رواية صرخات انثى الفصل العاشر بقلم ايه محمد رفعت
تود الارتباط مجددا ومع ذلك كلما تقدم أحد لخطبتها كان يحاول اقناعها بذلك معللا بأن لا تشعر نفسها بذنب مسؤوليتهم فلم يعدوا أطفالا صغارا.
خرج علي من الحمام متجها لخزانته بآلية تامة فجذب الملابس يرتديها شاردا فإن كان لا يحتمل لوعة حب فطيمة لعام واحد كيف تحمل عمه كل تلك الأعوام!!
بالطبع إنه لعاشق وقد فاق عشقه ما استشهدته قصص العشق بالاساطير يعلم بأن ثمة ۏجعا داخله تجاه أبيه الذي عاش مع امرأة كان قلبها لاخيه ولكن ما فائدة العتاب والافتراضات لقصة انتهت منذ أعوام.
_أنا اللي هجمع بينكم من تاني وعد!
وضعت هاتفها جانبا بعدما قامت بوضعه صامتا أمام نظرات والدتها المتفحصة لها والاخيرة تمرر عينيها ببطء عليها في محاولة لفهم ما يحدث مع ابنتها الصغرى فعاد الهاتف يضيء من جديد حتى وإن كان صامتا فلمحت فريدة اسم المتصل والاخيرة تنهي الاتصال فقالت بشك
هزت رأسها نافية فعادت فريدة لسؤالها من جديد
_طيب ليه مش بتردي على مكالماته
ابعدت شمس غطاء الفراش عنها ثم زحفت حتى وصلت لاخر الفراش تخبرها بتوتر
_مامي أنا مش مرتاحة لراكان ولا قادرة أحبه ولا أتقبله في حياتي حساه مختلف عني ومفيش بينا حاجة مشتركة وآ..
قاطعتها فريدة بصرامة
ونهضت عن الفراش تصيح بها بعصبية كانت تشتعل داخلها قبل الصعود لها
_بلاش دلع وكلام ماسخ إنت مش هتحكمي عليه من 30يوم! أنا فاهمه وواعية أكتر منك ومتأكدة من اختياري راكان شخص لبق ومناسب جدا ليكي.
وجذبت هاتفها الموضوع على الكومود تعيد فتحه ثم قدمتها لها پغضب
هزت رأسها وهي تكبت دمعاتها بصعوبة ففتحت الهاتف تجيب على رسائله تحت نظراتها المراقبة لتخبرها بعد دقائق من محادثته
_عايزني أتغدى معاه بره.
هزت رأسها تخبرها وهي تتجه للخزانة
_ردي عليه إنك موافقة وتعالي أختارلك لبسك اللي هتروحي بيه ما أنا عارفاكي ذوقك بقى في النازل!
سأله جمال وهو يحاول أن يعدل السرير الطبي لعمران الذي أشار له بخفة بينما جذب يوسف الطاولة البيضاء يضع الطعام من أمامه قائلا
_يلا اتغدى عشان معاد الأدوية مش عايزين دكتورة ليلى تتضايق مننا الله يباركلك العملية مش ناقصة.
أضاف جمال بفزع
_كله كوم وڠضب دكتور علي كوم هيحبسنا في العباسية كل ياض خلص كل الأكل مش عايزين مشاكل مع دكاترة الوسط.
_مبحبش الأكل ده قولتلكم كذه مرة اقتلوني ومتأكلونيش خصار ني!
دفع يوسف الملعقة بطبق الشوربة حتى وقعت محتوياتها على الصينية واضعا يديه بمنتصف خصره بنفاذ صبر
_وبعدين بقى ده ناقص ارقصلك عشان تأكل!
أبعده جمال للخلف وهو يتحكم بضحكاته بصعوبة
_طب وسع كده إنت يا جو وسبني أحاول معاه.
وزع عمران نظراته الساخطة بينهما مرددا
_تحاول معايا! انتوا ليه محسسني إني عيل صغير خفوا عليا وارجعوا شغلكم أحسن!
جذب يوسف جاكيت بذلته ليضعه على ذراعه وهو يشير بشراسة
_تصدق إني غلطان ده أنا سايب حالة ولادة قيصرية وجاي أبص عليك يا حقېر.
ضحك بصوته الرجولي ونظراته تحيط بجمال المبتسم متسائلا
_وإنت سايب أيه إنت كمان
استند بذراعيه على جسد الاريكة باسترخاء
_لا أنا مخلص شغلي وفاضيلك.
انتهى يوسف من ارتداء جاكيته ودنى من عمران يتساءل بجدية
_ساعتين وراجعالك مش عايز حاجة أجبهالك وأنا جاي
هز رأسه ببسمة صغيرة
_خيرك سابق يا حبيبي تسلم.
ربت على ذراعه بحب وكاد بالمغادرة حينما وجد زوجته تدلف للداخل بردائها الطبي وحجابها الأبيض الذي زاد من جمال بشرتها النقية فتراجع للخلف وهو يغمز بمكر
_أنا بقول أقعد معاك النهاردة يا عمران شكلك تعبان ومحتاج لوجودي جنبك.
قهقه ضاحكا وهو يتابع بسمة ليلى التي اتجهت لتفحص عمران متجاهلة إياه ووجهت حديثها لعمران
_خلي صاحبك يروح يشوف شغله يا بشمهندس احنا موجودين ومش محتاجين لخدمات دكتور النسا والتوليد!
ردد جمال مازحا
_يا رب تتحرج وتمشي شكلك مبقاش له ملامح!
ذم شفتيه ويده تمر