الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل السابع عشر بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

ديدا ودلوقتي هتقوليلي راحة فين السعادي ولا تطلعي زي الشاطرة بردو تنامي!
جزت على شفتيها السفلية پغضب 
_ما تبقاش غلس يا أحمد أنا اتصلت على بابا واستأذنت منه وبعدين كلها عشر دقايق وراجعة.
أغلق باب القصر الداخلي وصاح بعصبية 
_على فوق يا فريدة أنا مش أهبل عشان أخليك تخرجي الساعة 11ونص!!
مسحت على وجهها بغيظ وصاحت بانفعال 
_وبعدين معاك يا أحمد أنا بقالي ساعة بحاول اقنعك قولتلك هنزل وراجعه بسرعة مش هتأخر.
دس مفتاحه ليغلق الباب وعاد لمقعد الصالون بهدوء فلحقت به وهي تحاول السيطرة على ڠضبها أمام عناده فقالت بهدوء كاذب 
_عشان خاطري مش هتأخر والله حرام عليك أنا تعبانه ومش قادرة اتكلم.
قال وهو يعبث بهاتفه دون ان يهتم برجائها 
_اللي عندي قولته.
كورت يدها بعصبية ودت حينها لو طالته أظافرها فتنهش وجهها فدنت تستند على الأريكة القريبة منه تهمس على استحياء واضح 
_هروح الصيدالية أجيب دوا وراجعة.
أبعد عينيه عن الهاتف ومنحها نظرة متفحصة فارتبكت وهي تستأذنه 
_ها أمشي بقى أنا قولتلك رايحة فين أهو!
نهض عن مقعده وجذب جاكيته يرتديه ثم إتجه للطاولة يجذب مفتاح سيارته وأشار لها وهو يتفادى التطلع إليها حتى لا يخجلها 
_اطلعي أوضتك يا فريدة هجبلك طلبك وراجعك.
برقت بعينيها پصدمة وراحت تردد بتلعثم 
_طلب ايه لأ أنا آآآ... إنت فهمت غلط أنا بس آآ... 
تركها تبحث عن سياق الحديث المناسب وأغلق الباب من خلفه وغادر تاركها تكاد ټقتل خجلا فجابت الردهة ذهابا وإيابا وهي تتساءل 
_يا ترى فهم أيه!!!
ولكمت الهواء بانفعال 
_ده حتى مدنيش الفرصة افهم هو فهم أيه!!!
انتفضت بوقفتها فور سماع صوت سيارته فركضت للأعلى سريعا تختبئ بغرفتها لتستمع بعد قليل لصوت طرقات باب الغرفة وقفت خلف الباب تردد بارتباك 
_عايز أيه أنا نايمة.
ابتسم على طريقتها وقال 
_افتحي خدي الكيس ونامي براحتك.
تصنعت دهشتها 
_كيس أيه ده!
احتضن زواية أنفه بتعب 
_افتحي يا فريدة. 
فتحت الباب ومدت يدها دون ان تريه وجهها فمسك ضحكته بصعوبة ومد لها الكيس البلاستيكي حملته وأغلقت الباب بقوة جعلته يقهقه ضاحكا وهو يردد 
_مفيش داعي للشكر ده إحنا ولاد عم!!
واتجه لغرفته بينما فتحت هي الكيس البلاستيكي پصدمة من معرفته ما تخوضه الآن فوجدت أدوية مسكنة لالم بطنها القاټل وما تحتاجه لتقضي عذرها الشهري بسلام ومنذ تلك الليلة لم تستطيع أن تنسى موقفها المحرج حتى تلك اللحظة! 
استكان على المقعد پصدمة طعنت ما تبقى لديه يختطف نظرة مستنكرة إليه ويعود لشروده من جديد الصمت كان يتلاعب بهما وكلاهما يتحملان الجو المطموس بالثليج حتى مزق علي جلبابه قائلا بعدم استيعاب 
_بالرغم من كل اللي عمله فيك ده سكت ازاي! حتى بعد مۏته ولحد اللحظة دي سكت ليه يا عمي!
استند بجزءه العلوي على الطاولة الفاصلة بينهما وقال 
_كلامي هيعمل أيه يا علي اللي حصل مش هيغير الحقيقة.. 
عارضه بتعصب 
_بس كان على الاقل هيقلل مسافة البعد اللي بينك وبين فريدة هانم مكنتش هتوصل بيك العقۏبة لسنة يا عمي!!
وبعدم تصديق صاح 
_إنت إزاي كده ازاي قادر تتحمل ومكمل بتضحيتك حتى بعد كل السنين دي! أنا عقلي هيقف من التفكير!!
رد عليه ونفس ابتسامته لا تفارقه 
_ونهايتها خير يا علي خلاص هنتجوز أنا وفريدة وهيتلم شملنا.
انكمشت ملامحه باشمئزاز مما فعله أبيه وقال
_قدرت تسامحه إزاي أنا مش هقدر!
استقام بوقفتع وهو يردد باندفاع 
_علي متندمنيش إني حكيتلك متنساش وعدك ليا!
هدأت انفعالاته وقال بتريث 
_انا آسف على عصبيتي بس الحقيقة بشعة اوي يا عمي اتحملتها ازاي!
أراد أن يغير مجرى الحديث الذي أشعره بالاختناق فقال بمرح وهو يدفعه للخروج 
_ما خلاص يا دكتور هنقضيها رغي الساعة بقت 2 أنا ورايا شغل الصبح ومش قادر للسهر إرجع أوضتك وسبني بقى أنام.
ضحك علي وحاول تفادي دفعه قائلا 
_طيب ما تكنسل الشغل بكره وتقعد معانا في عزومة بكره أكل مصري ومغربي وحوار.
نجح بأخراجه من الغرفة وقال قبل ان يغلق بابه 
_بكره نشوف الحوار ده تصبح على خير. 
قضى عمران ليله يعمل على أحد الصفقات التي قرر توليها بنفسه لاهميتها فترك العمل لأحمد وانشغل هو بأهم صفقة تخص شركة العائلة فارتشف كوب قهوته وهو يتابع العمل محركا رأسه يسارا ويمينا پألم انتابه من جلوسه الغير مريح على الطاولة والمقعد الخشبي أمام الحاسوب فترنح له مسمع دقات خاڤتة على باب غرفته جعلته يتأمل الوقت من أمامه بدهشة فهمس بخفوت 
_مين اللي صاحي لحد دلوقتي!
ورفع صوته الذكوري 
_ادخل. 
تحرر مقبض بابه وولجت للداخل بخطوات بطيئة مترددة حتى انتهت بوقوفها أمامه فردد باستغراب وهو يتأمل عينيها المنتفخة من اثر البكاء 
_مايا!
رفعت يديها المرتشعة تفك عنها مئزرها الأسود لتظل بقميصها الطويل أمامه فاندهش مما تفعله ولم يكن بالأحمق ليفسر تلك الاشارة الصريحة بموافقتها بالسماح له بالقرب منها وأيضا ليس بالغبي ألا يدرك سبب تورم عينيها بالبكاء ورجفة جسدها.
شعر بنيران تضرم قلبه حينها تصور ما فعله مزحه بها أكانت تبكي كل تلك الساعات!! 
هل تسبب بوضعها بتلك الحالة المؤلمة ما بين اتخاذ قرار كذلك ليته لم يفكر يمازحها قط!
انحنى عمران يلتقط مئزرها ثم نهض يحتمل بركبة قدمه اليسرى على المقعد ووضع المئزر حولها ليخفيها تماما!
فتحت مايسان عينيها پصدمة مما فعله فقال بۏجع سكن رماديته قبل أن يتجه لنبرته 
_انا مش بالحقارة دي وبعتذرلك لو هزاري ضايقك وأجبرك تاخدي الخطوة دي أنا آسف.
تحررت من كبتها لما تخفيه فبكت بصوت مسموع جعله يضمها إليه بقوة جعلتها تتمسك به وهي تبتسم بفرحة بأنه فعلها لأجلها.
همس لها عمران بحب وصل مضمونه لها الآن 
_أنا بحبك يا مايا صدقيني اللي في دماغك ده مش فارق معايا من الأساس.
وأبعدها عنه لتتمعن بعينيه عساها تلتمس صدق مشاعره 
_أنا عارف انك ادتيني فرصة تانية ويكفيني آنك مازلتي بتحاولي مش متضايق من ده أبدا ومنتظرك لحد ما تكوني جاهزة تتقبليني وتتقبلي حقيقة إني اتغيرت عشانك.
غادر اصفرار وجهها وحل محله سعادة جعلته دمويا ابتسم وهو يراقب تبدل حالها ب قائلا 
_روحي ارتاحي ومتفكريش بأي حاجة غير حاجة واحدة بس.
تابعته باهتمام فقال 
_إني بحبك ومستحيل هعيد أخطائي تاني يا مايا. 
وترك يدها وهو يمنحها نظرة مطولة ختمها بمزحه 
_هتروحي تنامي ولا أغير رأيي بشكلك المغري ده!!! 
وتابع وعينيه تتلصص إليها وبنيته المزح 
_قوليلي يا مايا هو حد قالك إن الاڠراء بيكون بالاشياء المحترمة الطويلة! يعني إديني أمل إني في يوم ما تحني عليا ألقى شيء يتلبس غير ده! 
جحظت عينيها صدمة وكادت أن تتحدث ليقاطعها بسخط 
_وقح حفظتها دي! 
وتابع بفم مقوس 
_أهو الصيت ولا الغنى!!
ضحكت رغما عنها فشاركها الضحك هو الأخر وقال بحنان دافئ 
_تصبحي على خير. 
ابتسمت وهي تجيبه بحب 
_وإنت من أهله. 
وتركته واتجهت للخارج بفرحة كبيرة وكأنها حصلت على الخلاص أخيرا فراقبها ببسمة هادئة وعاد يتابع عمله مجددا. 
حديث مايسان عما كانت ستخوضه ايقظ بفاطمة كل ما كبت داخلها ذاك الکابوس الذي هجرها منذ أيام قليلة عاد يهاجم بكل شراسة امتلكها.
ابتل وجهها بعرقها النازف وجسدها يتحرك بشراسة
رافضة الانصياع لعقلها الباطن الذي يسحبها لتلك الدائرة التي ترى ذاتها تواجههم بمفردها أحمد ردد بدهشة 
_فطيمة!
وعلى الفور ركض لغرفتها من الباب الجانبي الفاصل بين الغرفتين فصعق حينما وجدها تنتفض لمنامتها وتصرخ بكلمات غير مرتبة 
_لأ... محدش يقرب... لأ.. لأ.. لأ. 
فتح الضوء واندفع تجاهها يحرك وجهها برفق وصوته يغزو لېحطم أحلامها 
_فطيمة

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات