رواية صرخات انثى الفصل الثالث عشر بقلم ايه محمد رفعت
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما اللهم إني أعوذ بك من شړ نفسي ومن شړ كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم.
تجمعت الدهشة والريبة لتشكل على معالم علي بحرافية وبالرغم من محاولات أحمد ببث الأطمئنان إليه الا أنه لم يكن بذلك أبدا فما أن توقفت سيارته قبالة العمارة حتى قال قبل هبوط الجميع
حدجته من تجلس بالخلف جوار مايا وشمس بنظرة قاټلة ورددت باستهزاء
_والله ولما هي مبقتش كويسة خرجتها من المستشفى ليه يا دكتور!
تنحنح أحمد الجالس بالأمام جوار علي
_فريدة وبعدين!
ادعت برودها ووداعة ملامحها وهي تجيب
أغلق علي عينيه بقوة وهو يحاول التماسك لا يريد نزع تلك الليلة وخاصة بأنه لن يترك فطيمة تجلس بمفردها سيصطحبها للمنزل حتى موعد الزفاف فوجد شمس تمسد على كتفه وهي تمنحه رسالة مبطنه لقلقه بعدم تمكنه من الصعود برفقتهم الآن
_متقلقش يا علي هنتعامل معاها بحرص وأنا ومايا مش هسيبها خالص لحد ما ترجع بليل.
_احنا أساسا يدوب ننزل عشان نشتري الفستان ونجهز فطيمة.
ضيقت عينيها بدهشة
_تخرجوا فين
ردت شمس بتوتر
_هناخد فطيمة نجبلها فستان لكتب الكتاب.
زوت شفتيها بسخرية
_والله! طب تمام يلا عشان منتأخرش.
جحظت أعين مايا وتبادلت النظرات مع شمس وعلي وهي تتساءل
أغلقت زر جاكيتها الأسود الشبيهة للتنورة السوداء وقميصها الأسود الأنيق من أسفل الجاكيت الثمين قائلة
_عندك اعتراض يا مايا
هزت رأسها نافية وبالكد قالت
_لا طبعا أنا بسأل بس.
فتحت شمس باب السيارة وهبطت لتلحق بها فريدة ومايسان بينما ظل أحمد جوار علي ليشير له
زادت صدمة علي فصاح بعدم تصديق
_عمي حضرتك جاي معايا
هز رأسه مؤكدا فقال الاخير
_لا طبعا متقوليش إنك هتسيب فريدة هانم مع فطيمة لوحدها محدش هيقدر عليها غيرك إنت!
ضحك أحمد بشدة وردد
_إنت قاريني غلط يا علي فريدة أمك مش بترضخ لحد هي ممكن تكون بتتفادى رغيي فبتعمل اللي بطلبه عشان أبطل أتكلم بالموضوع لكن في حقيقة الأمر فريدة هانم مفيش شيء بيردعها عن اللي في دماغها.
_لو كنت قدرت عليها يمكن ده مكنش حالي!
ابتسم بسخط تمكن من إخفائه وقال محاولا تصنع جديته
_عمي أنا مش هقدر أمشي من هنا وأنا قلقان عليها وجودك على الأقل هيطمني.
وتابع بحزن تغلب عليه
_فطيمة أقل شيء بيخلي حالتها تسوء أكتر من فضلك حاول تمنع ماما إنها تضايقها.
شفق عليه وعلى القدر الذي وضعه باختبار سيكون من الصعب عليه تجاوزه كان يعلم منذ أشهر بأنه علي قد سقط بداء العشق فلم يكن بذاك الطبيب الذي يفشي أسرار عمله عن مرضاه أبدا ولكن من كثرة تفكيره بفطيمة وما يخصها كان يشعر تجاهها وإنها من أولويات حياته وكأنها أحد أفراد عائلته فكان يحاول باستماتة علاجها طوال تلك المدة التي تكمل العام بعد سفرهما من مصر لانجلترا فنتج عن انشغاله تقصيرا شمله تجاه العائلة فاضطر أسفا يبرر انشغاله لرفيقه الودود أحمد ووالدته وأخيه ظنا من أنهم سيتفهموا سبب غيابه بالأيام عن العودة.
ورغما عنه وجد الامور تخرج عن طور سيطرته فإذا بقلبه المغدور يعلن حبها صريحا له جابه مشاعره كثيرا ولكن قلبه بالنهاية انتصر.
تحركت يد أحمد تربت على ساقه وهو يخبره ببسمة هادئة
_متقلقش يا علي هكون موجود معاهم ومش هسمح لفريدة تعمل شيء.
وهبط يغلق باب السيارة وهو يشير إليه
_روح إنت مشوارك ومتقلقش.
ابتسم براحة بعدما تفادى الخمسون بالمئة من المشاكل فحتى إن كانت فطيمة ستواجه جزءا من تسلط والدته ولكنها ربما تكون هينة أمام المئة بالمئة!
ارتدت حجابها حينما استمعت لرنين جرس الباب واتجهت لتفتحه فوجدت مايسان تقف ولجوارها فتاة وامرأة تسدد لها نظرة لو حملت الجمر لأشعلت فطيمة على الفور بدى لها بأن تلك المرأة لم تكن سوى فريدة هانم والدة علي وقد صدقت أحاسيسها حينما قالت مايسان
_دي شمس إخت علي يا فطيمة ودي فريدة هانم والدته.
ابتلعت ريقها بتوتر شديد ورددت
_أهلا وسهلا.. اتفضلوا.
ابتسمت فريدة ساخرة وولجت للداخل متعمدة أن تحك كعب حذائها الأبيض العالي بالأرضية مرددة
_مش محتاجين عزومة إننا ندخل بيتنا يا حبيبتي.
كانت بدايتها معلنة للفتيات بأن تتهييء للحرب منذ الآن فخففت شمس وطأة الاحداث حينما أحاطت فطيمة بذراعيها وببسمة مشرقة قالت
_أهلا بعروستنا الجميلة اللي هتنور بيتنا.
استلطفتها فطيمة فكانت بشوشة رقيقة مثل مايسان فضمتها وأجابتها على استحياء
_تسلميلي يا حبيبتي.
مازحتها وهي تدعي بحيرة
_قوليلي بقى أناديلك فطيمة ولا فاطمة ولا فاطيما.
ضحكت وهي تجيبها
_براحتك الإسم اللي حاباه ناديني بيه.
أشارت لهما مايسان التي تقف بالردهة تراقب فريدة الجالسة على الأريكة تحدجهما بنظرة قاټلة ثم قالت
_يلا يا فطيمة ادخلي غيري هدومك عشان هننزل نشتري فستان لكتب الكتاب.
أخفضت عينيها أرضا بحرج فدنت منها مايسان تهمس لها بضيق
_هو انا مش وريتك امبارح أوضتي وقولتلك إلبسي اللي تحبيه يا فطيمة لسه بالاسدال ليه
_يمكن مش مستنضفة تلبس مكانك يا مايا ومستنية الجديد يوصلها!
قالتها فريدة وقد بدأت تلقي سهام حربها فانقبضت معالم فطيمة خوفا من القادم خاصة بأن نظراتها كانت مقبضة أجل هي تعلم بأنها لن تكون بداية سلسة بقرار زواجها ليس من علي بالتحديد بل بأي رجلا من البديهي أن والدته لن ترضخ لطلبه الغير مقبول بالزواج من أنثى تم تجرديها مما تمتلك!
هي من البداية كانت تصر برفضها لعلمها ذلك ولكنها بالنهاية لم تكن قاسېة على قلبها مثلما قسى عليها الجميع.
خطفت فطيمة نظرة لفريدة التي تقتص بنظراتها التي شملتها من رأسها لأخمص قدميهاكأنها تقيمها بنظرة تحط من قدرها فوجدت الكره والحقد يترأسان حدقتيها اعتلاها الحزن وفضلت الصمت فتركت فريدة حقيبة يدها البيضاء جانبا واتجهت لتقف قبالتها فمازالت تقف جوار شمس ومايسان جوار باب الشقة المفتوح مربعة يدها حول صدرها بثقة
_قوليلي يا فاطيما عملتيها إزاي دي وقدرتي توقعي ابني الدكتور علي!!
واستكملت بسخرية
_أصل بصراحه شايفة إنك بتمتلكي ذكاء وخبث ميلقش على وش البراءة اللي مصدرهولي من ساعة ما شوفتيني واحدة زيك باللي حصل معاها كان ممكن يبقى طموحاتها توقع الفراش حد من أمن المستشفى صبي البوفيه لكن الدكتور المعالج دي بصراحه تحسبلك!
صعقټ مما استمعت فشعرت وكأن قدميها تهتز عڼفا طالبة جلوسها قبل أن تسقط أرضا بينما اندفعت شمس تهتف بها
_مامي بليز مينفعش اللي بتقوليه ده حضرتك عارفة إن آآ..
رفعت كفها توقعها عن الحديث ومازالت نظراتها تحيط بفطيمة التي تتشبث بجوانب اسدالها الفضفاض تجاهد أنفاسها اللاهثة فتدخلت مايسان بهدوء
_فريدة هانم ميصحش اللي حضرتك بتقوليه ده علي شرح لحضرتك قبل كده والموضوع انتهى!
أحالت بنظراتها عنها لتتجه لزوجة ابنها الأصغر وابنتها لتردد باندفاع
_مفيش