رواية صرخات انثى الفصل السابع عشر بقلم ايه محمد رفعت
عندي اللي يخليني حريص بخطواتي الحلم اللي هيجمعني بيك يا شمسي!
ورحل تاركا الابتسامة تغدو على وجهها الحالم بذاك اليوم الذي ستصبح به زوجته!
وصل علي للمول وبحث عنهما بالطابق الأول فوجدهما يقفان أمام مبردة اللحوم يحملان للعربة وعلى ما يبدو استرخاء معالم فطيمة فأوقف العربة التي تحاول مايا التحكم بعجلاتها لثقل ما تحمله فتصنعت دهشتها لوجوده ورددت
منحها نظرة ماكرة ونفذ ما طلبته منه ببراعة
_أنا كنت قريب منكم هنا فقولت أعدي عليكم أخدكم في طريقي.
غمزت مايا بعينيها لعلي فابتسم رغما عنه تكاد تفضحهما بأن مجيئه إلى هنا لم يكن سوى اتفاق جماعي بينهما فتنحنح بخشونة ورماديته تعود لزوجته المرتبكة بوجوده فتساءل
_فطيمة إنت كويسة
هزت رأسها بتأكيد ووضعت اللحم بالعربة وهي تخبر مايا
عدلت مايا الكيس البلاستيكي وهي تضيف بأعجاب
_الله عليكي يا فطوم شكلك كده هتبدعي.
وأضافت وهي تشير لعلي
_يلا يا علي على الكاشير يدوب نرجع البيت نحضر الأكل بحيث نصحى الصبح على التسوية.
دفع العربة وهو يشاكسها بهمس غير مسموع لفاطيما
_بقى كده يا ست مايا جايبني عشان تشغليني.
_علي الحمد لله إنك جيت من أول لما دخلنا الماركت وأنا حاسة إن فاطمة مش طبيعية بتبص على الناس اللي مالية المكان پخوف غريب حتى كان في شاب خبط فيها ڠصب عنه لقيتها اتوترت بشكل غريب أنا خۏفت يجرالها حاجة عشان كده اتصلت بيك.
خطڤ نظرة سريعة إليها قبل أن يميل تجاه زوجة أخيه يخبرها
ابتسمت برقة
_أنا حبيتها أوي وحاسة والله إن فريدة هانم هتحبها فطيمة طيبة وقلبها نقي.
ذم شفتيه ساخطا
كبتت ضحكاتها وتركته يتجه للكاشير يضع الاغراض على الطاولة الرفيعة فوقفت مايسان جوار فاطمة تتبادل الحديث المرح برفقتها لتجد علي يدنو منهما متسائلا باستغراب
_مش بتقولوا شمس معاكم أمال هي فين مش شايفها!
ردت عليه مايا وهي تجذب هاتفها من حقيبة يدها
_قالت هتطلع تبص على اللبس فوق ثواني هكلمها تنزل.
بغرفة عمران.
تنهد بضجر وهو يردد
_يا عمي بقالي ساعة بحاول أسحب منك أي معلومة عن اللي قولته لعلي ومازلت بتتهرب مني!
حدجه بنظرة باردة قبل أن ينهض عن المقعد قائلا
_يا حبيبي وفر وقتك ووقتي كان زماني نمت!
صاح عمران بعصبية
_يعني مش هتتكلم
دنى أحمد منه وانحنى قبالته مرددا
_صوتك عالي على ما أعتقد.
تصنع خوفه وابتلع ريقه وهو يهمس له
_مهو مفيش أي حاجة عملتها جابت معاك نتيجة.
ابتسم وأخبره بغرور
_لإن الكلمة اللي قولتها لعلي مش هتخرج لحد تاني كانت ساعة شيطان وانصرف يا عمران ارتاحت!
ضيق عينيه وباصرار قال
_لما يجي علي هعرف منه.
انتصب بوقفته فأغلق زر جاكيته وهو يشير له
_تصبح على خير يا عمران.
وتركه يكاد ينفجر غيظا وغادر لغرفته بينما الأخر يهمس بفضول
_يا ترى قاله أيه خلاه ارتبك بالشكل ده!
نزعت نايا مئزر الجلباب الأسود عن الطبقة الداخلية وأشمرت عن ساعديها مرتدية مريول المطبخ لتبدأ الآن بتفريز الأكياس استعدادا لصنع الطعام ومازال علي يحمل الأغراض من الخارج إليهما بالمطبخ فكانت تحمل منه فطيمة الأكياس لتضعها على الرخامة وحمل كوتون الماء المعدني فأسرعت فطيمة إليه فأشار لها ببسمة حنونة
_تقيلة عليكي أنا هدخلها.
وبالفعل وضعها علي على الرخامة وقال لتلك المنشغلة بتدوين ملاحظاتها وخطتها بالبدء
_ها يا شيف مايا ناقصك حاجة تانية
أشارت له باسمة
_بجد يا علي مش عارفة أشكرك إزاي أنا مكنتش عارفة هرجع بكمية الأكياس دي كلها إزاي إنت ربنا بعتك لينا نجدة.
حك لحيته النابتة ليخفى بسمته الماكرة
_آه ما أنا عارف إن الصدفة دي جت من حظك.
وتابع وهو يشير لفطيمة
_تسمحيلي بقى أخطف منك فطيمة نص ساعة .
أشارت بالقلم الذي تحمله
_نص ساعة بس عشان ورانا تجهيزات كتيرة.
هز رأسه وأشار لفطيمة قائلا
_تعالي يا حبيبتي عايزك.
رمشت بارتباك لسماع كلمته المرهقة لمشاعرها التي تخوضها لأول مرة فاتبعته للخارج حتى وجدته يجلس على الأريكة القريبة من الباب الخلفي للمنزل جلست قبالته تنتظر سماع ما سيقوله فقال وهو يرتدي نظارته الطبية ويجذب نوته
_هنبدأ أول جلسة لينا في حياتنا الزوجية بس تقدري تقولي مفيش وسطات ففكك بقى إنك مراتي وإني هكون لطيف معاكي الشغل شغل ولا أيه
ابتسمت رغما عنها واكتفت بهزة رأسها بخفة فقال
_ها بقى احكيلي يومك النهاردة كان عامل إزاي خصوصا إن دي من المرات المحدودة اللي خرجتي فيها لوحدك!
لعقت شفتيها بارتباك وبدت متحيرة بما ستقول الوضع الآن مختلف بالسابق كانت لتقص عليه كل ما يزعجها كونه طبيبها المعالج الآن هو زوجها كيف ستخبره مثلا بحديث والدته المزعج لها!
كيف ستخبره عما خاضته منذ قليل! الوضع برمته يقلقها.
لمس علي ما تفكر به فتردد بما سيفعله ولكنه بالنهاية فعله مد يده ليمسك بيدها التي تفرك بالاخرى بتوتر فاسترخت بين أصابعه الخشنة وتعلقت عينيها به فقال
_متخافيش يا فطيمة أوعدك إني مش هتعامل مع أي شيء هتقوله كزوج هعتبرك زي أي مريضة وأسرارك مش هتخرج بينا ولا هتقصر على انفعالاتي.
وتابع بهدوء
_يعني مثلا اللي حصل بينك إنت وفريدة هانم الصبح وقلقانه تحكيهولي دلوقتي تقدري تتكلمي وتحكيلي وأنا بعدها هرمي كل شيء ولا كأني سمعت شيء.. ده وعد.
هزت رأسها ببسمة هادئة وحررت صوتها الرقيق قائلة بارتباك
_لم شوفتك بالمول فرحت كنت متوترة جدا من المكان وأنا لوحدي.
ابتسم وهو يتابع ربكة حدقتيها وقال
_مستعد أرافقك في كل مكان تروحيه اطلبي إنت بس وأنا في الأمر بس كل شيء وله شروطه.
وخطڤ نظرة للردهة الواسعة قبل أن يدنو منها هامسا
_تجيبي حضڼ وقتها ممكن أفكر أسيب شغلي وأجيلك بالمكان اللي تحبيه ها موافقة
احتقنت نظراتها پغضب فتعالت ضحكاته الرجولية بعدم تصديق لتبدل ملامح وجهها بثوان وقال بصوت متأثر بضحكاته
_هتعملي أيه! مفيش أبواب ترزعيها في وشي هنا!
تسرب لها مغزى حديثه فكلما طرح الأمر إليها كانت تغلق أحد الأبواب بوجهه والآن لا يوجد أبواب مثلمة أخبره تمردت ضحكات فطيمة بقوة جعلته يلاحظ غمازات وجهها بوضوح لأول مرة تكسر حاجز الابتسامة الصغيرة المتكلفة على شفتيها وتضحك بصوتها الانثوي الرقيق.
برق بعينيه وكأنه يرى أحد عجائب الدنيا السبع فهمس بصوته المغري وكأنه مسلوب الارادة
_عنيا مشافتش أجمل منك يا فاطمة!
تلاشت ضحكاتها تدريجيا ونهضت من جواره تجلي صوتها الهارب بصعوبة
_هروح أساعد مايسان بالمطبخ عن إذنك.
وقبل أن يعترض هرولت بخطوات سريعة للمطبخ بينما أغلق هو نوته وخلع نظاراته ليتمدد على الأريكة بابتسامة حالمة وهمس بعشق
_هحبها أكتر من كده إزاي!
بالمطبخ.
ساندت شمس عمران حتى أوصلته للطاولة الصغيرة الموضوعة بالداخل وخرجت تبحث عن علي لتخبره بما يتردد لها منذ فترة فراقب عمران ما تفعله مايا ببسمة مشاكسة فأشار لها حينما
انتهت من اعداد اللحم المفروم الخاص