رواية صرخات انثى الفصل السادس عشر بقلم ايه محمد رفعت
تفكيرها الطاحن بينه وبين ذاتها ليس لكونه طبيبا نفسيا ماهرا لكونها تعد محور حياته الاساسية فبات يفهم كل حركة تصدرها حتى إشارات عينيها!
أراد أن يبدل الحديث الخانق بينهما فسألها باهتمام
_خلصتي الكتاب
هزت رأسها نافية وأجابته بحماس
_لسه بس ممكن على بليل أخلصه.
ابتسم وهو يتأمل ابتسامتها التي يفتقدها ثم قال
أشارت إليه بهدوء فإتجه للمغادرة وقبل أن يصفق باب غرفتها قال بمزح وهو يغمز لها
_جهزي نفسك علشان لما أرجع هنكمل جلساتنا متفكريش إنك خلاص لما بقيتي مراتي هتنفدي من جلسات دكتور علي!
وجدها مطيعة تهز رأسها لكل أمرا يخبرها به فابتسم وهو يطالبها
جحظت عينيها صدمة وركضت تجاهه فتهللت أساريره ظنا من أنها ستمنحه ضمة تشفي صدره فوجد ذاته يحتضن باب غرفتها المغلق بقسۏة بوجهه عوضا عنها فتمردت ضحكاته عاليا وردد بصعوبة
_ماشي يا فطيمة الأيام بيننا!
بالأسفل.
استمرت مايسان بالعمل برفقة أحمد فور عودتهما من الشركة فقدمت له عدد من الملفات الهامة وحملت البعض منها ثم نهضت تخبره
هز رأسه بتفهم وعينيه مشغولة بقراءة الملف من أمامه وحينما شعر بخطوات حذاء يعلم صاحبته جيدا قال بمكر
_بقولك يا مايا.
تراجعت عن الدرج متسائلة
_أيوه.
قال بحماس وأعين لامعة
تعالت ضحكاتها وبالرغم من عدم معرفتها بقصته مع خالتها الا أنها قالت بترحاب لظنها بأنه على وشك السقوط بحب تلك الموظفة
_حاضر هخليهم يبعتوها هي أي أوامر تانية يا أحمد باشا
منحها ابتسامة خبيثة ورد باستحسان
منحته بسمة مشرقة قبل أن تكمل طريقها للأعلى فاستوقفها صوت فريدة الحازم
_رايحة فين
تلاشت ابتسامتها بشكل ملحوظ وبجفاء قالت
_في أوراق عمران لازم يوقع عليها.
وكادت باستكمال الدرج للأعلى ولكن يد فريدة كانت الاسرع أليها أوقفتها وهي تتساءل بذهول
_مالك يا مايا بقالك فترة بتعامليني بالشكل ده ليه
_لإني مصډومة فيك يا فريدة هانم طريقة معاملتك لفاطيما ۏجعاني أوي ومخليني مش قادرة أستوعب إن اللي قدامي دي هي نفسها الست اللي ربتني وأخدتني في حضنها بعد ۏفاة أمي ولا الحنان اللي عاملتيني بيه ده كان لإني بنت أختك ويمكن لو كنت مرات ابنك بس كنت هلاقي نفس معاملة فاطيما.
صاحت بانفعال
_أيه الهبل اللي بتقوليه ده!
_ده مش هبل يا أمي دي الحقيقة.
قالها علي بابتسامة ممتنة لزوجة أخيه التي بادلته نفس الابتسامة واستكملت طريقها للأعلى بينما هبط علي ليقف على نفس الدرجة التي تحمل فريدة منحها نظرة حزينة وقال
_انا مش عارف إنت قولتي أيه لفطيمة خلاها تفقد الوعي بالشكل ده بس صدقيني لو حصلها حاجة هتكوني خسړتي علي ابنك للأبد.
وتابع بنفس نبرته المنكسرة
_بالرغم من كل اللي بتعمليه معاها الا أنها رفضت تقولي اللي حصل بينكم فاكرة إنها بكده مش هتكبر المشاكل بينا بتمنى تقدري اللي عملته يا فريدة هانم.
وتركها محلها وغادر بصمت بعدما قابل عمه المنشغل بالعمل ببسمة صغيرة بينما وقفت هي تتطلع لأعلى وتهمس پحقد
_حرباية وعارفة تتلوني بمية لون.
مازالت تصر أن ما تفعله فاطيما ليس الا لتنال شفقة علي وتكسبه لصفها مع أن الحقيقة تبرهن صلاح القول بأنه بالفعل يحبها وينحاذ إليها ليست تلك المعركة التي ستجعل الكفة الاخرى