رواية صرخات انثى الفصل التاسع عشر بقلم ايه محمد رفعت
مايا خليك عارفة بس إن ابن الغرباوي نفسه طويل!
واستدار خلفه يتفحص الرواق من حوله فابتهج حينما وجد الجميع بغرفهم فاتشح ببسمة خبيثة وابدل مساره لصالة الرياضة بدلا من غرفته.
مرر يده على الجهاز متحاشيا لمس بطنها المنتفخ بعض الشيء وعينيه مسلطة على الشاشة من أمامه كالمعتاد بينما من خلفه يقف جمال عينيه تكاد تخرجان من مكانهما على الجهاز يتأمله ببسمة واسعة ولجواره كانت تقف ليلى تبتسم وهي تشاهد صورة الشاشة وخاصة حينما حرك يوسف الجهاز على أجزاء من جسد الرضيع التي بدأت بالتكوين مشيرا
رددت صبا بحماس
_هو ولد
قال دون أن يتطلع لها
_مش هقدر أكدلك غير في الاعادة إن شاء الله يا مدام صبا.
ترك جمال موضعه المقابل للشاشة الكبيرة واقترب لينحني فوق رأس يوسف الجالس على مقعده حتى كاد بأن يسقط من فوقه ليرى ما يقوم يوسف بالتطلع إليه باهتمام عبر الشاشة الصغيرةوكأنه يرى منظر أخر غير ما تطرحه الشاشة الاخرىصاح يوسف منفعلا
لكزه جمال پغضب
_ما تظبط الكلام يالا بدل ما أظبطك أنا.
كبتت ليلى وصبا ضحكاتهما عليهما وخاصة حينما لف يوسف يده حول رقبة جمال ودفعه لداخل الشاشة حتى كاد بأن يصيبه العمى من فرط الاضاءة
_أهو كده شايف! أكيد هتطلع او هيطلع سمج زي أبوه مرضي كده يا عم! مش كفايا مخليني افتحلك العيادة مخصوص عشانك انت وابنك!
تخلى يوسف عن مزحه حينما رأي جمال يندمج بتأمل الشاشة بأعين شبه دامعة فربت على ظهره بحنان
_ربنا يكملها على خير ويجعله خلف صالح ليك يا حبيبي.
أجابه بتأثر
_يا رب يا يوسف وعقبال ما نشيل خلفك.
_تسلم يا جيمي ارجع بقى مكانك عشان أسمعك نبض الجنين.
أسبل بجفنيه بعدم تصديق
هز الأخير رأسه موكدا ورفع من صوت الجهاز ليعلو لهم صوت الجنين فتسللت البسمات الوجوه وخاصة صبا التي بدت لا ترغب بنزع الجهاز عن بطنها وقضاء يومها بأكمله تستمع للنبضات وترى صورة جسده الغير مكتمل بعد.
خطڤ يوسف نظرة سريعة لزوجته فوجدها تراقب الشاشة بنظرات حالمة مهتمة عاد يتطلع امامه وهو يبتسم ويهمس بصوت غير مسموع
انتهى الفحص وقام يوسف بتدوين بعض الادوية والمكاملات الغذائية التي تعاونها بتلك الفترة من الحمل وخصص لها موعد بعد اسبوعين من الآن لتقوم بمتابعة مستمرة لحين موعد ولادتها.
خرجوا معا مجددا فعاون جمال يوسف باغلاق الباب الحديدي الخارجي للعيادة وهبط معا للسيارة ليقوم جمال بتوصليهما أولا وما أن وصل للعمارة حتى انحنى يوسف لجمال يخبره
_اعمل حسابك الاسبوع الجاي معزومين على افتتاح عيادة الدكتورة ليلى.. ابقى بلغ الوقح بالكلام ده.
ضحك وغمز له
_هي السهرة تحلى من غيره عيوني هبلغه.
منحه الاخر ابتسامة هادئة واتبع زوجته للداخل بينما تحرك جمال بزوجته للمنزل.
شفتيها ملتصقة ببعضهما ومع محاولتها العديدة لنزعهما عن بعضهما البعض باءت بالفشل أرادت الصړاخ ولكنها لا تنصاع إليها جسدها ينتفض بقوة مع سماع ذاك الصوت القاټل لها ولم يكن سوى صوت تمزق الثوب الذي ترتديه دموعها لا تفارق مقلتيها وتوسلاتها لا تفارق حركة جسدها المنتفض ثلاثون دقيقة تعافر بهم للخروج من تلك الحالة القاټلة وبالرغم من أن عقلها الباطن يهييء لها أن صوتها مكمم لا يخرج عن حلقها الا أن الحقيقة كانت معاكسة لذلك فلقد تحرر صوتها بصړاخ قابض خرج لأجله أحمد من غرفته ومايا وعمران الذي خرج بالمنشفة يزيح قطرات العرق عن جبينه فدنى وهو يستند على الحائط من عمه الذي تساءل بقلق
_في أيه
أجابته مايا پخوف يسيطر على رعشة صوتها
_معرفش يا عمي أنا خرجت على صوت الصړيخ ده!
قال عمران وهو يتلصص لسماع الصوت بحيرة
_أعتقد ده صوت فاطيما!!
اتجهت مايسان لباب غرفتها ترهف السمع وحينما تأكدت اتجهت لمحلهما تردد
_فعلا ده صوتها.
رفع عمران حاجبيه ساخطا
_ومستنية حد فينا يدخلها! ادخلي شوفي في أيه
قالت بحرج من نظراتهما المسلطة عليها
_افرض علي جوه!
رد عليها أحمد وهو يتجه لغرفة علي المجاورة لفطيمة
_كان زمانه قام أول واحد.. علي نومه خفيف!
ولج لغرفته فوجد الفراش مرتب لم يمسه أحد فتساءل عمران باستغراب
_هيكون راح فين!
أشار أحمد لمايسان
_روحي يا بنتي شوفيها وإنت يا عمران اتصل بعلي شوفه فين
افترض محله بعدما جمع علامات استفهام سؤاله
_علي مخرجش ممكن يكون عند شمس هشوفه وراجع.
انتظر أحمد أمام باب الغرفة بالخارج فجابها ذهابا وإيابا بقلق شديد يعتريه كلما على صړاخها أقوى من السابق فتفاجئ بفريدة تقترب منه متسائلة بحيرة
_في أيه يا أحمد وأيه الصوت ده
ذم شفتيه بضيق مما سيحدث هنا الآن وبالرغم من ذلك قال
_فطيمة شكلها شايفة كابوس من ساعتها بتصرخ وعلي مش فاهم اختفى فين دلوقتي وهو عارف حالتها!
منحته نظرة ساخرة ورددت باقتضاب
_عندك حق مينفعش يسبلنا المچنونة دي كده ويختفي وبعد اللي بيحصل ده يرجعها مستشفى الامړاض العقلية أفضل من الفضايح اللي هتحصلنا دي.
صفق كفا بالأخر بقلة حيلة
_ده وقته يا فريدة!
تسلل للداخل على أطراف أصابعه فارتسمت على شفتيه ابتسامة صافية وهو يراقب شقيقته تغفو على صدر علي الذي يحتضنها بحنان ابتسم عمران وانحني يقبل جبهة أخيه ومن ثم منح شمس قبلة على وجنتها وهمس بحزن
_طب كنتوا خدوني معاكم!
وحينما تذكر حالة فاطمة اتجه يحرك علي بحذر ففتح الأخير عينيه بانزعاج
_عمران! خير
همس له وهو يتفحص شمس
_مش خير خالص يا قلب أخوك قوم معايا ووطي صوتك عشان بنتك متصحاش.
منحه نظرة محتقنة وعاد يضمها إليه ويغفو دون أن يعبئ به فجذبه عمران مجددا قائلا بجدية
_بقولك قوم في کاړثة برة
نقلها علي للوسادة ببطء ونهض ليتجه له فاندهش حينما اتجه عمران لمحله وأشار له مدعيا الألم
_ارفع رجلي بس بهدوء.
انصاع له علي وعاونه على التمدد بشكل مريح وهو يراقبه بغيظ قد أوشك به على قټله ولكنه يعلم بأنه سيلقي القنبلة المؤقتة حتما ولكن بعدما يقوم باستفزازه كالمعتاد من هذا الوقح.
جذب عمران شمس إليه ليضمها مثلما كان يفعل علي ورفع عينيه له قائلا
_حلو ده يهون قسۏة العيشة المرة معاكم.
وأغلق عينيه يستسلم للنوم وهو يتابع بحزن مصطنع
_البت دي بتفضلك عليا معرفش ليه حاسس أنها بتخبي سر حربي عننا يمكن تكون اكتشفت إني مش أخوها مثلا! بس ازاي والراجل ودع بدري وملحقش يتجوز غير فريدة! هكون ابن مين مثلا!!!
وطبع قبلة على جبين شمس ثم مال برأسه فوق رأسها وأغلق عينيه مجددا غير باليا بمن يتابعه بنظرات قاټلة تكاد تجعله كالديناصور الذي سيبصق النيران من فمه تجاه هذا اللعېن بأي لحظة بينما تمتم عمران وقد اتشح بوشاح النوم فعليا
_ابقى فكرني الصبح نعمل تحليل DNA أتاكد إني أخوكم بجد لإن اللي بيحصل هنا ده قاسې!
فقد علي صبره فانحنى تجاهه واضعا يده حول