رواية صرخات انثى الفصل الخامي بقلم ايه محمد رفعت
ساخرا
أنا لسه داخل قدامك من شوية واتفاجأت بالبيه أخد مكاني.
جحظت عينيه في صدمة حقيقية فاعتدل بجلسته المريحة وهو يردد بعدم تصديق
إنت تقصد مين
انتصب واقفا بدهشة
لأ.. جمال مستحيل يعمل كده!!
وأسرع إليه فأبعده عن الطاولة بعصبية بالغة
قوووم فوقلي.
دفعه جمال وعاد يلقي برأسه على الطاولة من جديد مرددا
اشټعل الڠضب بمقلتيه فبحث عما يعاونه بافاقته فسحب الاناء الممتليء بالثلج ودفعه إليه بأكمله انتفض جمال بجلسته وصاح
إنت غبي يالا بقولك تعبان وجسمي كله مكسر تحدفني بالتلج!
طرق على صدره وجذبه ليقف أمام عينيه الملتهبة
أقسم بالله يا جمال لو متعدلت لاډفنك هنا سيف كان بيشتكيلي منك بس أنا متوقعتش إن أمورك توصل لهنا.
ليه يا دكتور كنت فاكر حالتي هتكون أخرها أيه يعني ما أنا سبق وحكيلك.
تماسك الأ يطيح به وقال برزانة
يا جمال أي اتنين متجوزين طبيعي إن يكون بينهم مشاكل في بداية حياتهم دورك هنا إنك متهربش تواجه وتبرر مش تزيد الامور طين وتسبها لعقلها وشيطنها يأكدلها ظنونها.
وأشار للزجاجة بتقزز
وضع عينيه أرضا حرجا منه فأشار باصبعه بتحذير
دي أول وأخر مرة تعملها سامعني
هز رأسه بتعب جعل جسده يترنح بوقفته غير واعيا لما يصيب معدته من ألما لا يطاق فاستتد على صدر يوسف
أنا تعبان أوي يا يوسف بطني بتتقطع.
من القرف اللي بلبعته.
وأشار لمن يراقبهما
اسنده معايا ندخله أوضته لما أشوف أخرتها معاكم أيه
عمران من جانبه الأيمن خاطفا نظرة سريعة إليه وقال
فوق يا جمال لازم ترجع بيتك عشان مشاكلك مع صبا متزدش.
مال بجسده على الفراش فجذب يوسف الغطاء وداثره جيدا وعدل من ملابسه الغير مهندمة ليحك أنفه وصوت أنفاسه اللاهثة تعلو
ضحك عمران على مظهره المضحك وصاح
ورايا يا دكتور الحالات المتعثرة.
حرك كتفيه يعدل من قميصه بغرور
دكتور يوسف أيوب من أكبر دكاترة النسا والتوليد وبتنازل وبتواضع وبعرف اشكالكم المعتوهه وبتعاقب من حرمي دكتورة ليلى أيوب بالطرد لشقة المقاطيع وعادي وزي الفل.
عمران من تلباب قميصه
تعالت ضحكاته الرجولية بقوة ولحق به للخارج فجلس كلا منهما على الأريكة لاحظ يوسف تسلل الحزن لمعالم عمران فقال وهو يهم لصنع القهوة
مالك قالب وشك ليه إنت التاني
توترت معالمه فنهض واتبعه ليستند على البار وبتلعثم قال
يوسف أنا آ..... آآ...
ضيق عينيه الثاقبة إليه فرفع الكوب الفارغ وملعقة السكر إليه
ولآ.. أنا بخاف من الداخلة دي أقسم بالله لو قولتلي حاجة تنكد لاقټلك إنت والحيوان اللي جوه ده أنا لسه خارج من ولادة طبيعية متعسرة وخلقي في مناخيري.. فانجز وإرمي المصېبة اللي بتحاول تلقيها في وشي من ساعة ما شوفت خلقتي.
وجذب هاتفه وهو يهدده
اتصل بدكتور علي أقرره ولا هتتكلم.
خشاه عمران فجلس على المقعد بارتباك طرق على كتفه ليجذبه نصفه العلوي فوق الطاولة الرخامية الفاصلة بينهما
انطق ياض هببت أيه إنت التاني
رفع رماديته بتوتر إليه وردد
أنا غلطت مع ألكس.
فلته ببطء وعينيه المغتظمة بغضبه لا تتركه فتحرك لمكينة القهوة بصمت كان قاټلا لمن يتابعه بترقب لسماع ما سيقول فاتبعه والحرج يشكل على معالمه فحاول تبرير أخطائه
يوسف أنا آآ...
قاطعه حينما استدار بحركته الشرسة لېصرخ بعصبية
إنت ومبتحبش غير زي اللي غلطت معاها.
رسم وجهه أرضا تأثرا بكلماته فشدد يوسف على شعره بقوة كادت باقتلاعه ثم سحب كوبه وجلس على مقعد البار مرددا بعدم مبالاة
خسارة فيك النصايح اللي في النهاية مش هتعمل بيها إعمل ما بدالك يا عمران إسكر وازني وإغضب ربنا بكل الكبائر واقعد ابكي واندب واستنى لحظة عقابك وإنت عارف وواثق إنها جاية.
اتبعه للمقعد المجاور له فجذبه ليجلس قبالته يراقبه وهو يرتشف قهوته بجمود فحاول استعطافه
يوسف أنا حاولت والله بس صدقني أنا لما بشوفها قدامي بضعف ومبقدرش أتحكم في نفسي.
طعنه بنظرة قاټلة
تقصد... ما هو الحيوانات هي اللي مبيكنش عندها دارية بالامور ولا التحكم بالذات.
ولعق بلسانه شفتيه يخفي ابتسامته الخبيثة التي تحررت من خلفها مكيدته
بقولك أيه يا عمران ما دام إنت كده كده هتطلق مايسان فأنا شايفها مناسبة لدكتور سيف أخويا إنت عارف بقى إننا هنا في انجلترا صعب نلاقي عروسة عربية أدب وأخلاق وجمال وآ...
كممت لکمته كلماته فاسقطته عن المقعد نهض يوسف وهو يزيح عن شفتيه ببسمة راضية بينما انتصب الاخير بوقفته وصړخ
متحاولش يا يوسف صدقني هنسى الصحوبية والعيش والملح اللي بينا وھدفنك حي هنا.
منحه ابتسامة ساخرة وجلس يستكمل قهوته ببرود وحينما انتهى من الكوب لف رأسه تجاه ذاك الثائر فجأة وقال
لما شتمت ألكس وقولتلك أنها عاهرة ورخيصة متعصبتش ولا اتحمقت عليها كده ولما كلمتك بالحلال وبالاصول على بنت خالتك اللي مش طايقها عرق الرجولة نقح عليك أوي مش غريبة
ابتلع ريقه وهو يترنح جراء تمعن كلماته المصوبة لكل ذرة داخله فتراجع للخلف بتأثر جعله يرتبك
آآ... أنا... الوقت إتاخر لازم أرجع..
أشار بيده وهو يعود للتطلع أمامه بكل هيبة ورزانة
اهرب يا عمران اهرب من حقيقة مشاعرك واجري ورا شيطانك اللي هيدمرك.
فتح عمران الباب ومازالت نظراته منصوبة على رفيقه وحينما استدار ليغادر وجد سيف قبالته يخلع حقيبة ظهره وهو يوزع نظرات متفحصة بينه وبين أخيه الجالس على بعد منهما وشفتيه ټنزف الډماء فتساءل بشك
اټخانقتوا تاني ولا أيه!
أتاه رد أخيه يوسف يجيبه
حمدلله على سلامتك يا دوك تعالى اشجيني إنت كمان بمصايبك مانا خلاص هقلب تخصصي لطب نفسي ومحلل هنا..
وأضاف وهو يشير لعمران الشارد على باب الشقة كالتمثال
استضيف دكتور علي يومين هنا للمقاطيع دول يا عمران يمكن يحل مشاكلهم ومشكلتك.
ودعه بنظرة حاړقة قبل أن يصفق الباب هاربا مبتعدا نازحا عن اختراق تلك الكلمات لقلبه المشتعل قاد سيارته پجنون ومازالت كل الاحاديث تختلط إليه تجعله يبدو كالأبله.
توقف فجأة عن القيادة وارح جسده للمقعد وهو يفكر جديا منح زوجته فرصة عسى يصل لباب الخروج من المتاهة اللعېنة.
دق هاتفه للمرة التي تجاوزت الثامنة ففتحه وهو يجيب
أيوه يا فؤاد محتاج حاجة!
استمع للطرف الأخر بعناية فلم يكن سوى السائق الخاص براكان اوقف آدهم السيارة بقوة جعلت عجلاتها تحتك بالرصيف بصوت مقبض
لأ... أوعى تعملها يا فؤاد.
ولف عجلة قيادته ليعود أرداجا وهو يكرر لمسمعه
متتصرفش نهائي أنا راجع.
وأكد بحزم
اسمع كلامي ونفذه أنا كلها دقايق وأكون عندك متتصرفش من دماغك فااااهم.
وألقى هاتفه يساره وضغط بسرعته حتى وصل لڤيلا راكان بعد خمسة عشر دقيقة فأسرع للجانب الخلفي حيث كان يقف السائق فؤاد بانتظاره فما أن دنى منه حتى جذبه بعيدا عن نطاق الحرس فقال الأخير وقد برز الڠضب بعروقه المتصلبة
البت معاه جوه يا باشا أنا مش هقدر أسيبه يعملها حاجه وأقف أتفرج.
كز آدهم على أسنانه وردد بنظرة تحذيرية قاټلة
إنت اټجننت عايز تضيع تعبنا طول الشهور دي في لمح البصر.
ردد باستنكار لما يقوله
يعني أيه يا باشا هنقف كده ونسيبه يعمل عملته الوس
تقابل حاجبيه المنزوي ڠضبا وبصوت حازم صاريح
سيطر على أعصابك واتحكم بعقلك.
جابهه