رواية صرخات انثى الفصل العاشر بقلم ايه محمد رفعت
بعد ما حاول يبعد عنها.
واستكملت وعينيها تشرد بالفراغ
_هو كويس دلوقتي الحمدلله.
استقام بوقفته يغلق زر جاكيته متلهفا
_في مستشفى أيه أنا هروحله.
_عمي!
صوتا غامضا اقتحم مجلسهما فاتجهت نظرات أحمد إليه مرددا ببسمته الجذابة وهو يفتح ذراعيه إليه
_علي حبيبي وحشني أوي.
مال علي برأسه على كتفه يحجر نظراته الساهمة وحينما أخرجه أحمد من احضانه منحه ابتسامة رسمها بالكد وهو يجاهد ما يعتريه الآن فأجلى صوته بصعوبة
_اطمن عندي شغل هنا مش هيخلص الا بعد كام شهر لإني هفتتح فرع لشركتي مع مؤسسة كبيرة هنا.
كانت نظرات علي مبهمة تجوب والدته تارة وعمه تارة أخرى لدرجة جعلته بتساءل بقلق من صمته الغريب
_علي إنت كويس
ضم مقدمة أنفه وهو يخرج زفيره
_أنا بس منمتش كويس هطلع أخد شاور وهرجع لعمران الدكتورة كتبتله على خروج بليل.
_اطلع خد شاور وفوق وأنا هرجع الاوتيل هغير وهحصلك.
اعتلاه الضيق وفاض به
_المرادي مش هسمحلك تنزل بأوتيل يا عمي وسبق ونبهت على حضرتك أكتر من مرة ومعرفش سبب اصرار حضرتك إنك تفضل باوتيل وبيتك موجود.
اتجهت عينيه لفريدة التي انقشعت معالمها غاضبا فخشى أن تعود للشجار بينها وبين علي كالمعتاد حينما يصر بجلوسه هنا فقال برزانة
تلك المرة كان مصر اصرارا غريبا فقال وهو يدنو من الدرج
_مش هيحصل هطلع حالا أغير وأجي مع حضرتك تجيب الشنط قبل ما نروح المستشفى.
وتركه بتطلع لأثره وصعد للأعلى فدمت فريدة شفتيها بغيظ مما يحدث لها ولكنها لم تكن تحمل طاقة الشجار والحديث يكفيها كل تمر به بداية من يومها العصيب.
_متقلقيش هقنعه واحنا في الطريق ومش هخليه يعمل كده.
رفعت عينيها إليه بارتباك إلتمسه برفرفة جفونها فجاهدت لخروج كلماتها الثقيلة
_ل... لأ.. تعالى اقعد هنا... آآآ... أنا محتاجة لوجودك الفترة دي.
وسرعان ما بررت حديثها وهي تنهض من جواره
نهض ليقف على محاذاتها مرددا بفرحة وكلمات تنبع من صمام قلبه
_أنا جنبك ومستحيل أتخلى عنك لأخر نفس خارج مني وقولتلك قبل كده يوم ما تحتاجيني هتخلى عن دنيتي كلها عشانك يا فريدة.
ابتلعت ريقها بتوتر جعلها تتهرب من أمامه مرددة بتلعثم وهي تتجه للمصعد
ابتسم وهو يراقب دلوفها للمصعد فمنحها نظرة أخيرة قبل أن ينغلق الباب بينهما فصعدت عينيه عليه وهو يصعد بها للطابق الثالث فابتسم هامسا
_اهربي على قد ما تقدري أنا مش بمل ونفسي أطول مما تتخيلي!
فتح علي عينيه على مصرعيها وهو ينهج بصعوبة أسفل المياه ليردد پصدمة مازالت تستحوذ عليه
_معقول عمي وماما!!!
أغلق عينيه بقوة تحرر تلك الدمعة التي أججت حدقتيه يتذكر كيف جلدته سماع حديثهما دون قصدا منه بعدما استأذن بالانصراف من المشفى ليبدل ملابسه ويخبر مايسان بأن تحمل ملابس نظيفة لعمران بعد أن أكدت الدكتورة ليلى خروجه فما أن ولج الداخل حتى سمع صړاخ والدته القادم من غرفة الصالون وكلما خطى لمعرفة ما أصابها كانت تتوقف قدميه غير قادرا على استكمال طريقه صدمة مما يستمع إليه وخاصة حينما فاض عمه بما كبت داخله.
كان يشك بأن هناك شيئا يخفيه عمه وراء نظرات حنانه له ولوالدته وظل سبب عذوبيته لتلك
لم يرفض قط أن ترتبط والدته مجددا خاصة بأن أبيه توفى وتركها صغيرة للغاية تحتمل مسؤولية ثلاث أطفال بمفردها تذكر كيف تقدم لخطبتها أبناء عم أبيه حتى أخوه الشقيق القابع
الوحيد الذي تمناه أبا له ولكن مع رفض والدته تيقن بأنها لا