الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الثالث عشر بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

شيء انتهى يا مايا الحرباية دي عرفت تتلون على ابني عشان توقعه بس مش هتنجح تخدعني ولو عندها ذرة كرامة هتاخد نفسها وتمشي من هنا فورا. 
وخطفت مسافتهما لتصبح قبالة عينيها 
_ولو بتحبه مع إني أشك في ده هتحب الخير ليه وإنه يكون سعيد مع بنت يكون هو حظها الأول وميبقاش بسببها أضحوكة وسط الطبقة المخملية اللي مستحيل هتكون منها!
_فريدة! 
صوت ذكوري قوي قطع حديثها ليمر من بين الفتيات حتى أصبح قبالتها عوضا عن فطيمة التي يرتجف جسدها فأشار لمايسان وشمس 
_خدوها تغير هدومها عشان هنتحرك حالا. 
جذبتها شمس بفرحة لوجود أحمد هنا فلا هي تمتلك جرءة محاربتها ولا حتى زوجة أخيها ولجوا بها لغرفة مايسان الجانبية وأغلقوا الباب ليدعوا الساحة لأحمد ليحارب بمفرده.
فما أن تأكد من ابتعادهما حتى صاح غاضبا 
_إنت شكلك مش ناوية تجبيها لبر سبق واتكلمنا وانتهينا لسه بتحاولي تعملي أيه تاني 
تركته واتجهت تقف أمام الشرفة الزجاجية الضخمة مرددة بانفعال 
_لا مخلصناش يا أحمد أنا مش هقف أتفرج عليها وهي بتدمر ابني قصاد عيني. 
حرر زر جاكيته الرمادي ودث يده بجيب بنطاله القماشي فاستند بيده الاخرى على العمود المجاور له وهو يردد بارهاق 
_وبعدهالك من العناد يا فريدة تعبتيني وتعبتي اللي حواليكي! 
واتجهت عينيه إليها يخبرها برزانة نبرته الجذابة 
_يا فريدة افهمي البنت مريضة حرام عليكي اللي بتعمليه ده هيدمرها. 
ضحكت ساخرة واقتربت منه 
_والله أول مرة تخليني أشك في ذكائك يا أحمد البنت دي سليمة وأحسن مني ومنك عارفة هي عايزة أيه كويس وبتنفذ لعبتها من زمان لدرجة أن علي مكنش بيتنقل من المستشفى نهائي بسببها والله أعلم هي عملت أيه تاني عشان تخليه يصمم عليها كده مستبعدش أنها أغريته أو آآ..
صوته الجهوري خرج متعصبا 
_حرام عليك تظلمي ابنك والبنت بالشكل البشع ده الظاهر إنك بعد اللي عمران عمله بقيتي تشوفي علي نسخة منه علي يا فريدة العفيف اللي مبيسبش ولا فرض علي اللي عاش عمره كله يطيعك رغم إنه عارف انك غلط تفتكر إنه ممكن يرتكب ذنب زي ده!! 
أخفضت وجهها للأسفل فانسدل شعرها القصير يخفي معالم وجهها عن عينيه تراه لا يرغب برؤبة دمعاتها مسح وجهه بقوة كادت باخفاء معالمه ثم دنى يقول 
_حبيبتي سبيه يختار حياته ويعيشها زي ما هو حابب والله أعلم بعد كده هيحصل أيه ما يمكن ميتفقوش أو يحصل لا قدر الله عدم تفاهم بينهم ساعتها لو أخد قرار الانفصال يكون باختياره هو وبدون ما تفرضي عليه بشيء. 
رفعت وجهها إليه واتجهت لتلامس النافذة الزجاجية هامسة بخبث 
_ده اللي هيحصل.
صفق كف بالأخر مرددا بنفاذ صبر 
_مفيش فايدة فيك هتفضلي زي ما أنت. 
أسرعت إليه تتمسك ذراعه وبرجاء قالت 
_أحمد افهمني أنا آآ. 
ابتلعت جملتها پصدمة حينما وجدته يستل ذراعه منها بانتفاضة غريبة فراقبت معالمه باستغراب تنحنح بحرج مصطنع 
_اعذريني يا فريدة أنا مش حمل أشيل ذنوب متنسيش إني بالنهاية أخو جوزك وعم أولادك. 
واستكمل طريقه للمقعد واضعا ساقا فوق الاخرى بثقة تاركها تتأمله بدهشة وخوف بدأ يحيطها من فكرة نفوره منها ومن مشاكلها التي لا تنتهي فوخز قلبها بقوة جعلتها تتجه لتجلس على الأريكة المجاورة له لتردد بصوت محتقن تقطع صداه 
_أحمد إنت عايز تبعد عني 
رفع رماديته لها بعتاب شق صدرها 
_وأنا من أمته كنت قريب يا فريدة هانم! 
كادت بالحديث إليه فقاطعتهما شمس حينما قالت 
_احنا جهزنا يا أنكل أحمد. 
نهض يغلق زر جاكيته وهو يشير لهم ببسمة جذابة 
_يلا يا شمسي السواق جاب العربية تحت وأنكل أحمد بنفسه اللي هيوصلكم مكان ما تحبوا بس من اولها كده انا مش حمل بهداله البنات والجري على كل محلات المول يعني تحددوا قائمة المحلات اللي هتدخلوها وياريت تكون محدودة مفهوم 
ضحكت مايا وأجابته بمرح 
_علم وينفذ يا باشا. 
ابتسم وهو يراقبهما واتجهت عينيه على فطيمة التي تتطلع أرضا بحزن تتحاشى أن تتطلع تجاه مكان جلوس فريدة فاقترب منها قائلا بلباقة 
_أهلا بعروسة ابني الغالي وأكيد من النهاردة هتبقي بنتي إنتي كمان. 
واسترسل مازحا 
_ما شاء الله الواد طلع بيفهم ومختار قمراية مش كده ولا أيه يا شمس 
أحابته الاخيرة وهي تضع قبلتها على خد فطيمة 
_الا كده دي كريزة يا أنكل. 
رددت بخفوت شديد 
_شكرا لحضرتك. 
أشار لهم على المصعد قائلا 
_طيب يلا بسرعة ورانا مشاوير كتير. 
واستدار تجاه تلك الساهمة التي مازالت تتطلع لمقعده 
_هتيجي معانا ولا هتخليك هنا يا مرات أخويا 
انتقلت نظراتها الغاضبة إليه وحملت حقيبتها واتجهت خلفهن بخطوات متعصبة جعلته يبتسم وهو يهمس بخبث 
_مفيش مانع وأنا بحل مشكلة علي أحل مشكلتي بالمرة!

ولج ثلاثتهم للمصعد فوقف جمال قبالة يوسف يعدل من الجرفات مطلقا صفيرا مضحكا 
_لا البدلة هتأكل منك حتة يا جو دي مبتخرجش الا للحبايب خد بالك. 
نزع يده عن عنقه وهو يصيح بضيق 
_خلاص يا عم قرفتني بام البدلة بتاعتك! 
منحهما سيف نظرة ساخطة وعاد يتابع التاب في محاولة لمراجعة مذاكرته فتوقف المصعد بأحد الطوابق فولجت للداخل فتاة محجبة وضغطت على زر الهبوط للأسفل.
اتسعت بسمة واسعة على وجه يوسف وهو يراقب تلك الفتاة بأعين منبهرة جعلت جمال يميل إليه هامسا پصدمة 
_أوعى خناقتك مع دكتورة ليلى تأثر معاك وتتجوز عليها اعقل يا جو! 
لكمه پغضب جعلها تستدير للخلف بريبة فقال يوسف ببسمة بلهاء 
_أعتذر عن الازعاج صديقي لا يبدو بخيرا. 
منحته نظرة ساخطة وعادت تتطلع للأمام بينما انجرف يوسف تجاه سيف المنعزل عنهم تماما بمذاكرة دروسه ليجد أخيه يلكزه بقوة جعلته ينزع نظارته الطبية وهو يهدر بانفعال 
_في أيه تاني 
أشار بغمزة عينيه 
_محجبة ولابسة واسع ومحتشمة مالكش حجة. 
وأشار لجمال المنصدم بقدر صدمة سيف 
_هعرف من أمن العمارة ساكنة في الدور الكام وهروح أنا وجيمس نخطبهالك ها أيه رأيك 
لطم جبهته بالتاب فاستغل خروجهم من المصعد ليصيح به وهو يسرع لسيارته المصفوفة بالخارج 
_أنا واكل ورثك بتحاول تتخلص مني بأي شكل! ما تنزلي اعلان على السوشيل ميديا أحسن! 
وهمس بضيق وهو يصعد لسيارته 
_يا رب ارحمني منه ومن أصحابه لاني اتخنقت أغير كالون الشقة ولا أطفش وأسبهاله! 
غادرت سيارته وتبقى يوسف يلمح أثره بعدم رضا فنزع يده المستندة على خصره ليشير لجمال
_هات عربيتك يلا. 
دنى منه يشاكسه 
_بدل ما أنت شايل هم أخوك كده شيل هم نفسك وفكر هتصالح دكتورة ليلى ازاي 
وطرقع أصابعه بخبث 
_ولا أقولك إحنا في طريقنا للمعلم زير النساء قاهر قلوب الأجانب استعين بمساعدته أياكش حظك النحس يتفك على إيده. 
منحه نظرة غاضبة ليصيح بوجهه 
_الزير الوقح مع كل النساء ومش عارف يتواقح مع مراته! غور هات العربية يا جمال وخلي يومك يعدي! 

انتقت مايسان أحد المحلات الراقية وبمساعدة شمس اختاروا فستانا بسيط من اللون الأبيض تحيطه بطانة من الدنتل وصف من الفراشات تحيط بكتفيه لينتهي باتساع وكأنه فستان خاص لسندريلا عصرها فجذبته العاملة بحرص حينما شددت صاحبة المحل بحزم 
_إحمليه بحرص ليس لإنه غالي الثمن بل لإن والدتي قد صنعته بيدها خصيصا لمن ستكون صاحبة النصيب. 
واستدارت تجاههم مضيفة ببسمة عملية 
_ويبدو بأن تلك الجميلة هي صاحبة النصيب.
اكتفت فكيمة بمنحها بسمة بسيطة بينما كادت بالانصياع ليد شمس التي تجذبها للغرفة بحماس فأستوقفتها جملة فريدة 
_الفستان شكله قيم ويستاهله عروسة بجد مش كده ولا أيه يا مدام فطيمة 
رفعت عينيها الدامعة إليها فوجدتها

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات