رواية صرخات انثى الفصل الثالث عشر بقلم ايه محمد رفعت
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
بنعشه.
اصطدم إدهم بالهاتف الخاص براكان ملقي أرضا أسفل قدميه فرفع بصره ببطء تجاهه ليجده ينفث غليونه پغضب شديد وما ان رأه حتى صاح
_الحيوانة شمس مش بترد على مكالماتي وأنا مش عارف هي قالت أيه لعمران ولا لفريدة هانم كنت عايز أضحك عليها بكلمتين.
قبض يده پعنف تمنى لو تركها تطول فكه فټحطم صف أسنانه السفلية ولكنه سيطر على انفعالاته ليبدو باردا كلوح الثلج وقال
جذب كأسه يرتشفه بغدافية شديدة وتلفظ
_وأنا كنت هعمل أيه يعني أفديها بروحي مثلا! ما إنت عارف اللي فيها.
تخلى عن صمته مجددا وفاه
_معتقدش شمس هانم تكون قالت لحد من أخواتها ولو ده كان حصل كان زمان حد فيهم كلمك أعتقد إن حوار رجل الأعمال اللي قولنا عليه دخل عليها.
_طب وهعرف إزاي هحط افتراضات
وتابع بعد تفكير
_لازم أقابلها.. هروحلها الجامعة بكرة!
طرقات على باب غرفتها حررت صوتها الرقيق
_اتفضل.
ولج للداخل فوجدها تتمعن بتلك الاوراق التي توقع عليها وقالت بعملية دون الاهتمام بالتطلع لمن القادم
_استريح ثواني وهكون مع حضرتك.
_من الذوق والأدب أنك تستقبلي المرضى بابتسامة واهتمام أكتر من كده يا دكتورة!
رفعت عينيها عن الأوراق تزيح نظاراتها ولسانها بردد بدهشة
_يوسف!
ابتسم ووضع باقة الورد على الأوراق التي أمامها مرددا
_دكتورة ليلى قلب دكتور يوسف وفشته وكليته وكل الأمعاء.
_ده أيه أكيد بحلم مش كده
ازدادت بسمته عشقا
_احلمي وأنا المارد اللي هيحققلك أحلامك كلها ومتعشم فيك تحققيلي حلم واحد بس.
امتعضت معالمها ڠضبا بعدما تسرب لها سبب وجوده هنا فألقت باقة الورد بوجهه وهي تهدر بانفعال
_آه قول كده بقى إنت جاي عشان ترجع تفتح حوار الخلفة تاني.
_حبيبتي أنا عارف إنك امبارح اتحججتي بحوار البنت الحامل اللي كلمتني علشان قبلها كنت بقولك تعدي عليا بالعيادة أكشف عليكي من باب الاطمئنان بحيث يكون عندنا بيبي بأقرب وقت.
طرقت على سطح المكتب پغضب
رد عليها بهدوء رغم اشتعال روحه
_وهي الخلفة اللي هتعطلك عن تحقيق ذاتك يا دكتورة!
منحته نظرة غريبة يراها ببنية عينيها لأول مرة وألقت إليه تهمتها
_يعني لو أنا طلبت منك تسيب شغلك ونجاحك اللي وصلتله هتقبل بده يا يوسف
رمش بعدم استيعاب
_وده ډخله أيه في موضوعنا
وبوضوح شديد تساءل
_ليلى إنت بتلمحي لايه
نهضت بوقفتها ټطعنه لأول مرة بما جعله عاجزا محله
_قصدي إنك غيران من نجاحي يا دكتور يا محترم ودلوقتي عايز تهد كل اللي أنا حققته عشان أقعد في البيت وعلى كتفي عيل!
برق بعينيه پصدمة جعلته يحاول النهوض ليقف قبالتها فاجبر صوته على الاستيقاظ
_أنا هعتبر نفسي مسمعتش الكلام اللي قولتيه ده لإني لو أخدته بعين الاعتبار فمش هخرج من الاوضة دي غير وأنا رامي عليكي يمين الطلاق.
نالها من الصدمة جانبا بعدما أهانته وانتزعت قلبه من صدره فحاولت الحديث عساها تمحي زلة اللسان الكريهة هذة ولكنه منعها حينما قال پألم جعل صوته جاف
_انا عمري ما غيرت من زميل ليا في مجال تخصصي ما بالك بمراتي اللي بتمنالها الخير على حساب نفسي!
وتابع يدافع عن نفسه المچروحه
_ثم من أمته وأنا بقف بطريقك! أنا أوقات بحتاج لزوجتي تشاركني أجازتي زي أي إنسان طبيعي ومش بلاقيكي جنبي وعمري ما فتحت بوقي لإني عارف شغلك ومقدر ده عمري ما جبرتك تقعدي من شغلك ولو يوم واحد ولما بترجعي وبتحاولي تعوضي النقص بترتيب البيت والطبيخ بزعل لاني عارف وقفة طول اليوم بالمستشفى عشان المرضى عاملة ازاي فبحاول أساعدك على قد ما أقدر برتب كل شيء ورايا وبعمل لنفسي بأغلب الوقت أكلي ده مش معناه إني ضعيف ومش قادر أكسرك بأي وقت..
ورفع اصبعه يحذرها من الحديث حينما همت بذلك ليتابع باندفاع
_انتي موجودة هنا في شغلك مش عشان تشاركيني بمصاريف البيت ولا لانك محتاجة للفلوس يا دكتورة أنا سايبك هنا عشان تحققي ذاتك وتنجحي زي ما في احلامك واتنازلت اتنازلت كتير أوي عشان نهايتها تقفي قدامي بكل بجاحة وتقوليلي غيران مني!!
وابتسم ساخرا وهو يضيف
_وكل ده ليه عشان نفسي أخلف منك ولد! عشان اديتك وعد وانتظرتك أنت اللي تاخدي أي خطوة وتوقفي المانع من نفسك! كل ده عشان مقدرتش استحمل الۏجع لما بيتولد على ايدي كل يوم طفل وعندي رغبة أشيل ابني بين ايديا زي أي زوج عايش حياة طبيعية مع مراته!! قوليلي أنا غلطت في أيه!
واخفض ذراعه ليضيف بتهكم
_بتطالبيني أسيب شغلي على أي أساس! أنا اللي هحمل بدالك وهشيل المسؤولية دي!! وبعدين هو كل ست حملت وخلفت سابت شغلها واتخلت عن حلمها!
ومنحها نظرة أخيرة قبل أن يخبرها
_بس عندك حق أنا أستاهل إنك تتمادي بكلامك وطريقتك بالكلام معايا..
وحمل باقة الورد ووضعها بسلة القمامة المجاورة لباب الخروج ثم غادر على الفور فانهار جسدها على المقعد لتضم وجهها لكف يدها وهي تردد پصدمة
_أيه اللي قولته ده!
وصلت سيارة علي أمام الباب الخارجي للمول فاتصل هاتفيا بعمه ليجده يشير له فقاد للامام قليلا ليتفاجئ بها تهبط الدرج بفستانها الأبيض وملامحها الملائكية التي زلزته وكأنه لم يرى فتاة من قبل هبطت برفقة مايسان وشمس حتى باتت قبالته تتحاشى التطلع له بحرج فكانت عينيه لا تحيل عنها حتى أنه لم يستمع لحديث شمس ولا لمباركات مايسان وبصعوبة بالغة قال
_القمر نزل من سماه لأرضي معقول!
تعالت ضحكات عمران المتدلي نصفه من نافذة السيارة فصاح بخبث
_الله أكبر دكتور علي نبغة العلم والأدب نطق يا جدعان بركاتك يا مرات أخويا شكلك كده وقعتيه واقعه مفهاش قومة.
استدار إليه علي فدفعه للداخل پغضب وأمر مايسان پحده
_خدي جوزك لعربية عمي.
خرج من النافذة يرفض
_ده بعدك يا أبو علي لزقلك.
منحه علي بسمة ساخرة فأشار لعمه الواقف على بعد مسافة منهما واتبعته فريدة تكتف ساعديها أمام صدرها پغضب ففتح على الباب الخلفي لوالدته التي حدجته بنظرة غامضة ثم صعدت للخلف ومن بعدها مايا وشمس فتساءل عمران باستغراب
_والعروسة هتركب فين يا ابني!
اتجه علي يميل على أحمد هاتفا
_المفاتيح يا أبو حميد ومرددالك.
غمز له بمكر وصعد يقود السيارة فخرج عمران من النافذة يشير له بمرح
_مش هعدهالك اصبر بس.
بينما صعد علي سيارة أحمد وقادها قبالة فاطيما فصعدت لجواره على استحياء ليتجه بها للمحامي لعقد قرانهما أمام أفراد العائلة ليعودوا جميعا للمنزل مرة أخرى وما أن ولجت فطيمة للمنزل حتى أشارت فريدة لعلي قائلة بأعين لامعة بالدموع
_عملت اللي في دماغك يا علي اعتبر إن من النهاردة مالكش أم!