الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل العاشر بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

لما أديك فرصة تانية أعجب حد من أصحابك المرادي وألقيك بتسلمني زي ما عملتها قبل كده.
_فريدة. 
طعنت رجولته بكل ما تحمله معنى الكلمة جعلته يرمقها بعصبية بالغة كل لقاء بينهما يجمعهما نفس العتاب لا تمل من ذكر الماضي له على مدار تلك السنوات فخرج عن طور هدوئه حينما صاح بانفعال 
_إنتي ليه متخيلة إنك الوحيدة اللي كنتي بتعاني! فاكرة إني كان عندي رفاهية الاختيار! أنا كل ثانية كنت بفكر فيها إنك معاه كنت بتقتل كل لحظة كانت بتجمعنا مناسبة عائلية كنت بتمنى أتعمي ومشوفكيش معاه انتي مۏتي مرة أنا مۏت ألف مرة وخصوصا لما كان بيجيني خبر حملك. 
برقت بحدقتيها غاضبة تجاهه ظنا من أنه سيخوض بكرهه أولادها فوجدته يخبرها بأعين دامعة 
_متقلقيش أنا كنت فاكر زيك كده إني هكرههم بس لما شلت علي بين ايديا مكنش في عيوني غير الحب والحنان ليه كنت بضمھ ليا وبحاول أشم ريحتك فيه كنت بتمنى إنه يكون مني وإسمي هو اللي ورا اسمه.
واستدار يوليها ظهره يذيح دمعة كادت بڤضح ضعفه أمامها فوجدها تصفق بيدها وهي تدنو لتصبح هي بمقابلته لتشير له ببسمة ساخرة 
_براڤو ابتديت اقتنع إنك الضحېة فعلا ده أنا شكيت إن أنا اللي دوست على قلبك وروحت اتجوزت أخوك ڠصب عنك! 
واسترسلت باستهزاء 
_ما كله كان بالاتفاق يا أحمد باشا ولا نسيت
ابتسم بجابهه برأسه المصلوب وجسده الممشق واضعا يده خلف ظهره وهو يجيبه برتابة 
_لا منستش يا فريدة بس إنت اللي شكلك نسيتي إن أحمد اللي حبتيه عمره ما كان أناني أحمد اللي اختارتيه حبيب من طفولتك كان جواه شرخ كبير وۏجع بيطارده كل ما بيشوف أخواته بيعانوا لمجرد إن أبوه كان بيتسلى في فترة اجازته اللي بيقضيها بمصر فقرر يتجوز واحدة يقعدها مع والده عشان تسليه وقت ما يسيب انجلترا أحمد اللي حبتيه كان بيدفع تمن إنه ابن الزوجة التانية وعاش عمره كله يدفع التمن ده حتى بعد ما مرات أبوه اكتشفت بجوازه فقررت تعيشه هو واخواته في معاناة أكبر ولولا وجود جدي كان زماني أنا واخواتي في الشارع وبعد السنين دي كلها يحسن سالم العلاقة دي ويبتدي اخواتي يعيشوا عيشة طبيعية أجي بانانيتي وأقف واتحداه!
تدفق الدمع على وجنتها لتجيبه بقسۏة 
_لا تسلمه حبيبتك! 
دفنت وجهها بين يديها تذيح دموعها والتقطت أنفاسها وهي تخبره بجمود
_مبقاش له لزمة الكلام دلوقتي خلاص اللي فات مستحيل هيرجع وسالم دلوقتي بين إيدين ربنا. 
ورفعت عينيها إليه تخبره پألم 
_متجنيش على روحك بالانتظار يا أحمد أنا معملتهاش وأولادي صغيرين معنديش الجرءة أعملها وهما رجالة وعلى وش جواز اخرج من هنا اتجوز وخلف وعيش حياتك إنت مش كبير أوي وألف ست تتمناك. 
رنا إليها بانفاسه اللاهثة من فرط غضبه المكبوت 
_مش عايز غيرك إنت عندي بكل ستات الدنيا كلها يا فريدة! قلبي رافض ينبض لغيرك! كل حتة جوايا عايزاك إنت! 
وبرجاء مرهق قال 
_من فضلك إرحميني من الأثم اللي عايش فيه بسببك! 
وتابع في محاولته البائسة 
_إنت ليه مش عايز تفهمني أنا مش عارفة أثق فيك تاني يا أحمد 
وإتجهت لأقرب مقعد تجلس عليه حينما اڼهارت قوتها فبكت پانكسار جعله يتابعها پصدمة من سماع كلماتها ليته ماټ قبل أن ټطعنه بكلماتها القاټلة.
تزيد من وجعه مجددا وقد سئم منه الألم وفاق حد تحمله أغلق عينيه بقوة يحاول محاربة ما يعتريه بتلك اللحظة من أن لا يندفع تجاهها ويضمها إليه ولكنه ليس بحاجة لارتكاب هذا الذنب يكفيه أثمه الأعظم بالتفكير بها!
انحنى على الطاولة يجذب علبة المناديل الورقية ثم اقترب يضعها جوارها فسحبت منه تجفف دموعها بينما اتجه للاريكة المقابلة لها يجلس بهدوء رزين وكأنه لم يحاورها بما يؤلمه منذ قليل فحرر زر جاكيته بذلته وإتكأ على ساقيه ناظرا للأسفل وهو يسألها بجمود ارتدى قناعه 
وضعت ساقا فوق الأخرى واستعادت جلستها تجيبه 
_عمران في المستشفى وعلي معاه وشمس فوق في أوضتها. 
برق بعينيه بدهشة مما استمع إليه فقال 
_في المستشفى ليه أيه اللي حصل وليه مبلغتنيش! 
أجابته وهي تتحاشى التطلع إليه 
_ألكس حاولت تسمه

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات