رواية صرخات انثى الفصل السابع عشر بقلم ايه محمد رفعت
بالمعكرونة
_دوقيني.
استدارت تجاهه قائلة بدهشة
_لسه هجهز طواجن المكرونة بكره أنا يدوب عصجت اللحمة عشان الصبح أجهز الطواجن على طول.
أجابها وهو يشير على الخبز
_مهو أنا لازم أتمم على اللحمة مش يمكن ناقصها حاجة.
ابتسمت ومالت على طاولته تسأله بنظرة شك
_عمران إنت جعان
هز رأسه بتأكيد وضحكته الجذابة لا تفارقه
رق قلبها له فأسرعت للخبز تضع به اللحم وصنعت له كوبا من النسكافا ثم إتجهت إليه بالطعام فتناول الخبز وهمهم بتلذذ
_هممم روعة بجد.
وبمرح قال
_شكلك كده هتشرفيني فعلا بكره قدام يوسف وجمال ومرتاتهم.
تركت غطاء الوعاء واتجهت إليه بلهفة
_هي دكتورة ليلى وصبا جاين بكره بجد
هز رأسه بتأكيد وقال موضحا
ابتسمت بحماس
_كويس أوي أنا كان نفسي ألقى أي طريقة أشكر بيها دكتورة ليلى على اللي عملته معاك وأهي فرصة نتعرف على صبا.
ترك الخبز عن يده وقال بجدية تامة احتلت معالمه
_بخصوص صبا مايا أنا عايزك تقربي منها وتفتحي معاها أي حوار ينتهي بأنك محتاجالها بالشركة لإني سبق وقولت لجمال وشكله كده طنش الموضوع.
_صبا قاعدة طول الوقت لوحدها ومالهاش أصدقاء هنا أنا متأكد إنكم هتكون أصدقاء.
تابعت كل كلمة قالها بحب وهمست له بهيام
_بالرغم من العيوب اللي موجودة جواك الا إنك شهم اوي مع أصدقائك وده أكتر شيء بيعجبني فيك يا عمران.
شرد بعينيها الفاتنة التي تحارب كل ذرة صبر يمتلكها ينقلب به الأمر لشيء أخطر مما واجهه من قبل لم يسبق أنه تمنى أحدا من النساء مثلما تمناها أصبح يقدر قيمتها ويعلم بأنها ثمينة غالية لذا عليه المعاناة ليصل لسلامها للذة الحلال الذي لم يذقه أبدا.
برقت فطيمة بعينيها في صدمة ورددت بحرج
_أنا أسفة مكنتش أعرف آآ...
لم تجد الكلمات المناسبة لاعتذارها فهي بالنهاية تقف بالمطبخ وليست بغرفتهما الخاصة دفعته مايسان لتقف على قدميها وقد انفلتت بموجة غاضبة
كمم ابتسامته التي كادت بالانفلات وادعى البراءة قائلا
_الحق عليا إني مسكتك قبل ما تقعي على الأرض وتنكسر رقبتك!
واتجهت عينيه لفاطمة يستجديها بشهامته المخادعة
_اتزحقلت وكانت هتقع فمسكتها وبدل ما تشكرني بتقل أدبها يرضيكي يا فاطمة
توترت فطيمة المرتبكة من الموقف برمته وقالت بخجل
وكادت بالفرار فأوقفتها مايسان پغضب
_استني هنا رايحة فين وسايباني أنا مش هعرف أعمل الكسكس بتاعك ده هتدبسيني وتخلعي!
عادت لتستقر أمام الأكياس تلهي ذاتها بحمل الأغراض لتبدأ بعملها بينما اتجهت أعين مايسان المحمرة حرجا من ذاك الوقح الذي عاد يرتشف كوبه الساخن بنظرة مستمتعة لحالة ارتباكها العجيبة فقالت
_إنت قاعد هنا ليه أصلا اتفضل اطلع أوضتك أو إخرج اقعد بره مع علي.
وضع الكوب على الطاولة وقال بمكر يلتحف خلف براءة تصرفاته المسكينة
_ما إنت عارفة إن شمس اللي جايباني هنا لو عايزة تخرجيني بره معنديش مانع تعالي سانديني وأنا هخرج!
وانهى حديثه بغمزة ماكرة جعلتها تحمل الملعقة الطويلة وتكاد ان تسقطها بوجهه فالتقطتها منها فطيمة وهي تردد باستنكار
_بتعملي أيه يا مايا حرام عليكي!
استدارت تقابلها بعصبية
_ااسكتي يا فاطيما انتي قلبك طيب ومتعرفيش عمران كويس ده خبيث بيعمل كل ده عشان أقآآ...
ابتلعت باقي كلماتها بحرج جعلته يتمادى بضحكاته الصاخبة مشيرا لها
_عشان أيه يا حبيبتي كملي واشكي لمرات أخويا البريئة اللي هتلوثي عقلها بأفكارك المنحرفة.
كزت على أسنانها وهي تشير لنفسها
_أنا منحرفة!
أكد باشارته فبحثت جوارها عما يمكن ألقائه على ذاك المستفز فجذبت المناديل الورقية وألقتها إليه فجذب احد المناديل وهو يردد بجدية ساخرة
_حاسة بيا والله منحرمش يا روح قلبي.
وجفف فمه من فوم النسكافا ثم قال
_ها هتيجي تخرجيني لعلي ولا أطلب مساعدة من شمس
اتجهت إليه بنفاذ صبر فأسندت ذراعه الأيسر وخطت جواره لتخرج به فما ان ابتعدوا عن أعين فطيمة حتى همست ببسمة صغيرة
_ده دكتور علي طلع محترم وابن ناس جدا جنب أخوه!
تعمد عمران ان يضمها إليه مدعيا ارهاقه فخطى جوارها بتأثر وهو يردد بتعب مصطنع
_مش قادر يا مايا تعبان!
سددت نظراتها القاټلة إليه فأصبحت تكشف تعبه الزائف بتمكن جاهد عمران لمنع بسمته التي تسللت له فور رؤيتها وجهها المحتقن فخطى للردهة متبعا الصالون الجانبي حتى بات علي وشمس على بعد معقول منهما فهمست إليه پغضب
_ياريت اللي حصل ده ميتكررش تاني يا عمران بالأخص بوجود فاطيما..
منحها نظرة حزينة وصاح لها بمشاكسة
_متشكرين لمساعدتك يا شيف مايا ارجعي المطبخ كملي طبيخ وسيبني ألعنك مع الملايكة طول الليل مهو مبقاش ورايا شيء غير كده.
واستند على الحائط حتى أصبح بمحيط نظر علي الذي أسرع إليه يسانده حتى وصل لمجلسهما بينما تصلب جسد مايا مما استمعت إليه فعادت للمطبخ شاردة حزينة بكلماته تعلم بأنه يمزح معها ولكن مجرد فهمها لتلك الكلمات جعلت قلبها ينبض بړعب مما ستلقاه أمام الله عز وجل.
ارتبكت شمس من وجود عمران الذي اقتحم مجلسهما فجأة فردد علي بدهشة
_كملي كلامك يا شمس سكتي ليه!
خطفت نظرة متوترة لعمران الذي راقبها باهتمام وقالت
_أنا مش عايزة راكان يا علي أنا بحب واحد غيره.
توسعت حدقتيهما پصدمة وكان علي أول من تحدث
_بتحبيه ازاي!! أوعي قعدتنا هنا تنسيكي إنك مسلمة يا شمس يعني الحب والمقابلات والكلام ده حرام وهتشيلي ذنبه.
أسرعت بالدفاع عن ذاتها
_محصلش الكلام ده الانسان اللي بحبه مسلم ومحصلش بينا أي تجاوز يا علي.
تساءل عمران بحدة
_مين ده
ارتبكت للغاية ورددت بصعوبة
_آدهم.
_حارس راكان!!!
تفوه بها عمران پصدمة ازدادت مع إيماءة رأسها فاستطرد پعنف
_لو كلامك صح فيبقى خاېن وحقېر إزاي يخون الانسان اللي بيشتغل معاه بالطريقة الوضيعة دي!
توترت شمس كثيرا فلم يكن بنيتها مصارحة عمران بالأمر أرادت ان تخبر علي فقط وحينما فرض عليها الحديث بوجوده حدث ما كانت تخشاه فأسرعت تبرر
_راكان مش ملاك زي ما انت متخيل يا عمران وعلى فكرة آدهم مش حارس.
سألها علي باستغراب
_أمال أيه وقصدك أيه من كلامك ده
لعقت شفتيها الجافة بلعابها وقالت
_مش هقدر أتكلم دلوقتي للأسف انا وعدته.
صاح عمران منفعلا
_هي وصلت للوعود بينكم أيه طبيعة العلاقة بينكم بالظبط يا شمس!
تدفق الدمع من عينيها ورددت بارتباك
_مفيش شيء من اللي في دماغك ده يا عمران.
ونهضت من مقعدها واتجهت للأريكة التي يجلس بها علي فأمسكت يده تستعطفه قائلة پبكاء
_علي انا مكنتش عايزة أعرف حد بالموضوع ده غيرك لإني عارفة إنك الوحيد اللي هتفهمني آدهم بيحبني ووعدني لما يخلص اللي جاي عشانه هيجي يطلبني منكم أنا مكنتش هتكلم غير لما في شيء معين يتم والشيء ده مش هقدر أتكلم عنه لإني كده هعرضه للخطړ أنا متعودتش أعمل شيء من وراك علشان كده قولت أتكلم معاك.
منحها بسمة هادئة وضم وجهها بيده ليجذبها لصدره قائلا بحنان
_حبيبتي كلنا بنثق فيك عمران بس خاېف عليكي.
كاد عمران بالحديث فأوقفه علي بإشارة يده وتابع وهو يمسد على خصلاتها الناعمة
_أنا عارف إنك عمرك ما هتعملي حاجة غلط وواثق فيك..
وأشار بيده
_ يلا اطلعي خديلك شاور وشوفي مذكرتك.
ابتهجت ملامحها الباكية وانحنت تطبع قبلة
على خده بسعادة وكادت بأن تصعد للأعلى ليوقفها عمران