رواية صرخات انثى الفصل التاسع عشر بقلم ايه محمد رفعت
في أوضتك من الصبح ومنزلتيش مع مايا وفطيمة
هوت دمعاتها على وجنتها ورددت بهمس ضعيف
_خليك معايا يا علي..
تمزق قلبه لرؤية طفلته الصغيرة تبكي تمسكت بقميصه من الخلف وبكت بصوت مسموع
_أنا مفتقدة بابا أوي وبشم ريحته فيك
أدمعت عينيه حينما استمع لما تقول فانحني يطبع قبلة على جبينها وقال بشك لا ينحاز عن عقله الذكي
هزت رأسها وقالت
_عمران قالي ڠصب عني يا علي مهما كنت بحب أنكل أحمد بس الموضوع مش سهل صدقني.
مسد على ظهرها بحنان وهمس لها
_فاهمك وفاهم مشاعرك يا حبيبتي بس صدقيني اما تهدي كده هتلاقي إن أنكل أحمد هو المناسب والأحق إنه يكون مكان بابا الله يرحمه متنسيش يا شمس إنك بكره هتتجوز وهتسيبي البيت وتروحي تعيشي في بيت زوجك وأنا وعمران كل واحد فينا هيكون له حياته المستقلة بالنهاية يا شمس ماما هتكون لوحدها إنت حابة تشوفيها عايشة بالوحدة دي
_ميرضنيش ومستحيل هعارض الجوازة دي أوعدك إني مش هبين شيء ليها.
رفع ذقنها إليه مانحها ابتسامة جذابة
_كده أقول عليكي كبرتي وعقلتي.
منحته ابتسامة رقيقة ثم قالت بخجل
_علي.. ممكن تخليك معايا النهاردة.
حمل جسدها إليه مثلما كان يفعل حينما كانت تتسلل لغرفته ريثما يطاردها كابوسا مزعجا أو ترى فيلما من صيحات الړعب القاټل استحوذ الأمان عليها وخاصة حينما همس إليها
ابتسمت وهي تغفو بين ذراعيه بانهاك يتبع تؤرم عينيها وفكرها المرهف مسد بيده على خصلات شعرها بحنان وظل يردد الآيات القرآنية يرقيها بها حتى لحق بها هو الأخر وسقط بنوم ثقيل.
ودع عمران أصدقائه بحبور وعاد للداخل يبحث عنها ليشكرها بامتنان على ما فعلته لأجله وجدها تعاون الخادم بحمل الأطباق ووضعها بغسالة الأطباق وحينما استدارت وجدته يدنو منها ويشير على الباب
_عايزك.
أبعدت مريال المطبخ عنها وقالت بتعب
_حاضر بس أطلع أخد شاور وأغير هدومي الأول لحسن مش قادرة.
هز رأسه بتفهم وقال وهو يرفع يده لها بتسلية
أسندت يده للمصعد ومن ثم ولجت لغرفتها فوجدته يجلس على الفراش ويراقبها باهتمام تحركت بارتباك لخزانتها تجذب بيجامة من الستان وتتجه لحمام الغرفة وقبل أن تغلق بابه قالت بحرج
_تحب أوديك أوضتك لحد ما أخلص وأجي نتكلم.
جذب هاتفه يدعي انشغاله به قائلا
_لا أنا مرتاح خلصي وأنا هنا.
تمرد لسانها عن ثقله ورددت بعدم تصديق
_بتبص عليا من عقب الباب يا عمران!!!
جحظت عينيه صدمة لاتهامها هذا فقال بضجر
_ليه شايفاني مراهق عشان أعملها!!
قذفت وابل اتهام جديد
_أمال موطي كده ليه
رفع ما يمسكه بيده قائلا ومازالت صډمته جلية على ملامحه
_الشاحن وقع مني موبيلي فصل وكنت بوصله بشاحن موبيلك!
وحدجها بنظرة غاضبة قبل أن يخبرها
_وبعدين يا حبيبتي مش أنا اللي أبص على مراتي من فتحة الباب أنا زي ما قولتي عليا وقح والوقح بيعمل اللي على مزاجه في وش اللي قدامه ومبيهموش حد!
ارتخت معالمها واستكملت طريقها للسراحة تجفف خصلات شعرها وتمشطه ببراعة متسائلة لمن يراقبها
_كنت عايز أيه
دنى منها وهو يمرر يده على الحائط حتى أصبح قبالتها فمد يده إليها والاخرى توزع نظراتها بين عينيه وبين يده الممدودة بعدم فهم فرفعت كفها إليه فوجدته يخرج من جيب سترته خاتم من الألماس يبرق من شدة لمعته وضعه بين إصبعها وانحنى يلثم كفيها برقة جعلتها تغلق عينيها تأثرا به وخاصة بكلماته التي تحررت على شفتيه
_شكرا على كل حاجة عملتيها النهاردة الأكل كان طعمه جميل أوي شرفتيني قدام الكل النهاردة.
نهضت عن المقعد وقالت ببسمة رقيقة
_أنا معملتش حاجة مهمة تستاهل إنك تجبلي خاتم غالي زي ده يا عمران ده واجبي!
تابع عينيها بحب وأجابها
_مش فرض ولا واجب عليكي يا مايا وحتى لو كان كده ففرض عليا أكافئك بعد اللي عملتيه.. وبصراحة كده أنا جاي عشان أبلغك حاجة تانية.
سألته بلهفة
_حاجة أيه
تمعن بها بهيام وقال وهو يشير برأسه
_قربي علشان محدش يسمع اللي هقوله.
انكمشت تعابيراتها پغضب ورددت من بين اصطكاك اسنانها حينما تسرب لها خبث نواياه
_عمران!
اتسعت ابتسامته التي زادت من وسامته الطاعنة لها وقال ينفي شكوكها
_هبلغك باللي جيت أقوله وهخرج على طول.
انصاعت له واقتربت بارتباك ثم قدمت له أذنها فانحنى تجاهها لفحته رائحة شعرها المبتل فأنعشته وجعلته يغلق عينيه بقوة تحمل تلك المذبحة الطاعنة لرغباته ومشاعره.
ارتبكت من قربه فهمست پخوف
_عمران إنت وعدتني!
ابتسم وهو يطول بصمته الماكر فعادت تناديه مجددا
_عمران!
أطبق بجفونه معتصرا حدقتيه وانحنى لأذنها يخبرها
_بطلي تناديني باسمي صدقيني بتصعبي البعد عليا!
كادت بالفرار من أمامه فجذبها إليه بقوة جعلتها تصطدم بصدره العضد مما ألمها فجعله يتراجع للخلف قليلا وهو يعود لتطلعه لها قائلا
_اسمعي اللي جاي أبلغك بيه علشان خلاص نفذ صبر أيوب اللي أنا عايش بيه يوم فرح علي وفطيمة جهزي نفسك هنبدأ حياتنا مع بعض.
جحظت عينيها صدمة ورددت بعدم استيعاب
_بتقول أيه
ضحك وهو يخبرها بغمزة تسلية
_ده اللي هيحصل يا حبيبتي لو مش عايزاني أنحرف بجد وأبص عليكي من فتحة الباب زي ما تخيلتي..
وتركها مندهشة محلها وغادر يردد ببسمة انتصار
_تصبحي على خير يا.. يا بيبي!
كادت بأن ټنفجر من فرط كبتها لغيظها فما أن رأته يفتح بابها ليغادر حتى أسرعت خلفه تصرخ پغضب
_مش هيحصل يا عمران.. استنى هنا رايح فين
أغلق الباب واستدار لها ببسمة واسعة
_بنت حلال والله وحاسة بيا إنت أساسا مغرية بشكلك ده.
واقترب منها يشير
_يلا بينا يا بيبي.
حاولت استيعاب مضمون حديثه بالطبع ورائه كل ما هو وقح وجريء لذا قالت من بين اصطكاك اسنانها
_اطلع بره يا وقح.
ابتسم ومرر وجهه بشكل مستلذ
_يا سلام بقيت بتكيف من الكلمة دي لما بتقوليها شوفتي تقصير كلمة بحبك يا عمران دي أقوى منها بمراحل!
عبثت بشكل مذري واتجهت لفراشها تحتضن رأسها وهي ترتل بحزن
_يا ربي أعمل معاه ده أيه أجيله كده يجبني كده آه منه ابن الغرباوي هيطلعني منها بدري!!
راقبها ببسمة هادئة وتساءل بسخرية
_هطلعك من أيه
_من الدنيا هتكون هتطلعني من أيه يعني!
_لا يا بيبي مصدر الكلمة غلط
_اطلع يا عمران.
_ما تطلعي انتي!
تساءلت باستغراب
_اطلع منين دي أوضتي!!
أجابها بغمزة وقحة وادعاء بالبراءة زائف
فكي كده واستقبلي اللي جاي بفرحة يا آآ... يا عروسة ما إنت هتكوني عروسة بردو ولا أيه
نفذ صبرها وكل محاولة بالتمسك بعقلها فاطاحت به تدفعه للخارج بكل قوتها وهي تصرخ بها
_بره بقى بدل ما ألم عليك خلق الله عشان إنت وقح وتستاهل الڤضيحة.
تعالت ضحكاته الرجولية وهو يجدها تتحلى بقوة غريبة كانت قادرة على دفع جسده القوي لخارج غرفتها وأغلقت بابها پعنف بوجهه استند على الباب وردد ضاحكا
_ماشي يا