رواية صرخات انثى الفصل التاسع بقلم ايه محمد رفعت
وحزن يتغلبها
_متقلقش يا يوسف خير إن شاء الله.
ولجت لداخل الغرفة راكضة فاتبعها علي الذي استعد بالتعقيم ليتبعها هاتفا
_من فضلك يا دكتورة ليلى أنا مش هسيب أخويا.
اكتفت بإشارة صغيرة له ثم هرعت للداخل لتبدأ بتفحص نبضه وتهييء عمران للتدخل الجراحي إن لزم الأمر.
بينما بالخارج يجلس يوسف على المقعد ورأسه ساكنا بين يديه فتفاجئ بجمال يرنو إليه بأنفاسه اللاهثة
أشار إليه ورأسه يعود للأسفل بحزن
_لسه محدش خرج من جوه.
جلس جواره هامسا پاختناق
_مش هيجراله حاجة هيقوم إن شاء الله.
رفع عينيه للأعلى وهو يردد بصوته المحتقن
_يا رب.
_إنت بتقول أيه لأ مستحيل ده يحصل أكيد في حاجة غلط أتاكد
قالها راكان پصدمة استحوذت على معالمه فجعلته أقرب للاصاپة بذبحة صدرية ومن حوله رجاله عاجزون عن التدخل بأمره فما أنا وضع راكان سماعة الهاتف حتى سأله رافاييل شريكه الخفي
مال بجسده ليستند على المكتب من أمامه باهمال وهو يحرر كلماته الثقيلة
_حجزت الحكومة المصرية على شحنة الأدوية بالميناء قبل دخولها.
جحظت عين الأخير فصړخ بعدم استيعاب
_اللعنة! إن علم الرؤساء بما حدث سنهلك جميعا لا تنسى راكان هذة الشحنة الثالثة التي يتم تصديرها خلال هذا العام لن يقبلوا بخسارة تلك المبالغ الطائلة عبثا.
_وأين رجالك الذين يعملون داخل الميناء ما لي لا آراهم ولماذا تدفع لهم إن لم يقومون بمهامهم
جذب الكوب الفارغ وأشار لأحد رجاله فسكب له من الخمر ليتجرعه مرة واحدة ثم ازاح العالق بشفتيه وهو يردد پحقد
_رجل من رجالي أكد لي بأن هناك ظابط مصري هو المسؤول عن كل ما يحدث.
_من هذا
أجابه باحباط وهو يسند يديه لجبينه
_لا أعلم ولكنه ليس سهلا بالمرة يحارب أي شخصا يورد أدوية فاسدة داخل مصر حاولت أن أصل لأي معلومة إليه ولكني فشلت حتى بمعرفة إسمه الحقيقي!
امتعضت معالم رافاييل حتى بدى وكأنه على وشك قټله
_هل تخبرني بأنك عاجز بالكشف عن شرطي حقېر يدمر ما فعلناه بعد تلك السنوات! إن كنت عاجز فلتترك لنا مهمة البحث عن رجل أخر يكون منفذنا داخل مصر غيرك!
_سأكتشف من يكون وأعدك بأنني سأقتله بيدي!
رسمت بسمة ساخرة على وجه من يراقبهما من الخارج فتسلل للخارج قبل أن يكشف وجوده أحدا ومضى بطريقه لغرفته القابعة بالطابق الأول من المنزل الخارجي بفيلا راكان فألقى بثقل جسده على الفراش مرددا بمكر
واستند آدهم برأسه على ذراعه مطلقا صفيرا باستمتاع لما يدور من حوله وهمس بوعيد جعل حدقتيه السوداء أشد قتامة
_هانت ورقبتك هتبقى تحت رجليا إنت واللي وراك!
الساعات تمضي ومازال قلبها عاجزا عن الخفق عينيها المتورمة معلقة على باب الغرفة بانتظار أي بصيص أملا يمنحها السکينة قدميها تؤلمها بشدة وعلى وشك أن تفقد قدرتها على حمل جسدها المترنح ومع ذلك صمدت قدر المستطاع اقترب منها جمال وأشار برفق على الأريكة المعدنية القريبة من باب الغرفة
_ مايسان مينفعش اللي بتعمليه بنفسك ده ريحي رجلك شوية على الأقل لحد ما يخرج وتطمني عليه.
هزت رأسها بنفي وباصرار قالت
_مش عايزة أقعد أنا كويسة.
انضم يوسف إليه في محاولة لاقناعها
_اللي بتعمليه ده غلط وهيضرك اهدي عشان صحتك وبعدين علي لسه مطمنا من شوية المفروض تكوني اهدى من كده.
رضخت إليهما بقلة حيلة فتحركت لتجلس على طرف الأريكة ومازالت عينيها تراقب الباب بدموع ټغرق وجهها فما أن انفتح حتى هرولت