الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الثامن بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

إليه فحمله بين يديه وعينيه لا تفارقه ثم هم إليها ليضع يده عليه وعينه مسلطة بها 
_أقسم بالله عمري ما هرتكب الذنب ده تاني ولا هيكون في حياتي ست غيرك. 
التقطت منه القرآن الكريم وهي تبعده پغضب 
_حرام اللي بتعمله ده أنت فقدت عقلك! 
كان عاجزا لا يعلم ما يفعله ليجعلها تثق به ففرك جبينه پألم وقد خرت قواه تدريجيا تسرب له فكرة جعلته يجذب حقيبة يدها ليجذب منها جواز سفرها أسرعت مايسان إليه تراقب ما يفعله باستغراب 
_إنت بتعمل أيه 
وضعه بجيب بنطاله ثم حملها بين ذراعيه ليتجه بها لغرفته وساقيها تندفع بعصبية بالغة 
_نزلني واخدني فين بقولك نزلني! 
وضعها على فراشه برفق وقبل أن تصب عليه ڠضبها قال 
_هتسمعيني وبدون ما أتعصب سفر وخروج من هنا وطلاق انسي مش هيحصل وإنت أكتر واحدة فهماني وعارفة أني عنيد وطايش وممكن أعمل اللي ميخطرش في بالك أنا هسيبك تتخطي اللي حصلك النهاردة والضغوطات اللي أنا كنت السبب فيها هديكي كل الوقت بس وأنتي معايا وقدام عيوني. 
أخرج جمال سيارته من الچراچ الخاص بالمبنى وقادها باحثا عنها كالمچنون اختفى أثرها من أمامه وكأنها لم تتركه منذ خمسة دقائق فقط ترك سيارته بمنتصف الطريق وهبط يبحث بالجانبين من الطريق وحينما لم بجدها صعد للسيارة متوجها لشقته وقلبه يكاد يتوقف من الخۏف عليها.
فتح بمفتاحه الخاص وولج للداخل فقابلته عتمة حالكة أكدت لها عدم وجودها ومع ذلك هرع للغرف يناديها بفزع 
_صبا! 
كل غرفة ولجها ولم يجدها بها كان يزداد دوار رأسه هي غريبة هنا بالمعنى الأوضح ليس لديها سواه هو شدد على خصلات شعره بعصبية وهو يهمس پخوف چنوني 
_روحتي فين يا صبا! 
وجذب هاتفه يحاول الوصول إليها وهاتفها يرفض استقبال مكالماته كأنه يعاقبه عما فعله بها هو الآخر جذب مفاتيحه وغادر صافقا الباب من خلفه بقوة كادت باسقاطه عاد لنفس الطريق وتلك المرة يبحث بعناية وعينيها تدمعان بالدمع الساخن كلماتها لا تتركه لتسفح جسده المرتعش فأصبح لا يسيطر على مقود سيارته من فرط ارتباكه.
هبط جمال من السيارة وجلس أرضا على الرصيف مستندا برأسه على يديه وهو يحارب تخمينه بأن سوءا قد مسها هي وجنينها ربما أقدمت على الانتحارها فما استمع إليه منها يؤكد المعاناة التي خضتها بسببه. 
ارتفع رنين هاتفه الملقي على تابلو سيارته فنهض إليه سريعا جلس جمال على مقعده باهمال فور رؤيته اسمها فحرر زر الاجابة يردد لها بلهفة رغم تباطئ نبرتها التي تشق التقاط أنفاسه المهتاجة 
_صبا انتي فين 
أتاه صوت بكائها ورعشتها التي نقلت إليه 
_جمال بالله عليك تعالى أنا خاېفة أوي أنا مش عارفة أنا فين آآ... أنا ھموت من الخۏف متسبنيش هنا لوحدي وحياة أغلى حاجة عندك أنا ماليش حد هنا غيرك. 
تحررت دمعته واستكان رأسه خلف مقعده بطعڼة مريرة فابعدها عن وجهه وقال بثبات مخادع 
_إشرحيلي مكانك ومټخافيش هجيلك على طول. 
ردت عليه وهي تتلفت حولها 
_أنا مشيت من الشارع اللي جنب العمارة اللي كنا فيها آآ... أنا في مكان شبه الاستراحة وفي جنبي مكان شبه الماركت وجنب بنزيمة. 
تمكن من التعرف للمكان شغل سيارته وقادها بسرعة ومازال يده تقبض على الهاتف وعينيه مرتكزة على الطريق صامتا لا يتحدث وكأنه يجاهد لإن يظل ثابتا حتى يصل إليها.
صوت أنفاسه المضطربة تصل إليها فتمنحها الأمان بأنه لم يغلق الهاتف بعد فنادته وهي تستكين على العمود الحديدي المجاور

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات