رواية صرخات انثى الفصل الثالث عشر بقلم ايه محمد رفعت
تمنحها بسمة متشفية لما خاضته الآن فتدخل أحمد حينما قال ببسمة مستفزة لتلك التي تراقبه متعمدا الحديث بالانجليزية ليرضي فضول العاملات من حوله بمحاولة فهم جملة فريدة العربية
_بل صنع لصاحبة القلب الأبيض والوجه الملائكي صنع خصيصا لك فطيمة.
بالرغم من خۏفها الشديد من صنف الرجال ولكن هذا الأحمد يبدو بأن شعورها غريبا تجاهه لم تقابله سوى بضعة دقائق وبدأ شعور الألفة والأمان يجتاحها منحته فطيمة بسمة ممتنة وولجت خلف الفتيات للداخل ساهمة بما سيحدث لها من فريدة إن كانت كذلك بأول يوم جمعهما به ماذا ستفعل حينما تذهب للعيش برفقتهم!
والأهم من ذلك إن تركته إلى أين ستذهب هي لا تعرف أحدا هنا سواه هو ومراد الذي لم تمتلك له رقم هاتف حتى لا تعلم لما حنت بتلك اللحظة لعائلتها فافتقدت حضڼ والدتها الراحلة بداخلها عڈاب ېقتلها لأنها تعلم بأن والدتها ماټت من حسرتها على ما حدث لها حتى والدها وشقيقتها انقطعت عنها أخبارهم.
_متزعليش يا فاطيما خالتي والله طيبة وقلبها أبيض هي بس مش متقبلة إن حد من ولادها يأخد قرار بدون الرجوع ليها وبكره لما تعاشريها هتعرفي الكلام ده بنفسك.
وطبطبت عليها وقد انسدلت دمعاتها تأثرا بها بينما قالت شمس بصوتها المحتقن
أبعدتها مايا عنها وأزاحت دموعها قائلة ببسمة
_متزعليش بقى ده النهاردة كتب كتابك يا عروسة عايزينك مفرفشة.
وتابعت بسخرية
_وبعدين إنت عايزة أيه من فريدة هانم ما أنا وشمس وأنكل أحمد ودكتور علي معاكي وبنحبك ده مش كفايا
_كافي ليا يا مايا أنا أساسا حبتكم من اول ما شوفتكم والله.
ضمتها شمس بسعادة وهي تجيبها
_أنا كمان حبيتك جدا جدا.
وأشارت لها وهي تخرج من حقبيتها أدوات التجميل
_خلصي لبس بقى عشان لسه هحطلك الميكب لكن لفة الحجاب مش هعرف لإني مش محجبة فنخلي مايا تلفهالك.
_أنا مش بحب أحط مكياج.
استدارت إليها تخبرها
_متخافيش انا هحطلك حاجات سمبل كده.
هزت رأسها بخفة وإنصاعت لمايا التي تديرها لتغلق سحاب فستانها الأبيض.
أبلغتهما الخادمة بأن عمران برفقة الطبيبة بالصالة الرياضية القابعة بالطابق الثاني صعد جمال ويوسف للأعلى فما أن رأتهم الطبيبة حتى تهللت أساريرها وجعلتهما يعاوناها بعلاجه فأمسك به جمال ليسنده على الحامل الخشبي بينما يوسف يحرك قدمه مثلما أمرتهما الطبيبة فعبث جمال ساخرا
رد عليه يوسف وهو يحرك قدم عمران بمهارة
_الوقح ده مطلع عنينا وهو بصحته وهو راقد!!
أغلق عمران عينيه باسترخاء مستفز
_اشتغل وإنت ساكت منك له.. محدش قالكم تيجوا دلوقتي!
نغزه جمال ساخطا
_جاين نكفر عن ذنوبنا بمعرفتك السودة يا سيدي!
لف جسده پعنف جعل يوسف يرتد للخلف ساقطا أرضا ليسدد لكمة قوية اطاحت بفك جمال ليصيح پغضب
_احترم نفسك معايا أنا دراعي لسه سليم فخدلك عازل مني بدل ما هلاكك يكون على يدي!
انتصب يوسف بوقفته فاحاط تلباب ملابسه بيده مرددا من بين اصطكاك أسنانه
_أقسم بالله يا عمران لو متلميت لكون كسرلك رجلك التانية اعقل كده وسبنا نخلص التمرين المنيل ده خليني أغور من خلقتك أنت والحقېر اللي جنبك ده.
برق جمال بدهشة لحقت نبرته المستنكرة
_الحقير ده كنت بتترجاه إمبارح لجل ما يسترك يا دكتور.
أصاب عمران نفس الدهشة فاستدار لجمال تاركا يد يوسف تحيط رقبته
_تستره من أيه انت انحرفت من ورايا يا دكتور العفة والشرف!
تركه يوسف واتجه للمقعد يجذب جاكيته ويرتديه متمتما بعصبية
_أنا غلطان إني سايب المستشفى والعيادة وجاي لانسان وقح زيك أنا ماشي شوفلك حد يساعد الدكتورة.
لم يعبىء به وسأل جمال باهتمام
_عمل أيه قولي
أجابه وهو يحيطه بقوة بعدما تخلى يوسف عن مساعدته
_دكتورة ليلى طردته في نص الليل بالبيحامة الستان السودة كان شكله مسخرة والله العظيم.
أدمى عمران شفتيه ساخطا
_اخص على دكتور الندامة بقى تطردك بالبيجامة.. بالبيجامة يا يوسف!
هدر بانفعال
_غنوا وردوا على بعض ما أنا عارفكم واحد وقح وواحد حقېر هستنى منكم أيه!
تعالت ضحكاتهما عاليا فقال عمران وهو يستند على الحاملين الخشب
_لخص الحكاية ببوكيه ورد وروحلها المستشفى بيه الستات تحب اللافتات اللطيفة دي وبالذات لو كان بمكان متتوقعش أنك تعملها فيه.
وجلس بتعب على أقرب مقعد وهو يستطرد
_نسبة كبيرة منهم بيحبوا الواد الروش اللي يبين حبه ليها قدام خلق الله وبالأخص بمكان شغلها ويحبذا بقى لو شخص معتوه راح لمراته مكان شغلها واټخانق معاها هناك دي بتكون نهاية للعلاقة يا صديقي!
أشار جمال بأصبعه ليوسف الشارد بحديث عمران
_ركز يالا في الاختيار الأول شيل ورد وروح بكرامتك.
وتابع پخوف
_سكوتك قلقني إنت بتفكر في الحل التاني ولا أيه!
هز رأسه بنفاذ صبر
_يا عم ارحمني انا لسه داخل الدنيا من كام شهر هنهيها من دلوقتي!!
ودث يده بجيب جاكيته يجذب الهاتف الذي يعود لرنينه للمرة الثالثة فخرج من الغرفة الشاسعة بأجهزة رياضية حديثه ثم ذهب بعيدا ليتمكن من الحديث مع زميله بالمشفى.
انحنى جمال لعمران الذي يمرر يده على قدمه بتعب وعينيه شاردة بأجهزته المفضلة بشوق لعودته لممارسة الرياضة من جديد فقال بحزن
_مع التمرين والعلاج هترجع أحسن من الأول.
ابتسم برضا تام وقال
_لو ده عقۏبة الكبائر اللي ارتكبتها فأنا راضي يا جمال.
وسحب نفسا ثم مرره عبر أنفه مستكملا بحزن
_إنت متعرفش الخۏف اللي جوايا مدمرني إزاي خاېف من عقاپ ربنا ليا خاېف ميغفرليش أخطائي اللي ارتكبتها بستنى پخوف العقۏبة اللي هشوفها بالدنيا على جرايمي دي.
أدمعت عين جمال تأثرا بحديثه وقال بخشونة يخفي ضعفه خلفها
_بطل الكلام الفارغ ده إنت الظاهر كده السم اللي شربته دمرلك عقلك.
وتابع ببسمة هادئة
_يا عمران ربنا غفور رحيم وإنت مدام ندمت على أخطائك وبتعافر أنك ترجع لطريق الصلاح عمره ما يقفل بابه في وشك أبدا.
وبصوت عذب فاجئ عمران ردد جمال بخشوع تام
_قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ۚ إن الله يغفر الذنوب جميعا ۚ إنه هو الغفور الرحيم ٥٣ الزمر
أدمعت عين عمران تأثرا من سماع صوته الدافئ فقال
_صدق الله العظيم.
وبلهفة أضاف
_صوتك جميل أوي يا جمال إزاي مسمعتوش قبل كده
ضحك وهو يشير لذاته بغرور مصطنع
_صاحبك أحلى واحد يقيم الصلاة بالشركة.
وتلاشت بسمته حينما قال بحزن
_كلنا بنرتكب معاصي يا عمران أنا مش قادر أنسى المرة اللي شربت فيها الزفت الخمړة لحد الآن مش مسامح نفسي بس بكمل حياتي وبستغفر ربنا على أمل إنه يغفرلي خطيئتي دي.
نزع عنه سترته الرياضية وبتقزز شديد قال
_البلد اللي احنا فيها دي السبب المعاصي محاوطنا من كل جهة خمړة وستات وكل شيء هنا مباح بدرجة مړعوپة تعرف أنا بتمنى أسافر لمصر ونعيش في القصر بتاع جدي الله يرحمه مع عمي أحمد بس للأسف ڠصب عننا لازم نكون هنا