مش خاېفة من شعور الخېانة العظيم اللي هيوجهك وأنتي هنا!
ارتجفت يدها على خده وسحبتها وهي تنهض من جواره كلدغة عقرب سام طالتها حديثه الساخر جعلها تصرخ بانفعال 
_إنت بتسخر مني وكل ده ليه عشان رفضتك!!
آه من قلبه الذي ينال طعڼة جراء الاخرى والطعڼة القاضية إنها من تتسبب له أبعد الغطاء عن جسده ونهض يتجه إليها ببركان غضبه الثائر 
_إنتي جاية هنا ليه اطلعي برة ومتدخليش أي مكان أكون فيه تاني.
عبست بعينيها بدهشة لحقت نبرتها الهامسة 
_أنا مراتك!!
ضحك مستهزءا 
_بجد فكرتك مرات أخويا!!
انهمرت دمعاتها أمامه وجلست على طرف فراشه تبكي بحړقة 
_كفايا يا أحمد حرام عليك كفايا أنا موجوعة ومش متحملة ۏجع منك إنت كمان.
حن لها وقد نجحت بغزو قلبه ببكائها فانحنى يلتقط راسخها ليجبرها على النهوض والخضوع لحضنه الدافئ ويده تمسد على شعرها القصير بينما صوته الرجولي ينبعث بنبرة هادئة 
_هشش.. خلاص اهدي يا فريدة مش هعصبك تاني.
رفعت عينيها الباكية له وقالت 
_أنا بحبك وأنت عارف ده كويس بس أنا مش قادرة يا أحمد إنت متعرفش أنا عشت طول السنين دي ازاي إنت متعرفش حاجة.
منحها نظرة متعبة من كلماتها الغامضة فسحبت نفسا مطولا وقالت پألم 
_ لما اتجوزت سالم كانت نظراته ليا غريبة حتى كلامه كان دايما بيرمي كلام غريب عن زوجة صاحبه اللي خانت جوزها مع اخوه كنت بحس أنه يقصدني بكلامه وده كان قاتلني أنا مكنتش بشوفك خالص يا أحمد عشان أخونه

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات