رواية صرخات انثى الفصل الثالث والعشرون بقلم ايه محمد رفعت
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
كان يظنها تتألم لخيانته السابقة لها وها هي ټصفعه بطعڼة عڈاب ضميره حينما واجهته بما تخفيه تصلب جسد عمران أمامها حبيبته القوية التي سبق وحذرته سابقا من الحلف بالقرآن الكريم وخاطبته بالا يحلف سوى بالله عز وجل تلجئ لنفس طريقه من قلة حيلتها!
نظرات عينيها المنكسرة استجابتها السابقة لقربه واعتراضها مجددا ومن ثم تخبره بما تخشاه جعله يكره ذاته التي كانت السبب بجلد زوجته الحبيبة بدد عمران تلك الغصة الطاعنة لحلقه المرير ودنى منها يلتقط المصحف الشريف بين يده ويده الاخرى تتمسك بيدها المرتعشة.
أبعد وجهها عنه ورفعه إليه ليقول بۏجع
_بصي في عنيا يا مايا وقوليلي شايفة فيه مكان لحد غيرك! أنا آسف إني السبب في الحالة اللي إنتي فيها دي أنا اللي خليتك تعيشي معايا وإنتي قلقانه من اللي جاي.
وتابع وهو يضم وجهها بيديه بحنان بالغ مستكملا
_ أنت نقية يا مايا وأنا اللي هدنسك بالمعاصي اللي ارتكبتها أنا عارف إنك بتحاربي نفسك عشان تكوني معايا وده كافي بالنسبالي.
_عمران زير النساء ومدمن الخمر اټقتل في اليوم اللي كان ماشي فيه على الطريق وشايف بعينه المۏت بيقربله وهو كله معاصي شريط حياته مر عليه وملقاش حاجة فيه تشفعله قدام ربنا لو روحه فارقته..
واستند بجبينه على جبينها مغلقا لحدقتيه ليسمح بتلك الدموع بالانهمار على خديه
_إنت على وضوء
أخفضت وجهها عن وجهه بخجل واكتفت بإشارة خاڤتة له فتحرك ليكون خلفها يحاوط شعرها الطويل بيده وعينيه تبحث على سراحته القريبة منه بحيرة انطلقت بهمسه الخاڤت
واسترسل بخبث وهو ينحني لفراشه جاذبها خلفه من شعرها برفق خشية من أن يضيع مجهود جمع خصيلاتها بخصلة كبيرة
_خلاص مش هيكون لينا مكانين بعد النهاردة الصبح هننقل كل حاجتك هنا.
انحنت خلف انحناء جسده فحاولت الاستدارة لترى ماذا يفعل هذا فوجدته يجذب جرفاته وينتصب بوقفته ليحيط بها شعرها كأنها رابطة شعر قائلا بسخرية
_مع إني دافع فيها نص ثروتي تقريبا بس مش خسارة فيك .
وفور أن لف خصلاتها برابطة عنقه حتى رفع الحجاب المتدلي حول رقبتها ليطرحه على رأسها بإحكام والابتسامة المحبة لا تفارق شفتيه.
أتجه أمام عينيها لزوايته المفضلة التي خصصها لعبادته فيترك بها حاملة مصحفه وسجادته وبعض أعواد المسک فتح خزانته يجذب سجادة لها ففردها خلف سجادته واستدار يتفحصها فقال بحنان حينما وجدها مازالت تقف محلها
_قربي.
إنصاعت إليه وكبتت صوت طرقات قلبها الصاخب واقتربت تقف خلفه ليكون أمامها ارتجف جسدها بقشعرة لذيذة فور سماع صوته بقراءة القرآن وكأنه لا يمتلك الصوت البارع بالغناء فقط تصطدم الآن بجماله الأكثر من السابق بالقرآن لدرجة جعلتها لا تود أن ينتهي كل ما تفعله تغلق عينيها وتتابع كل كلمة يرددها بخشوع.
انتهت صلاتهما واستدار لها عمران ومازال جالسا على ساقيه المنحية أسفله فوجدها تبتسم له وتخبره بحماس
_صوتك جميل أوي في القرآن يا عمران.
تمعن بها بصمت جعلها ترتبك إلى أن قطع صمته بصوته الجذاب
_صوتي بس
سحبت عينيها عنه بخجل قاټل فزحف للخلف حتى بات قبالتها يرفع وجهها تقابل وجهه لتستمع لهمسه الصريح
_صوتي وقلبي وكل ما أملكه ملكك يا مايا.
استقام بوقفته يجذبها لتنهض عن الأرض حتى استسلمت له أخيرا وباتت زوجة له أمام الله عز وجل وقد كان أول لقائهما يشهد عليه صلاتهما ووعده القاطع لها!
وأخيرا انتهى علي من توديع ضيوفه من الأطباء وتمكن من الصعود لغرفته بعد ذلك اليوم المتعب فما أن ولج للداخل حتى تفاجئ بها داخل غرفته تنتظره جالسة على الأريكة وقد بدى على وجهها أنها خاضت بذلك الوقت مئات من الحروب بين بقائها ومغادرتها.
ابتلع ريقه على مهل وقال ببسمة هادئة
_فطيمة بتعملي أيه هنا
نهضت عن الأريكة تفرك أصابعها بقوة كادت بتمزيقهم وخرجت حروفها مبعثرة
_أنا آآ... آآ... يعني النهاردة آآ... وميصحش يعني آآ...
منع الابتسامة من الظهور على ملامحه فاقترب منها بعدما ترك هاتفه ومفاتيحه على الطاولة وما أن اقترب منها حتى قال بحنان
_في حد عاقل يسيب أخته اللي مشفهاش كل المدة دي ويجي لدكتور ممل ومعتوه زيي!
توترت بوقفتها بارتباك وخاصة بأنها تحاول فهم ما يريد فأتاها صوته الحنون يأمرها
_بصيلي يا فطيمة.
رفعت عينيها الخجولة له فوجدته يبتسم بحب
_مساحتك الخاصة اللي ادتهالك مستحيل هكسرها في يوم من الأيام الا لما أحس إنك بقيتي كويسة وقادرة تتقبلي وجودي جنبك الاتفاق اللي بينا مش هيتغير أبدا.
واسترسل بايضاح لم يبخس به عليها
_فطيمة أنا أكتر حد مش هتقدري تخدعيه بأنك بخير مش لاني دكتورك المعالج لإني بقيت حفظك أكتر ما أنا حافظ نفسي ك علي.
وتابع بنفس الابتسامة الجذابة
_انسي أي حاجة ومتفكريش غير في اللي يسعدك إنتي وبس وهتلاقيني بساندك قلبا وقالبا في أي شيء هيخليكي مبسوطة وسعيدة.. زي زينب مثلا أنا رفضت إن مراد يخدها الشقة اللي اشترهالها هنا وصممت إنها تكون جنبك باستمرار يا فطيمة.
تلألأت عينيها بفرحة وراحت تتساءل
_بجد... بجد يا علي
منحها ابتسامة هادئة وهز رأسه تجاه باب غرفتها
_ادخلي شوفي بنفسك.
اتسعت ابتسامتها بفرحة وحملت طرف قفطانها الطويل لتستعد للهرولة تجاه غرفتها فما أن وقفت أمام الباب الداخلي الفاصل بين الغرفتين حتى وقفت تحتار بما يعتليها بتلك اللحظة فالټفت رأسها إليه تتطلع له بتوتر جعله متيبس محله باستغراب ودهشة مما يقلقها لهذا الحد وفجأة اصابه وابل من الصدمة جعله يرمش بعدم استيعاب ورأسه تتحرك لتلك التي تضمه بقوة!
تهللت أساريره وقرعت طبوله ليتراقص قلبه استجابة لذلك اللحن فأحاطها بقوة وهو يهمس دون تصديق
_أخيرا يا فطيمة!
وتابع وهو يغلق عينيه باستسلام
_مش عايز حاجة تانية
أرادت الابتعاد عنه ولكنها وللعجب بقت خاضعة لذراعيه التي تحيطها ضمته كانت غريبة لا تشبه ضمة والدتها الراحلة ولا ضمة شقيقتها تلك الضمة جعلتها تختبر تلاعب أوتار قلبها بشكل أرهق أنفاسها الصاعدة ما بين حمرة الخجل بقربه وبقائها ولتلك الرائحة المميزة التي تعتادها بوجوده بأي مكان ولكنها الآن