الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الخامس عشر بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

وضمت الكتاب إليها لتهرول من أمامه صافقة الباب بوجهه رمش بعدم تصديق ومن ثم اڼفجر ضاحكا وهو يهمس بمرح 
_أيه حبها في رزع الأبواب! 

فور أن توقفت حركة السيارة حتى تحركت برأسها تتأمل من النافذة المكان فعادت تتطلع إليه متسائلة بدهشة 
_جايبنا عيادتك ليه يا يوسف
لم يجيبها بل نزع حزام السيارة وهو يردد بثبات 
_انزلي. 
انصاعت عليه ففتحت الباب واتبعته للمصعد فما أن أغلق بابه حتى قالت بتوتر 
_ممكن تفهمني احنا جاين هنا ليه لسه ساعتين على معاد فتح عيادتك! 
تمسك بصمته وكأنه يبث به كل تفكيره فيما سيفعله كرامة الرجل حينما تهان على يد إمرأة يسود وجهه ويخشى أن يلاحظ من حوله ذاك السواد العالق على جبينه نهيك إن كانت تلك المرأة زوجته!
توقف المصعد فخرجت من خلفه تتجه لعيادته القابعة بالطابق الثالث وبطريق الرواق المتسع تسمرت قدميها صدمة حينما رأت إحدى شقق الطابق الثاني المجاورة لعيادته بالتحديد تحمل لافتة مضيئة بإسم الدكتورة ليلى حسن عادت بنظريها إليه وإصبعها يشير على اللافتة بعدما فقدت قدرتها على النطق منحها يوسف نظرة جامدة وبهدوء تحرك ليحرر بابها بمفتاحه الخاص وفتح ذراعه قائلا بصوت يسخره الألم 
_فاضل على عيد ميلادك عشر أيام كل سنة وإنت طيبة يا دكتورة.
عقلها كان هزيلا لا يستوعب ما يقوله أجبرت قدميها على الدخول فجابت عينيها على كل ركن لمحه بصرها ردهة الاستقبال الضخمة ومكتب السكرتيرة الذي مازال يحمل اللاصق والأكياس فبدى إنه اشتراه منذ مدة قصيرة حتى استقرت قدميها داخل غرفة الكشف الحاملة لاجهزة ومعدات تفوق المليون دولار كونها طبيبة تعرف جيدا أسعار الأجهزة الموضوعة أمامها.
تدفقت الدمعات حسرة من حدقتيها فحاولت التقاط أنفاسها الثقيلة وهي تخرج من غرفة المكتب تركض تجاه يوسف الذي مازال يستند على الباب الخارجي للشقة وكأنه فقد روحه فأصبح لا يطيق التحرك عن محله فقد مذاق الحياة فجأة بعد شهور قضاها بالكد والتعب ليجمع ثمن كل شيء هنا وبالنهاية اتهمته بأنه يغار منها!
استقرت عينيه الشاردة عليها حينما انتهت من جولتها وخرجت إليه بعينين منتفخة من أثر البكاء فبدت مرتبكة لا تعلم ماذا ستفعل بالتحديد فاقتربت منه تمسك يده الحاملة لدبلته الفضية حول اصبعه تغمس أصابعها بدبلتها الذهبية ورددت بصوت محتقن 
_أنا آسفة يا يوسف.. حقك عليا. 
أغلق عينيه بقوة وفرد أصابعه لتتلاشى عن أصابعها وقال ومازالت عينيه تتأمل الطرقة الفاصل بين عيادتها وعيادته 
_بالبساطة دي! أنا بقالي شهور بفكر أحققلك حلمك ازاي وبسعى وبتعب عشان أشوف ابتسامتك وبالنهاية أطلع حاقد على نجاحك!
فمالت برأسها على كتفه وپبكاء قالت 
_عشان خاطري سامحني أنا كنت غبية أنا عارفة إنك بتحبني ومستحيل أهون عليك.
بقى ثابتا لم يرف له جفنا تأثرا بها وقال 
_عايزاني أسامحك 
رفعت عينيها المتلهفة إليه وأومأت برأسها عدة مرات فقال بجمود تام 
_تتخلي عن شغلك عشاني موافقة
صعقټ مما استمعت إليه فظنت بأنها تتوهم كيف يمنحها سعادة عظيمة بامتلاك مثل تلك العيادة التي تقدر بالملايين ويطالبها بترك العمل! بالتأكيد تتوهم سماع ذلك.
أسبلت ليلى بعينيها وهي تعود لسؤاله ببسمة تعكس مدى ارتباكها 
_إنت بتقول أيه
لم تلين نظراته تجاهها فبقى صامدا لا يعلم اللين طريقه لوجهته ليردد بخشونة
_زي ما سمعتي مستعدة تسيبي شغلك عشان جوزك وبيتك يا دكتورة 
واستطرد وعينيه تتأمل العيادة الفخمة بنظرة ساخرة
_عشر شهور قضيتهم بتجهيز المكان ده وكل ده علشان أشوف الابتسامة على وشك. 
وسحب عسليته إليها ليردد بتهكم
_بالرغم من إن عيادتي محتاجة تجديدات وبالرغم من إني عارف إنك هتنشغلي أكتر بعد ما أفتحلك العيادة دي بس مفيش شيء همني أكتر

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات