رواية صرخات انثى الفصل الخامس عشر بقلم ايه محمد رفعت
بالغموس!
ضحكت مايسات وأبعدت عنها الشوكة ثم جذبت العسل والشطيرة وتناولت طعامها مثلما يفعلون فصاحت بها فريدة بعصبية
_مايا أيه اللي بتعمليه ده فين الاتكيت!!
هزت كتفيها بقلة حيلة فتعالت ضحكات عمران بمشاكسة وكأنه حرر أول الفتيل وترك لهم الباقية قرب علي من فطيمة طبق الخبز وجذب أحدهم ثم فرد بالسکين الجبن ليتناوله ببسمة مكبوتة على وجه والدته الأقرب للانفجار.
وتركتهم وصعدت للدرج وقبل أن تنجرف لغرفتها تسلل إليها أصوات ضحكاتهم الصاخبة فور مغادرتها فاتجهت للسور الحديدي لتراقبهم بنظرات مشټعلة وخاصة حينما استمعت لاحمد يقول بمرح
_تحسوا الجو بقى نقي أكتر من الأول صح
ضحك علي وهو يشير له بحذر
رد عمران بغمزة مشاكسة
_عمك مش ببهمه حد صح يا وحش
ضحك وهو يغمس العسل ويلتهمه مرددا بمزح وهو يلعق أصبعه الحامل لبقايا العسل
_ أمك لو شافتني بعمل كده هتطردني وهتطردكم ورايا!
ضحكت مايا وقالت
_أنا مش متخيلة شكلها لو شافتك بتعمل كده يا أنكل.
_أنا قرفت بصراحة كل يوم سلطة وروتين أكل ممل يا رتنا عملنا كده من زمان!
قال عمران وهو يتطلع لفطيمة التي تراقبهم ببسمة صغيرة
_يا ريتك اتجوزت من زمان يا علي لإن الظاهر كده إن جوازك بداية التغير هنا!
ارتشف قهوته وأجابه
_حملك عليا يا عمران هتحدف كل حاجة عليا أنا مش ناقص الله يكرمك.
_أنا الحمد لله شبعت هستناكي بره يا مايا عشان منتاخرش على الشركة.
وتابع بسخرية
_كنت فاكر إني هربت من مطحنة الشغل اللي في مصر جيت لقيت شركة عمران في انتظاري!
رد عليه ببسمة هادئة
_هتتردلك يا عمي.
وتابع بخبث
_الله أعلم يمكن تأخد اجازة كبيرة عشان تتجوز مثلا وتقضيلك شهر كامل ساعتها مش هتلاقي غيري يشيل الليله.
_جواز أيه!
تنحنح علي وهو يسدد نظرة قاتمة لاخيه
_متأخدش في بالك يا عمي إنت عارف إن عمران بيحب يهزر.
أزاح بالمنديل بقايا الطعام عن شفتيه وقال ببسمة ماكرة
_أنا قصدي إن في الشركة عندنا مزز هتخليك تغير رأيك وهتفكر جديا بالارتباط يا عمي مش كده يا مايا
هزت رأسها بتأكيد فقال
_ابقي عرفيه على مدام أنجلا لسه متطلقة من شهرين بس أيه يا عمي مزة تحل من على باب المشنقة.
مسح علي وجهه بغيظ بينما هز أحمد رأسه بمرح
_وماله نتعرف منتعرفش ليه يمكن على رأيك نفكر نرتبط!
قالها وعينيه مسلطة على ظلها الڤاضح لوقوفها بالأعلى فخدمه عمران خدمة يستحق لأجلها الكثير لا يعلم بأنه يحاول الآن مساعدته بعدما ڤضح أمرهما!
جذبت مايسان حقيبتها واتجهت لعمران تخبره
_أنا مش هتأخر في شوية أوراق واقفين على توقيعك هجيبهم وأعرف أنكل أحمد على الموظفين وأقدمله ملفات أخر صفقات للشركة وهرجع على طول.
منحها ابتسامة جذابة وهمس لها بحب
_خلي بالك من نفسك ومتتأخريش عليا عشان بتوحشيني.
رمشت بعدم تصديق وانجرفت بعينيها لفطيمة وشمس وعلي ثم عادت ټطعنه بنظرة خجلة من وقاحته فحملت الحقيبة وغادرت على الفور بينما ردد علي بضيق
_متبقاش عمران