رواية صرخات انثى الفصل التاسع بقلم ايه محمد رفعت
إليه.
نزعت ليلى الكمامة عن فمها ثم قالت ببسمة هادئة
_الحمد لله حالته مستقرة وشوية وهيتنقل في أوضة عادية.
ضمت مايسان صدرها وكأنه تربت على قلبها النازف وسألتها بلهفة
_طب ممكن أدخله
لفت يدها من حولها وهي تحاول أن تطمنها
_مفيش داعيدكتور علي جوه معاه وشوية وخارج.
وأحاطتها ليلى وهي تشير لها على غرفتها
وأشارت ليلى للممرضة التي أتت إليها فأخبرتها برسمية
_اذهبي بالسيدة مايسان لغرفتهااجعليها تتناول طعامها ودوائها.
أومأت الممرضة في طاعة واسندتها لغرفتها القريبة من ردهة المشفى وحينما تأكد يوسف من رحيلها سأل زوجته بشكل صريح
ارتسم الحزن على معالمها فهي تعلم ماذا يعني عمران له فاستمدت نفسا مطولا وهي توزع نظراتها بينه وبين جمال المترقب لسماع ما ستقولثم قالت
_مخبيش عليك يا يوسف السم اللي أخده خطېر بيوقف خلايا المخ والجسم كله في أقل من نص ساعة حظه الكويس إنه مشربش غير كمية قليلة وكمان مساعدة مايا له بأنه يطرد اللي شربه قلل من الخطۏرة بس أنا مقدرش أجزم إنه متضررش غير لما يسترد وعيه ولو لقدر الله حصل شيء فهيكون بشكل مؤقت لإن الكمية مكنتش كبيرة.
_خلينا منسبقش الاحداث ونستنى لما يفوق.
رفع جمال يده على كتف يوسف وردد
_متقلقش عمران قوي وهيعدي منها.
هز يوسف رأسه بخفة وعاد يتساءل باهتمام
_علي عرف الكلام ده
أجابته بتأكيد
_مقدرتش أخبي عنه شيء خصوصا إنه كان معانا جوه لحظة بلحظة.
_دكتور علي شخص متفهم ودكتور شاطر وعارف إزاي يسيطر على مشاعره.
قاطعهم صوت الباب مجددا ليجدوا علي يدفع السرير المتحرك برفقة الممرض فأسرع يوسف وجمال إليه عاونوه حتى نقلوه معا لغرفته فأسرعت ليلى والاطباء بغرس الأبر والأجهزة لجسده المرتخي بين أيدهم باستسلام.
دنى جمال من السرير فما أن رأى صديقه هكذا حتى انهمرت دمعاته وصاح بشراسة
_أكيد الژبالة دي ورا اللي حصل خصوصا بعد اللي عمران عمله فيها يوم الحفلة.
_تقصد أيه يا جمال
استدار إليه يخبره بحزن
_ألكس يوم الحفلة كانت عايزة تدمر العلاقة بين مايسان وعمران فاتفقت مع اتنين رجالة يعتدوا على مايسان وتصورهم وعمران عرف باللي كانت ناوية تعمله بهدلها قدام الناس وقالها تبعد عنه أكيد هي اللي سممته.
احتدت معالمه ڠضبا فردد من بين انفاسه المخټنقة
_حق أخويا مش هسيبه حتى لو كنت في قبري.
وجذب هاتفه ثم خرج يتصل بمسؤول الأمن داخل الشركة وطالبه بفض تسجيلات الكاميرات وبالأخص مكتب عمران بينما قام بابلاغ الشرطة التي أتت على وجه السرعة لتحقق بالأمر استنادا على شهادة جمال والاطباء وأخرهم بالتسجيلات المطروحة من أمامهم والتي ظهرت به ألكس وهي تضع السم بقهوة عمران وعلى الفور تحركت الشرطة للقبض عليها.
الليل يجوب بسواده الأفق ومازالت بغرفتها يغادرها النوم تاركها تعاني بمفردها عينيها الزرقاء تجوب خزانتها بنظرة تحمل الحنين لما يخترق قلبها حاولة جاهدة البقاء والابتعاد عما بوسوس لها قلبها ولكنه بالنهاية انتصر بمعركتها الخاسرة فنهضت بآلية تامة تغلق باب غرفتها جيدا ثم فتحت خزانتها لتجذب صندوقها الذهبي العتيق.
لامسته فريدة بأصابعها المرتجفة ويدها تمر على تفاصيله بعناية وكأنه تحفر