الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل التاسع بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

عدة معارك تخوضها مع ذاتها فتبتعد أعوام وحينما تنتصر تعود للصندوق الذي قڈفها الآن لتلك اللحظة لحظة انتهائها من زينتها وارتدائها فستانها الأبيض لحظة ركضها لغرفته فولجت خفية من الشرفة بعد أن طالبت الجميع بدقائق تنعزل بها مع ذاتها.
ولجت تبحث عنه بلهفة فوجدته يقف بشرفته يتكئ على الاريكة المقابلة له وعلى ما يبدو كان يبكي! 
صوت أنفاسها العالية جراء ركضها جعله يستقيم بوقفته لا يريد أن يستدير يخشى أن يصدق حدسه وتكون أمامه فتحرر صوتها لېحطم مرآة حقيقته حينما نادته باكية 
_أحمد. 
استدار للخلف ببطء لينغز قلبه دون رحمة وهو يرأها من أمامه بفستانها الأبيض الذي حلم رؤيتها به يوما تزف إليه ابتلع ريقه الجاف بمرارة وادعى الجمود لمرته الاخيرة هاتفا بخشونة 
_أيه اللي جابك هنا! 
الجفاء كان طريق التعامل معهما منذ أخر لقاء وأخر قسم منحته إياه كانت كل مرة تتصنع سعادتها برفقة أخيه وهو يعلم بأنها تقتص منه وبين قرارة نفسه يتمنى أن تظل تدعي سعادتها لتحاول قمع وجعه.
دنت منه فريدة قاټلة بداخلها كل ذرة كبرياء داخلها وسقطت أرضا تتمسك بساقه وتردد باڼهيار زلزله 
_متعملش فيا كده يا أحمد أنا مقدرش أكون لراجل غيرك أنا حبيتك إنت وأتمنيتك إنت أبوس إيدك أتكلم ودافع عن حبنا أحمد أنا لو حد تاني قربلي غيرك ھموت نفسي أرجوك إتكلم.
كور يده بقوة واستمد عون أنفاسه فانحنى يجذبها لتقف أمام رمادية عينيه ثم قال بصوت شبيه للباكي 
_فات الأوان يا فريدة اتقبلي الأمر الواقع إنت دلوقتي بقيتي مرات أخويا. 
تمسكت بذراعيه القابضة عليها ورددت پبكاء 
_لا يا أحمد لسه معانا وقت تعالى نهرب عشان خاطري. 
جحظت عينيه صدمة مما استمع إليه فنهرها بشدة 
_انتي مچنونة يا فريدة نهرب فين مكنتش أعرف انك انانية ميهمكيش غير نفسك وبس مفتكريش في سمعة العيلة بعد اللي بتفكري فيه ده مفكرتيش في أختك! مفكرتيش في اخواتي! 
وتركها وهو يشير لها بالخروج
_اطلعي من أوضتي ومن حياتي كلها وانسيني انسي إن ليك ابن عم اسمه أحمد إنسيني يا فريدة. 
تفادت سقوطها أرضا ونهضت تتأمله بنظرة محطمة فقالت بصوتها الخاڤت 
_إنت كده حكمت عليا بالمۏت يا أحمد والله العظيم لو خرجت من الباب ده ھموت.
زاح عنه قناع جموده فتهاوت دمعاته على وجهه فرأتها لأول مرة وتمعنت بتطلعها إليه عساه يتراجع عن قراره دنى منها بخطواته البطيئة حتى أصبح قبالتها فقال بصوته المحتقن من الدموع 
_ارحميني يا فريدة كفايا عليا كل ده كفايا أرجوك عشان خاطري اخرجي من هنا ومتبصيش وراك انسيني وانسي أي وعد كان بينا متزرعيش الكره بيني وبين أخويا من فضلك. 
وتابع وقد انهمرت دمعاته على خديه 
_إنت أكتر واحدة عارفة الحساسية اللي بينا لاننا مش من نفس الأم أي قرار هتحصل دلوقتي هيتقال إني بأخد حق أمي منهم من فضلك بلاش أنا ما صدقت إن اخواتي مصطفى وإيمان يعيشوا عيشة طبيعية مش هحرمهم من حقوقهم عشان انانيتي. 
تحجرت دمعاتها بعينيها وهي تتطلع إليه مهزوما ضعيفا يترجاها بأن تنساه وتمضي برفقة أحضان رجلا غيرها! 
جابهته وهي تصيح بقوة جعلته يتابعها بدهشة 
_موافقة أطلع من هنا واتجوز أخوك وأعيش حياتي بس عندي شرط واحد يوم ما تخلى بيه أنا هخلى بوعدي ليك. 
بالرغم من مرارة ألمه الا أنه تساءل بفضول 
_شرط أيه 
تابعت رماديته بنظرة محبة لكل تفاصيله واجلت صوتها مرددة 
_هتعاقب وهتحمل مقابل أنك تعيش حياتك كلها لوحدك من غير جواز موافق 
ترقبته بصبرا واهتماما توقعت رفضه التام لشرطها المحال وحينها ستملي شروطها الاخرى ولكن خاب أملها حينما ابتسم وهو يجيبها 
_أنا مستحيل هخليكي

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات