الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل السابع عشر بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

بضيق 
_يعني هو أخوكي الحنين وانا ابن ضرة فريدة هانم! 
أحنت رأسها أرضا بخجل فقال ببسمة هادئة 
_هاتي بوسة ليا طيب!
ضحكت بصوت مسموع فهمس لها 
_ربنا يستر وفريدة هانم متضمكيش لحزب دكتور علي وقتها هتبرى منك زي ما أتبريت منه.
تعلقت بقميصه المنزلي ورددت پخوف 
_مترعبنيش يا عمران أنا خاېفة من غير أي شيء أصلا.
منحها نظرة مستنكرة ومازحها ساخرا 
_راحت فين قوة الحب! ضاعت هباءا!
ابتسم علي وهو يراقبهما وردد قائلا 
_اطلعي اوضتك يا شمس.
اومأت برأسها إليه وصعدت للأعلى فاقترب علي من عمران وهمس له بحذر 
_إنت تعرف آدهم ده يا عمران
هز رأسه وقال ما يعرفه عنه 
_أنا شوفته كذه مرة مع راكان مشوفتش منه شيء سييء بالعكس تصرفاته كلها رجولة راكان حكالي قبل كده أنه فداه من المۏت بروحه وبيثق فيه جدا بس ده مش مبرر يخليني أستريح للي بينه وبين شمس علي الموضوع يقلق!
أكد له علي خطۏرة الموقف 
_الثقة الكبيرة اللي حطاها شمس فيه وراها سر هي عرفاه وخصوصا إنها قالت إن راكان وراه مصايب وإن آدهم مش مجرد حارس احساسي ممكن يكون في محله لإن راكان ده مريب يمكن يكون له في الشغل الشمال وآدهم يكون بيوقعه لانه ظابط مثلا.
قوس شفتيه باقتناع ولكنه سأله بريبة 
_ولو مكنش ظابط هنحط احتمالات ونسيبها تضيع مننا يا علي
نفى نظريته تلك حينما قال بهدوء 
_لا طبعا هننحرك وهنحاول نوصل للحكاية دي من أساسها بس بدون ما شمس تعرف أو تلاحظ حاجة أنا مش عايزها تفقد ثقتها فينا يا عمران ولا ټندم إنها جت واتكلمت معانا.
واستطرد بعد تفكيرا 
_كلها يومين تلاته ومراد هيوصل انجلترا وقتها هكلمه عن الموضوع ده.
هز الأخير رأسه باقتناع وانتفض بجلسته حينما تذكر أمرا هاما طرحه له 
_قولي بقى عمك لما وشوشك كان بيقولك أيه
احتقنت ملامح وجهه فور تذكره أمر عمه فعادت كلماته ترد على مسمعه من جديد حينما انحنى أحمد إليه هامسا بكلماته
سالم خدعني عشان يتجوز فريدة!
انتصب بوقفته وعاونه على الوقوف قائلا 
_هساعدك تطلع اوضتك الوقت إتاخر خد أدويتك ونام.
منحه نظرة ساخطة قبل أن يقول 
_أغسل سناني بالمرة قبل ما انام ولا رأيك أيه يا بابا علي
تجاهل سخريته وإتجه به للمصعد ومن ثم لغرفته فأسنده لفراشه واتجه للمغادرة فصاح عمران پغضب 
_يعني مش ناوي تقولي!!
أغلق الباب غير عابئا بسؤاله وإتجه لغرفة عمه على الفور. 
لاحظت فاطمة شرود مايسان الدائم بعدما عادت من الخارج فتلاشى حماسها وفرحتها بصنع الطعام فأصبحت تتحرك بالمطبخ ببطء شديد وأحيانا تنسى الطعام فتفق على رائحة احتراقه فتنحنحت تسالها بتردد لعدم اعتيادها اقټحام خصوصية أحدا 
_مالك يا مايا من ساعة ما رجعتي من بره وإنت ساكتة وحزينة فيك حاجة!
تركت مايسان الطنجرة من يدها واتجهت بعينيها إليها فقالت بۏجع يخترق أضلعها 
_فاطيما في حاجات كتيرة إنت متعرفهاش عني او بالمعنى الأصح عني انا وعمران أنا متعودتش اتكلم مع حد قبل كده لإن كل اللي هنا عارفين قصتنا بس لإني حبيتك أوي وحسيتك هتكوني أختي اللي كنت بتمناها في يوم هحكيلك.
قصت لها مايسان عن قصة حبهما الطفولي وعن إجبار فريدة بأن يتزوج عمران منها وعن خيانته لها وما حدث لها بذاك الحفل والسم الذي تسبب لعمران بحالته تلك اړتعبت فطيمة فور سماعها عن وانتهت حوارها الطويل قائلة 
_أنا دلوقتي بديله فرصة تانية وبتمنى إنه يكون اتغير فعلا يا فاطيما ده أملي الوحيد.
وبحرج قالت وهي تضع الأرز بحبات الكوسة 
_بس أنا خاېفة خاېفة أشيل وزر الامتناع عنه إنت عارفة إن الزوجة لو امتنعت عن زوجها بتشيل وزر كبير وفي نفس الوقت خاېفة أديله المساحة دي في حياتي فيكسرني يا فاطمة لأنه لو خاني بعد ما اكونله زوجة مفيش أي شيء في الدنيا هيداوي ۏجعي وهتكون دي نهاية العلاقة بينا.
أجلت صوتها الهارب من أوردتها قائلة 
_أنا مش عارفة أفيدك بموضوعك ده يا مايا لإني للاسف على وشك الدخول لنفس الدايرة دي بس اللي هقدر أنصحك بيه إنك تسمعي لقلبك أكيد هو قادر يحس بيه.
استندت على جذعها تهمس بهيام 
_قلبي بيعشقه وهيكون في صفه يا فطيمة.
ضحكت وهي تراقب هيامها هذا فاعتدلت مايا بوقفتها وشاركتها الضحك حتى ضربنا كف بعضهما البعض بمرح أحاطهما حتى الانتهاء من الطعام. 
طرق الباب وولج للداخل على الفور فوجد الغرفة فارغة وصوت قادم من الشرفة يناديه 
_انا هنا يا علي.
أغلق علي الباب من خلفه وأسرع للشرفة فوقف قبالة عمه يتساءل وهو يراقب ساعة يده باستغراب 
_سهران لحد دلوقتي
ابتسم وهو يستدير له 
_عارف إنك مش هيجيلك نوم من غير ما تتكلم معايا عن معنى الكلمة اللي قولتها حافظك أكتر من نفسك يا دكتور.
دنى علي حتى بات يقف جواره يستند على السوار الحديدي وقال پألم 
_طول الطريق بحاول أحلل الاحداث اللي تخدم جملتك دي بس ۏجعها كان أكبر يا عمي وبقيت بسأل نفسي إنت اتعرضت لكمية الۏجع ده واستحملته ازاي والاهم ازاي بابا خدعك مفهمتش المعنى!
تنهد بضيق ولزم صمته المطول لدقائق ثم كسره قائلا 
_انسى يا علي انسى اللي قولتهولك ومتسألنيش عن التفاصيل لانها هتوجعك وهتخليك شايف سالم بصورة تانية صورة انا سكت عنها 15سنة ومستعد أسكت العمر كله عشان فريدة متكرهوش.
الټفت إليه وقال 
_أيه اللي عمله يا عمي أرجوك اتكلم وقولي!
انجرف بوقفته تجاهه وقال بعصبية اندفعن بعد فترات قضها بتفكير مرهق منذ ساعات بغرفته 
_أنا كنت أناني لما قررت ألمحلك عن اللي اتدفن بالماضي كنت خاېف على صورتي تتهز قدامك لما تعرف إن فريدة هي البنت اللي قضيت عمره كله بحكيلك عن قصة حبنا خۏفت على شكلي قدامك عشان كده حاولت أبررلك اعتبرني مقولتش حاجة لإني مش هتكلم يا علي.
لمعت عينيه بالحزن تأثرا لما يستمع إليه لا يود طرح الحقيقة المدفونة خشية أن يكره أبيه ومازال يعاني بصمت أدمعت عين علي رغما عن صلابته البادية على وجهه والتقط نفسا مطولا قبل ان يقول 
_احكيلي اللي حصل زمان يا عمي وإنت عارفني مش هنطق بحرف بأي شيء هتقوله.
تطلع إليه بابتسامة تحتل ثغره فجذبه بقوة يحتضنه دون سابق انذار وهمس له بحب 
_إنت ابني اللي مخلفتهوش يا علي عمري ما حسيت إني بطولي بالدنيا دي وإنت معايا مش متخيلك غير ابني اللي من صلبي بالنهاية انت حامل لاسم الغرباوي بنهاية اسمك أيا كان الاسم اللي ورا اسمك سواء سالم او أحمد بالنهاية انت من نسل الغرباوي.
تمسك به علي ودمعاته تنهمر دون توقف فطال باستكانته على كتفه حتى هدأ تماما فابتعد يصطنع بسمة صغيرة على شفتيه وقال 
_مش هتحكي لابنك بقى.
ازاح أحمد دمعته المتأثرة پبكاء علي كالطفل الصغير المتأثر بحزن أبيه فيبكي لأجله وقال بابتسامة جذابة 
_هحكيلك! 
بغرفة فريدة. 
تمددت على فراشها تتأمل چرح يدها ببسمة هادئة تتذكر جنونه الذي استحضر فور رؤيته لدمائها ټنزف عادت بذكرياتها للصبا لايام جمعته مع ذاك العاشق الحنون الذي أفاضها بجنة عشقه الخالده فابتسمت على استحياء من تلك الذكرى التي روادتها دون سببا. 
_يا حبيبتي ارجعي بذكرياتك لورا
كده افتكري هل انا في يوم سمحتلك تخرجي وجدك مش موجود وأنا معرفش إنتي راحة فين
هزت رأسها نافية ومازالت تكبت ألمها بصعوبة فابتسم أحمد وهو يشير لها 
_شاطرة يا

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات