رواية صرخات انثى الفصل السادس عشر بقلم ايه محمد رفعت
تتأمله ببسمة هادئة انقلبت لتوتر فور نطقه دون الاستدارة لها
_قربي هتفضلي واقفة عندك كتير
دنت منه وهي تتطلع بدهشة انتقلت لسؤالها
_عرفت منين أنا بقالي ساعة بخبط على الباب!
رفع عينيه لها وقال بنظرة تحوم عاطفته بها
_قلبي بقى يحس بوجودك.
ابتسمت ساخرة ودنت منه تنحني لتضع على قدمه الملفات قائلة
تمعن بعينيها طويلا وكأنه يبحث عن ضالته بعد غيابا ونظراته غامضة لدرجة ألمت قلبها فرددت بتوتر
_مالك
انفلت ببسمة صغيرة تحمل تعاسته
_مخدتش على قعدة البيت أنا مكنتش بلمح أوضتي ولا سريري غير على وقت النوم يا مايا.
لم تتمكن من حجب دمعاتها المتأثرة به فرفعت يدها تحيط جانب وجهه النابت بلحيته لمستها جعلته يعيد النظر إليها ببسمة عاشقة وخاصة حينما قالت بصوتها الرقيق
واستكملت ببسمة حب
_الوقت الفاضي اللي عندك ده المفروض تفكر باللي فات من حياتك واللي جاي صلي واتقرب من ربنا مش يمكن تعبك ده ابتلاء عشان ربنا وحشه صوتك وإنت بتدعيله على سجادة الصلاة وبتقوله يا رب!
_ربنا بيعز عليه عباده وبيديهم أكتر من فرصة عشان يبعدوا عن المعاصي لمس فيك ندمك وعزمك على البعد عن معصيته فمدلك إيده وإنت مينفعش ترجع عن عزيمتك يا عمران صلي واتقرب من ربنا ولو حسيت إنك مخڼوق طلع مصحفك اللي أراهنك مش بتفتحه غير كل رمضان.
وأخفضت يدها لموضوع قلبه تؤكد له
_صدقني ده وقتها هيرتاح.
_بحبك.
ابتسمت وهي تردد على استحياء
_وأنا كمان بحبك.
ابعدته ورتبت حجابها جيدا ثم رفعت القلم ڼصب عينيه لتخبره بارتباك وهي تلهي ذاتها بتفحص الملفات التي سقطت أرضا منه
جذب الورقة ووقع الأوراق وعينيه ټخطف النظرات إليها فحملت الملفات وإتجهت للمغادرة ليوقفها سؤاله الغامض
_بتعرفي تطبخي
رمشت باستغراب واستدارت توجهه بحيرة
_أيوه ليه!
تطلع أمامه ببسمة هادئة جعلتها تعود أدراجا لتقف قبالته من جديد
وبمزح قالت
_عايز تجرب أكلي يا بشمهندس!
لعق شفتيه الجافة وقال ببعض الحرج
_بصراحة بقالي فترة واعد جمال ويوسف إني هعزمهم على أكل بيتي وإنتي عارفة طبعا فريدة هانم ملهاش في نوعية الأكل دي فبقول يعني هتبقى فكرة لطيفة لو عزمتهم هنا بكره أهو يقضوا معايا اليوم بدل ما أنا قاعد كده.
أشارت له بفرحة حملتها داخلها بأنه يطالبها بمسؤولية هكذا وإن كانت ستفعل شيئا بسيطا مثل ذلك لاسعاده بالطبع لن تتأخر فقالت بحماس
_اتصل بيهم حالا واعزمهم وأنا اوعدك إني هشرفك بكره قدامهم وهتشوف.
وضعت الملفات عن يدها وأخذت تردد وكأنها تتحدث مع ذاتها
_أنا هنزل السوبر ماركت اجيب اللي هحتاجه بس الأول لازم أحضر القايمة باللي هطبخه وهحتاج ليه.
راقب حماسها ببسمة جذابة لا يعلم إلى أي حد سيصل عشقها داخله تحرر صوته أخيرا فقال
_بالنسبة للملفات والشكل وأنكل أحمد اللي هيتضايق
خطفت نظرة سريعة للملفات الموضوعة على المقعد بحزن ثم قالت ببسمة معاكسة
_الشغل يستنى أي شيء في الدنيا يستنى لو الموضوع فيه تحدي لقدرات الست بالمطبخ.
وأشارت له ومازال يتابعها ببسمة جذابة
_عن أذنك بقى يدوب ألحق أرتب نفسي بفكر أخد فطيمة معايا أهو