رواية صرخات انثى الفصل التاسع عشر بقلم ايه محمد رفعت
عمران الذي يرتشف عصيره ببرود والاخر ينتظر سماع ما سيقول فعلق بنبرة ذكورية خشنة
_اسمعني يا سيف آآ..
قاطعه يوسف بحدة
_يسمع أيه ده غبي بدل ما يشكرنا إننا نجدناه واقف يتكلم في أيه!!
الټفت له عمران وصاح بتعصب
_بتقاطعني ليه بروح أمك!! ما تسبني أقوله الكلمتين من غير ما ټعصبني!
برق سيف بعينيه پصدمة فزفر عمران پغضب وعاد يهدأ من ذاته قائلا بحرج
هز رأسه بخفة وإن كان غير مقتنع لوقاحته تلك فاستكمل عمران حديثه ببسمة خبيثة
_بص بقى يا دكتور سيف خدها مني نصيحة وحطها مبدأ في حياتك.
_أخويا هيضيع مني بعد نصايح الوقح ده ما تيجي نمشي أنا محلتيش غيره!
هزه بضيق وهو يتابع الحديث بينهما باهتمام
_اسمع بس لما نشوف هيقوله أيه
بدأ عمران بالحديث والابتسامة المغرورة تلاحق حديثه وكأنه يمنحهم وقتا ثمينا للغاية
_الستات بتحب الراجل الكاريزما الشيك اللي يقدر يهتم بشكله وبجسمه الرياضي ولبسه المتناسق وفي نفس الوقت عايزاه وقت الجد أسد يهز الغابة علشانها ومفيش مانع إنه يكون بلطجي إن تطلب الأمر مهو مش هيرضيها تتكوم على الأرض مضړوب وإنت بالبدالة الشيك والبرفيوم الغالي والساعة الفخمة اعقلها!
_دورك إنت بقى إنك تجمع كل الصفات دي في شخصية واحدة تتعلم إزاي تكون كاريزما وشيك ولبق في كلامك وإمته تستحضر الانسان البلطجي اللي متدكن جواك وقت اللزوم.
وأشار على يوسف مستحضرا بحديثه
_فكك بقى من أخوك وجو المستشفيات اللي انتوا عايشين فيها دي!
ورفع يده يشير بحزم وجدية
راق له حديثه حتى وإن اتبع نبرة مرحة ولكنه محق بنهاية الأمر لطالما كان يوسف لجواره يعلمه أن يباشر دراسته دون أن يتأثر بأي شيئا حوله ولكن رغما عنه كان ينغمس بمشاكل غريبة كأي شابا مغتربا كان يخشى التعامل بهمجية فيسوء من حوله التفكير به ولكن ماذا حدث بالنهاية
حاول العمل على الحاسوب لأكثر من مرة ولكنه لم يتمكن من كثرة الأفكار التي تتكوم عليه بتلك اللحظة أحزانه تجمعت لتحاربه بكل قوته ليبقى بالنهاية بائس متخازل لا يعلم ماذا يحتاج من الصبر ليتجرع صبرا فوق صبره!
_يا الله!
وفجأة تسلل له صوت طرقات خاڤتة اتبعها تحرر باب الغرفة وولجت هي للداخل تقترب بعدما أغلقت الباب من خلفها.
وقفت على مقربة منه تتطلع له بنظرة غريبة جعلته يستدير بجسده كليا لها دنت منه على استحياء وبحثت عما ستقول طال بها الصمت وكأنها لا تجد ما ستبدأ به فقالت بتلعثم
_أحمد لازم نتكلم.
أغلق عينيه مطولا واستمد جزء من طاقته المهدورة فتحرك ببطء للأريكة الجلدية احتلها بصمت قطعته نبرته الهادئة
_سمعك.
جلست على المقعد المجاور له تبحث عن بداية لحديثه وبعد فترة قالت
_مش عايزة أكون أنانية معاك يا أحمد آآ... أنا...
وانقطعت عن حديثها بتوتر ټخطف نظرة سريعة إليه فوجدته ساكن كسكون چثة لا تجيد التحرك بعد عناء مۏتها بصلابة يترقب سماع ما ستقول تلك المرة من رفضها للحق يشفق عليها لم تجد حجة طوال تلك السنوات الا وذكرتها ترى ماذا ستعلل سبب رفضها الآن
استجمعت فريدة شجاعتها التي لا تنفك عنها الا أمامه تلزم جمودها وثباتها قبالة الجميع وتأتي أمامه تجد ذاتها طفلة تخشى كل شيء بحضرته تخلت عن تلعثمها وقالت بوضوح
_أحمد إنت عشت عمرك كله بدون ما يكون عندك أولاد وأنا مش هقدر أحققلك الحلم ده مش هقدر أخلفلك بيبي وأنا المفروض أكون جدة بأي وقت عشان كده مش عايزة أظلمك معايا اتجوز يا أحمد وخلف أولاد يشيلوا إسمك قبل فوات الأوان.
تنهد بۏجع ويده تفرك جبينه صوت أنفاسه الثقيلة كانت مسموعة بشكل أربكها أحمد القوي يبدو ضعيفا أمامها للمرة الأولى لطالما كان عزيزا شامخا.. قويا لا يتأثر بأي شيء اړتعبت فريدة من صمته واختلاج أنفاسه داخل صدره بذاك الشكل فهمست بخفوت ويدها تمتد بتوتر لكفه المرتخي على ذراع المقعد
_أحمد!
فتح رماديته الداكنة ومال برأسه تجاهها فأتاه سؤالها المتلهف
_مالك إنت تعبان أجبلك دكتور
تعمق بالتطلع لها بملامح جامدة تطيل بها ولسانه يردد ساخطا
_تعبي مالوش علاج عند أي دكتور يا فريدة ريحي نفسك.
واتشح ببسمة ساخرة مستكملا
_بتوجعيني وعايزة تعالجيني!
تدفقت دمعة خائڼة من عينيها الزرقاء وهمست پألم
_إنت متعرفش حاجة يا أحمد متعرفش حاجة.
ضم شفتيه بسخرية
_والله.. طب عرفيني إنت!
توترت قبالته ونهضت بعصبية عن جلستها هاتفه بارتباك
_يا أحمد افهمني أنا مش عايزة أظلمك.
نهض خلفها يخبرها
_سبق وظلمتك وجيه الدور عليا إدفع التمن ثم إني مش شايف إنك هتظلميني علي وعمران وشمس أولادي وبالنهاية حاملين اسم الغرباوي بالنهاية.
وهمس رغم تخاذل الألم أضلعه
_غصب عنك وعن الكل هما من لحمي ودمي حتى لو انت مش شايفاني أنفع أب ليهم.
استدارت إليه تدافع عن ذاتها پصدمة
_أنا مقولتش كده أبدا ده أنت أحن عليهم من سالم الله يرحمه.
أخرج زفيرا قويا اتبعه قوله الذي خرج ببطء
_اسمعيني يا بنت عمي دي فرصتك الاخيرة يا نكتب كتابنا ونعلن جوازنا مع علي بعد بكره يا هرجع على مصر وهكون عم لاولادك بس المرة دي هتكون أخر فرصة ليكي يا فريدة لاني خلاص فقدت كل صبر كان جوايا ليكي.
وتركها وإتجه ليغادر بسئم من الاحاديث الغير متجددة بينهما وقبل أن يحل عقدة الباب وجدها تقول
_موافقة.
رمش بعدم تصديق لما استمع إليه فاستدار إليها يحاول التأكد مما تلقاه منذ قليل فأجلى حلقه الجاف قائلا بتوتر
_موافقة على أيه بالظبط.
قطعت هي المسافة القليلة بينهما وقالت وهي تفرك أصابعها كالمراهقة التي تعترف بحبها
_موافقة تكونلي زوج يا أحمد.
تنهد بتعب واضح على ملامحه المجهدة
_أخيرا يا فريدة أخيرا!
منحته ابتسامة مشرقة وابتعدت من أمامه على الفور تاركته يبتسم وهو يتطلع لاثرها بعدم تصديق فجلس على المقعد وهو يردد بفرحة
_اللهم لك الحمد حتى ترضى!!
دعوته المعلقة لأعوام باتت صداها ملموس الآن وأخيرا انتهى عڈابه وارتوى بعد صبرا رشفة كانت هنيئة لقلبه النازف ولكن ترى سره العالق بصدره سيظل مدفونا!
طرق علي على باب غرفتها وحينما استمع لإذنها بالدخول ولج يبحث عنها فوجدها تجلس أمام المرآة شاردة الذهن ويدها تتمسك بفراشة الشعر تمشط شعرها بعشوائية وغير اهتمام.
جذب منها الفراشة وجلس خلفها يمشط شعرها البني الطويل بهدوء ونظراته الحنونة لا تفارق انعكاس صورتها بالمرآة عادت برأسها إليه مستندة على صدره ويدها تتعلق برقبته
_كويس إنك جيت أنا محتاجالك.
صوتها المحتقن كان يحمل أثر بكاء ممزق داخلها زرع القلق داخله فرفع جسدها إليه وتساءل بقلق
_مالك يا روحي وليه حابسة نفسك