رواية صرخات انثى الفصل السابع عشر بقلم ايه محمد رفعت
اللي هتكوني في قلبي وعمري ما هكون لغيرك في يوم من الأيام.
_بحبك يا أحمد!
فتح رماديته اللامعة بالدموع التي تحررت على خده فأزاحها عنه واتجه بقوة لم يمتلكها من قبل لغرفة عمران وها هو الآن يقف قبالتهما بعدما صرح لهما برغبته بالزواج من فريدة ومازال الصمت يجوب الأجواء تقابلت نظرات عمران وعلي بحيرة من أمره عمران لا يعلم أيخبرهما بالقرار فحسب أم يطالبهما بإعلام والدته بعرض زواجه.
سحب أحمد نفسا مطولا يحاول به التهيئة لوابل الاسئلة التي سيتواجه إليه بتلك اللحظة ولكنه تعرض لصدمة جعلته يبرق لذاك الذي نطق ببسمة واسعة وهو يعود لمتابعة عمله على الحاسوب ببرود
ضيق رماديته تجاه علي الذي يتابعه بهدوء هو الأخر وكأنهما كانا يتوقعان ما يفعله الآن فعاد يتمعن بعمران الذي قال باهتمام
_بس قولي فريدة هانم وافقت ولا إنت عملت أيه
وتابع بمرح وهو يغمز له بخبث
_أنا شعلتك بداية الڼار بمدام أنجلا وشكلك استفدت من الطعم كويس أوي عفارم عليك يا رأي مامي هانم.
_إنت كنت عارف يا علي
استقام بوقفته قبالته وهو يحاول إيجاد ما سيقوله بحضرته وبالنهاية قال باستسلام
_سمعت الكلام اللي كان بينكم بدون قصد يوم ما كان عمران بالمستشفى و كنت راجع أغير هدومي بس متضايقتش يا عمي بالعكس اللي ضايقني هو فراقكم عن بعض طول السنين دي.
_أنا عارف إن فريدة هانم عنيدة وشرسة بس واثق إنك هتقدر عليها يا عمي.
ودنى أكثر وهو يهمس له
_أنا وعمران كنا هنساعدك علشان نرجعلك حبك بس إنت سبقتنا وده عجبني.
رفع عينيه له وقال ببسمة حزينة
_كنت خاېف من اللحظة اللي هواجهكم بيها بطلبي للجواز للمرة الأربعين وخصوصا بعد العمر ده مكنتش أعرف إنكم عرفتوا القصة من بدايتها.
_يا ترى كان نظرتك ليا أيه يا علي لما عرفت إني بعت حب عمري وإنت واخدني قدوة ليك
تابع عمران حوارهما باهتمام فترك الحاسوب وراقب رد علي بتوتر انساق الحديث لطرف خطېر بينهما فلم يعد مجال المزح يليق به راقب أحمد رد علي بلهفة فخطڤ علي نظرة لعمران وصفن بكلمات عمه ليضع ذاته بنفس تلك المقارنة الصعبة!
وما ېقتله بتلك اللحظة ان أحمد لم يكن شقيق الأم لأبيه وهو يعلم بالعداوة التي سرت بالعائلة حينما تم كشف أمر زواج جده من امرأتين فحصل عمه وأخواته على ظلم كان باينا للجميع وبعدما انحل الأمر بين والده سالم وعمه أحمد حينها هدأت العاصفة بين العائلة وعاش الجميع حياة طبيعية حتى تلك اللحظة.
لم يكن الأمر سهلا بالمرة وطيلة فترة صمته كانت مدركة لهما بذلك فأجلى صوته أخيرا حينما قال
_اللي عملته كان تضحية عشان عيلتك بس كان أنانية بالنسبة للانسانة اللي حبيتك وأتعشمت فيك يا عمي.
ابتسم وهو يستمع لرأيه الحكيم وقال
_صح يا علي عشان كده هقدملك نصيحة زي ما انت متعود تسمع مني.
راقبه باهتمام فقال أحمد
_متبعدش عن اللي بتحبها حتى لو كان ده تمنه مۏت كل اللي بتحبهم لإن مۏت قلبك ومشاعرك هيكون أصعب من ۏجع فراقهم ألف مرة.
لمعت عين علي بالدمع حينما تسلل له مضمون ما خاضه أحمد من ألم قاټل وخاصة حينما قال ببسمة تعاكس ألمه
_أقولك سر وتصونه
هز رأسه بتأكيد فانحنى أحمد يهمس بأذنيه كلمات جعلت الاخير يبرق پصدمة فاستقام أحمد واتجه بعينيه تجاه عمران الذي يتابعهما بفضول وقال
_كمل شغلك يا بشمهندس.
وتركهما ورحل ومازالت نظرات علي تتابع مغادرته پصدمة جعلت عمران يناديه بقلق
_علي.
عاد يناديه حينما طال صمته
_علي!
الټفت إليه فتساءل عمران بارتباك
_كان بيقولك أيه!
تغاضى عن سؤاله وهرع خلف عمه للخارج وقبل أن يتجه لغرفته وجده يقف أمام بابها ينتظره بابتسامة تسلية وكأنه كان يضمن بأنه سيتبعه بعدما ألقى له تلك القنبلة فردد بتلعثم
_اللي حضرتك قولته جوه ده إزاي!!
وضع يده بجيب بنطاله وانحنى قبالة وجهه يخبره باستفهام ماكر
_إنت كنت فاكرني هتخلى عن حبي بالسهولة دي! اللي قولتهولك كان السبب الأساسي اللي خلاني أعمل كده.
صمت ولم يجد كلمات تعبر عن صډمته يحاول أن يجد سؤاله المنطقي القادم ليطرحه على من يراقبه وقبل أن يصل لمبتغاه وجد هاتفه يضيء برقم زوجة أخيه فرفعه قائلا وعينيه مازالت تطارد عمه بذهول
_أيوه يا مايا.
تجهمت معالمه بصورة ملحوظة فقال
_خليكي معاها وأنا جاي حالا.
وأسرع تجاه الدرج فلحق أحمد به متسائلا بقلق
_خير يا علي في حاجة
هز رأسه نافيا وهو يجيبه باحترام
_موقف بسيط حصل مع فطيمة ومايا محتاجاني أكون موجود عشان خاېفة تتأثر بيه هبقى أطمنك بالفون متقلقش
وتركه وأكمل بخطاه للخارج مسترسلا
_لينا حوار تاني وطويل يا عمي.
ابتسم الاخير مرحبا به
_مستنيك بأي وقت يا دكتور!
واستدار ليتجه إلى غرفته فوجد الخادمة تقف خلف تخبره
_السيد عمران يريدك بغرفته سيدي.
تنقلت بين حوامل الملابس ببسمة رقيقة بدت راضية عن قرارها بعدم الدخول مع مايا وفاطمة لشراء ما يلزم الطعام وتوجهت إلى الطابق الثاني لاستكشاف كولكشن الفساتين الجديدة لهذا العام فجذبها اللونين الأحمر والأسود بدت حائرة بينهما ورددت بصوت منخفض
_مش لو كانت مايا معايا كانت ساعدتني في اختيار اللون!
_عندي فضول أشوفك بالأسود.
ووصل الصوت الذكوري ليكون أمام عينيها يستكمل حديثه ببسمة مهلكة
_أكيد هيكون مميز عليك!
رددت بابتسامة واسعة
_آدهم.
اتسعت بسمته وأخفض وجهه قليلا كأنه يحيي الملكة
_شمس هانم.
ارتبكت أمامه وتلفتت من حولها كأنها تخشى وقوفهما بحثت عما ستقوله بتلك اللحظة فلم تجد سوى سؤاله
_بتعمل أيه هنا
اقترب آدهم منها ثم قال بنظرة غامضة
_جاي عشانك يا شمس.
انتبهت لما سيقول باهتمام خاصة وهي تتأمل ثباته الغامض فقطع صمته قائلا
_إبعدي عن راكان الفترة دي يا شمس عشان اللي حصل ليكي قبل كده ميتكررش تاني.
زوت حاجبيها بدهشة
_تقصد أيه
أجابها ومازالت الإبتسامة تشرق على شفتيه
أخاف بعد اللي هعمله يتكرر نفس الشيء معاكي عشان كده متحاوليش تشوفي راكان ولا تقربي منه الأيام دي مهما حصل.
اړتعبت شمس من مجرد تخيل السوء يمسه فقالت بتوتر
_إنت ناوي على أيه يا آدهم
اقترب ليقف جوارها يمرر يديه بين حاملة الملابس وكأنه يبحث عن شيئا يناسبه كونه زبونا عاديا وأجابها وعينيه تتعلق على أحد الفساتين
_هخلص من راكان واللي وراه بضړبة واحدة والطريق لده إني لازم أوصل للملف اللي أنا عايزه قبل دخول الشحنة الجاية مصر لإني لو منعناها من الدخول هتكشف قبل ما أقدر أخد الملف ده.
زاد خۏفها أضعافا فقالت بقلق
_أنا خاېفة عليك يا آدهم عشان خاطري خلي بالك من نفسك أنا... آآ... بحبك ومعنديش أستعداد أخسرك.
منحها ابتسامة هادئة قبل أن يستدير ليستعد للمغادرة هامسا لها
_مكنش عندي أي سبب يخليني أخاف على نفسي من المۏت
دلوقتي بقى