الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل السابع بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

وميتنساش بس أنا مش عايزك تفكري فيه وتحاولي تخرجيه من حياتك.
كادت بأن تزجره پغضب أكدت عليه مسبقا بأنها لا تود الحديث على الأقل بالوقت الحالي ولكنها صمتت حينما استرسل ونظراته الغريبة تحيطها 
_من أول يوم شوفتك فيه حسيتك مختلفة عن الكل كنت كل ما بقربلك قلبي بيتعلق بيك وپيتألم عليك عيونك فيها ۏجع بيجلد روحي لدرجة إني اتمنيت أقابلك وأكونلك أول راجل في 
 لم تتفاجئ من حديثه لطالما كانت تستمع له طوال الثمانية أشهر يتحدث معها عنه وعن عائلته بالرغم من صمتها الا أنها كانت تتمنى الحديث إليه تبتهج بلقائه كل يوم وتترقب لحظة دلوفه كل صباح غرفتها حاملا باقة الورد بين يده التي تزف رائحتها من قبل دخوله لها كانت تسمعه وهو يلمح لها عن مشاعره.
أكثر الناس دارية بحالتها هو بداية بما تعرضت له وإلى ما وصلت إليه صممت آذنيها عن سماع أي شيئا فأفاقت على صوته العذب المنادي 
_فطيمة سمعاني. 
رفعت عينيها الغارقة بالدمع إليه فتركزت على شفتيه التي تعيد كلماته الغير مسموعة مجددا 
_أنا بأحبك وعايزك زوجة ليا.
أيمنحها الأمل وقد غادرت عنها الحياة مولية لها ظهرها!
من بين نساء العالم الجميلات ألم يختار سواها! 
ليته حلما ليته وهما ليته مجرد تخيل يزينها قلم بدفترها الذي قدمه لها! 
تمعن علي بملامحها ولأول مرة يعجز عن فهم ما يدور برأسها اعتاد فهم المړيض من أمامه بنظرة والآن يعجز عن فهمها ويخشى أن تنفلت الأمور عكس توقعاته فقال بارتباك 
_أنا عارف أن الوقت مش مناسب لكلامي وإني كان المفروض انتظر الوقت المناسب لده بس 
ومال بجسده يستند على الطاولة حتى بات قريبا مسموعا 
صامتة عن الحديث تصغى جيدا إليه ويترقب هو سماع أي كلمة منها فقال بحزن
_ساكتة ليه يا فطيمة إتكلمي! 
تحررت شفتيها المطبقة على بعضها لتحرر كلماتها المتحشرجة 
_مش عارفة هقول أيه أنا مش لاقية كلام أقوله لإن كل اللي هيتقال أنت تعرفه وكويس جدا لانك دكتوري. 
وتابعت وهي تفرك أصابعها تخفي تأثرها بما ستقول 
_لكن هقولك إنك تستاهل إنسانة تانية تكونلها الراجل الأول في حياتها لكن أنا حياتي كلها معاناة سواء بالماضي أو بالمستقبل يعني اللي فات مش هيسبني هفضل أعاني منه دايما. 
_وأنا جاهز ومتقبل يا فطيمة. 
قالها باصرار عجيب واسترسل 
_أنا بحبك ومستحيل هتخلى عنك . 
وقرب مقعده منها قليلا ليخبرها بتوسل 
_وافقي يا فطيمة وأنا أوعدك إني هعوضك عن كل شيء عيشتيه.
نهضت عن المقعد وتراجعت بظهرها للخلف تلتقط أنفاسها المرتبكة فتمكنت بالسيطرة على ذاتها أخيرا وهدرت من بين انفعالاتها 
_حرام أني أدمرك بالماضي اللي يخصني.
وتراجعت للخلف حتى وصلت لباب الغرفة وقبل أن تغادر ضغطت على ذاتها پألم وكأنها تخطو فوق زجاج مهشم 
_لو سمحت يا دكتور علي تسيب ملف حالتي لدكتور تاني أفضل ليك وليا. 
وتركته وغادرت فضم يديه على وجهه بضيق شديد لما حدث فألقى الطاولة بعصبية بالغة 
_ غبي....اتسرعت! 
طوال الطريق حاول جاهدا حثها على الحديث ولكنها كانت صامتة لا ترغب بتلبية قلقه الشديد عليها فما أن توقفت سيارته قبالة باب المنزل تحركت كالدمية المتحركة لتخطو للداخل بعدم اتزانا لحق بها عمران فأمسك بمعصمها يمنعها بصعود الدرج وهو يناديها 
_مايا! 
رفعت عينيها المتورمة بالبكاء إليه ترمق رماديته بنظرة قوية رغم انكسارها الأذلي وبنبرة مرتجفة كحال جسدها المرتعش رددت 
_طلقني يا عمران.. من فضلك طلقني. 
وتركته مندهشا يحاول استيعاب ما قالته للتو وصعدت للأعلى بآلية تامة تابعها بعينيه وتمنى
أغلقت باب غرفتها

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات